العقل مصطلح يُستعمل في الغالب لوصف الوظائف العليا لمخ الإنسان، وهو قدرةٌ ذهنيّةٌ تميز الإنسان عن غيره من باقي المخلوقات الأخرى، ومكان وجود العقل هو المخّ، وأما العقل فله وظائف كثيرة ومهمة مثل التفكير وتحليل أي معلومة يستقبلها العقل عبر الحواس، أيضًا من وظائفه الإدراك والتنبّؤ، وتخزين المعلومات داخل الذاكرة والتذكّر وقت النسيان، والتحكّم في العواطف الإنسانيّة التي تمر على الشخص، والدماغ هو المسؤول الأوّل عن حركات باقي أعضاء الجسم، حيث يقوم بإرسال الإشارات الكهربائيّة إلى باقي الأعضاء الخاصة بالجسم، وتبدأ وقتها في التحرك الصحيح.
مثلاً إذا تعرض الشخص لألم في منطقة ما مثل تعرض اليد لدرجة حرارة مرتفعة على سبيل المثل، ففي أقل من لحظة يقوم المخ بإرسال إشارة لليد للابتعاد بسرعة عن تلك الخطر، ويحدث هذا الأمر في أقل من جزء من الثانية، وهذا حال الكثير من الحركات الأخرى، ولكن السؤال كيف انشط عقلي؟ وهذا السؤل هو محور حديثنا في هذا اليوم فتابعونا.
كل شخص طبيعي على علم بأنه يملك عقلاً يفكر به ويعتمد عليه مثل إدارة شؤون حياته ويستخدمه في جميع الأوقات حتى أثناء فترة النوم العقل الباطن يعمل ويفكر والدليل على ذلك “الأحلام” فإن العقل وقتها يفكر كما لو كنت في اليقظة، ولكن مشكلة هنا الكثير من البشر يشعر بأن عقله لا يمكن أن يكون مثل الأذكياء والناجحين وأصحاب المشاريع الضخمة والشهيرة وما إلى ذلك، وهذا تفكير خاطئ على الأغلب، فالعقل البشري أحد نعم الله سبحانه وتعالى للبشر وهو جهاز متكامل لا ينقصه شيء ويعمل بشكل جيد وبأكمل وجه وبأعلى كفاءة ممكنة، لكن الفرق هنا في طريقه تشغيله واستخدامه والتي تعتمد على كل شخص من خلال تركيزه واستيعابه للأمور.
التركيز:
كيف انشط عقلي؟ وأول نقطة هامة يجب التركيز عليها والتحدث بها في هذا الموضوع الهام هو أن من أشد وأفضل الطرق التي ينشط بها الإنسان ذهنه وعقله هو “التركيز” نعم التركيز فإذا ركز الشخص في جميع أمور حياته فحري به أن يكون عقله مدرك وواعي ونشيط ولديه سرعة بديهة في جميع الأحوال، نعم الأمر مرهق في الفترات الأولى بعض الشيء لأن العقل غير متعود على هذا الوضع الجديد، ولكن مع مرور الوقت ومع بداية تعودك على التركيز في جميع الأمور سينتقل العقل بعدها إلى مرحلة النشاط بكل سهولة.
شرود الذهن:
شرود الذهن أحد أهم المشاكل التي تواجه الأشخاص الذين يشتكون من قلة نشاط العقل وقلة التفكير وبطأ استيعاب الأمور، لأن شرود الذهن يأخذ صاحبه إلى عالم آخر غير العالم الواقعي الذي يعيش فيه، فعلى سبيل المثال تجد الطالب في الفصل أو في المجموعة المدرسية بعيد كل البعد عن المسائل والشروحات الذي يشرحها المدرس أو المعلم، وهذا الأمر يتحقق أكثر عندما يمر الطالب بظروف سيئة مثل الحالات النفسية أو المشاكل بينه وبين أحد ما أو أن هذا الأمر عادة اعتاد به الطالب في حياته السابقة، أيًا كان السبب، فلا بد أن يتخلص الطالب من شرود الذهن ويجاهد نفسه أنه في المجالس أو المواقف المهمة يجب ألا يفكر في أي شيء غير الذي أمامه فقط.
عدم الربط بين الماضي والحاضر:
كثير من الأشخاص يربطون بين المراحل الدراسية السابقة التي كانت فاشلة بالنسبة لهم ويقولون في أنفسهم، أنا في الأصل فاشل في التعليم فكيف أكون ذكيًا ونشيط الذهن، وهذه النقطة أيضًا شديدة الخطورة وغير صحيحة إطلاقًا، فالكثير من الفاشلين دراسيًا هم أنجح الناس وأذكى الناس بالفعل بعد أن تقدموا في العمر ودخلوا الحياة العملية، بل أن أغنى أغنياء العالم هم أصلاً غير متعلمين وليس لديهم شهادات جامعية!، فلا بد من الفصل بين هذه وتلك، لأن هذا ليس مقياسًا صحيحًا وأن العقل الذي كان خاملاً في الماضي يمكن أن يصبح نشيط وذكيًا ومدرك للأمور تمامًا وسريع التذكر والحفظ في المستقبل.
كيف انشط عقلي:
- الغذاء من الأمور الهامة جدًا لتنشيط العقل فالعقل بحاجة للغذاء بشكل دائم على أن يكون الغذاء سليم ومتوازن وصحي وهذا يعد المفتاح لعمل العقل بشكل جيد ودائم، وتعمل بعض العناصر في الطعام بعد تناولها بشكل مباشر ومستمر على تقوية خلايا الدماغ مما يعمل على ثبات وتطور عمل الدماغ ورفع مستوى الذكاء البشري، ومن هذه الأغذية المهمة البقوليات والعسل النحل الطبيعي والجبلي والأسماك وحبة البركة والزعتر والشوكولاتة والخضروات والفاكهة.
- النوم مبكرًا والاستيقاظ مبكرًا، فهذه من النقاط الهامة جدًا حتى يأخذ العقل راحته وكفايته في الراحة، وأفضل فترات الراحة للجسد والعقل هو فترة الليل، وأن فترة النهار هي فترة غير مجدية لراحة العقل والبدن، قال الله تعالى “وجعلنا الليل لباسًا وجعلنا النهار معاشًا”.
- ذكر الله عز و جل من أجل الأمور، فقال تعالي “واذكر ربك إذ نسيت”، فمن المفترض أن ينصح المدرس الطالب بذكر الله عند نسيانه أي معلومة في الإمتحان، ومحاولة استرجاع المعلومات من نقطة البداية للوصول إلى الإجابة المطلوبة، حيث تساعد هذه الطريقة على تنشيط وعمل الذّاكرة وإسترجاع المعلومات بسهولة.
- ممارسة الرياضة من الأمور الهامة والتي تساعد على تنشيط العقل واسترجاع المعلومات وكما يقال دائمًا، “العقل السليم في الجسم السليم”، فممارسة الرياضة في الصباح الباكر من الأمور المساعدة والهامة للعقل البشري.
- الزعفران يساعد على تقوية وتنشيط الذّاكرة وتنشيط العقل، حيث يتم تحضير كمية من “الزعفران” ويوضع في كأس حليب مغلي ويترك لمدة ربع ساعة، ثم يتم تناوله مرة واحدة في اليوم، ويتم الاستمرار على هذه الوصفة لمدة شهر واحد، ومن المعروف أن الزعفران من الأغذية الباهظة الثمن وذلك يدل على أهميتها القصوى وفوائدها الكثير.
- تناول الأطعمة القليلة الدسم يساعد على تفتح الشرايين التي توصل الدم إلى الأعضاء، الأمر الذي يؤدي إلى تدفق الدم في الشرايين بسهولة وبسرعة، بالتالي الوصول إلى الدماغ بسهولة، فيعمل على تنشيط الذّاكرة، وتقوية الدماغ والمخ.
- أيضًا يساعد مشروب الزنجبيل الساخن على تقوية الذّاكرة وتنشيط الدماغ بصورة جيدة، ويساعد شرب المرمية على تكسير الإنزيم الذي هو أحد أسباب ضعف الذّاكرة، والمسؤول عن حدوث حالات الزهايمر عند تقدم السن، فينصح معظم الأشخاص المصابون بالزهايمر بشرب المرمية بصفة مستمرة، بالإضافة إلى أنه يساعد تناول عين الجمل، والزبيب، والجوز على تنشيط الدماغ وتقوية العقل والذّاكرة، خاصة الطلاب في أيام الامتحانات والدراسة بشكل عام، فمن المعلوم أن المكسرات عامةً مفيدة جدًا لتنشيط العقل والذاكرة.
- التمرين على المسائل الرياضية واختبارات الذكاء وحل الألغاز، فهي من الأهمية بمكان لأنها تنشط الذاكرة وتجعلها دائمًا في مكانة جيدة ولا تجعل المخ خامل وتساعد على حل مشكلة خمول العقل، فالعقل الكسول غالبًا ما يحتاج إلى مثل هذه الأمور التنشيطية والتفكير المستمر في حل الألغاز والمسائل الرياضية.
- مسألة لا يفعلها إلا المخلصين لله فقط، وهي حفظ القرآن الكريم فهو أفضل علاج لتنشيط وتثبيت مكانة العقل والذاكرة، ولكن هذا الأمر يفعل لله خالصًا لوجه الله تعالى فقط، أي لا تكون النية معقودة على تنشيط العقل، ولكن أحببت أن أضيف هذه النقطة كي أوضح أن من معجزات كتاب الله هو حفظ العقل والمخ.