طلب رجلٌ من النبي صلى الله عليه وسلم وصية ..
شرطها: أن تكون جامعة لخصال الخير، وجيزة، تدخله الجنة.
قال له: أوصني.
فأجابه الرسول صلى الله عليه وسلم: “لا تغضب”.
لم يوجهه إلى صلاة، ولا زكاة، ولا غير ذلك من عبادات.. بل وجهه إلى عدم الغضب.. ولم تشبع هذه الوصية شغف السائل فكرر سؤاله مرات ومرات وفي كل مرة يستمع إلى إجابة واحدة: “لا تغضب”.
ما هو الغضب؟
هو حالة نفسية، وتصرف لا شعوري يؤدي إلى هيجان الإنسان وثورته سواء بالقول أو الفعل.
الغضب جماع الشر:
ولما قيل لابن المبارك : اجمع لنا حسن الخلق في كلمة.. قال: “ترك الغضب”.
إذن هناك علاقة طردية بين الغضب وسوء الخلق، وأن الخلق الحسن يمنع صاحبه من أسباب الغضب.
معنى القوة هو الابتعاد عن الغضب:
أتعلمون ما معنى القوة ؟؟ هذا سؤال سأله الرسول صلى الله عليه وسلم لأصحابه في صحيح مسلم فقال لهم:
ما تعدون الصرعة فيكم؟
قالوا: الذي لا تصرعه الرجال.
قال: ليس ذلك، ولكن الذي يملك نفسه عند الغضب.
قوتك هو أن تستطيع كبح جماح نفسك عند الغضب، والتروي والتريث قبل صدور فعل أو قول من قِبَلك.
الغضب حالة مرضية وآثاره سلبية:
نعم ف”الغضوب” هو حالة مرضية لها تأثيرها السلبي على الفرد والمجتمع.. دائما ما يتسبب في تعكير صفو حياته ويؤدي إلى ابتعاد الناس عنه، ودائما ما يقع في الإحراج بسبب نوبات الغضب وقد يؤدي إلى خروج الألفاظ الشائنة علي لسانه.
الغضب يؤدي إلى الأمراض القلبية ويؤدي إلى حَجْب الحقائق عنه والحكم المتسرع.
الغضب قد يؤدي إلى بعض المحرمات كالضرب والقتل والاعتداء والظلم بشتى صورهما.
ومن آثار الغضب السلبية هو التأثير المرضي على جسد الغاضب حيث يصاب بارتفاع الضغط وسرعة ضربات القلب وتسارع معدل النفس مما يؤدي إلى سكتة قلبية لا قدر الله.
أنواع الغضب:
للغضب أربع أنواع كما قسمها العلماء:
- سريع الغضب سريع الرضا.
- بطيء الغضب بطيء الرضا.
- سريع الغضب بطيء الرضا.
- بطيء الغضب سريع الرضا.
وهذا النوع الأخير هو خير الأنواع، وهؤلاء الذين يتصفون بالحكمة، والحلم، وسعة الصدر.
أسباب الغضب:
- أسباب الغضب كثيرة منها على سبيل المثال لا الحصر:
- حدوث أزمات مالية وتراكم الديون.
- وجود مشاكل عائلية مزمنة.
- الفشل في الحياة العملية.
- الإحباط.
- المزاح الثقيل من قِبَل الآخرين.
- الحسد.
- الحرص.
- عدم سيطرة الفرد على انفعالاته.
روشتة علاج للغضب:
- ترديد الكلمة التي تذهب الغضب ( أعوذ بالله من الشيطان الرجيم ).
- تغيير وضعية الغاضب إن كان قائما جلس وإن كان جالسًا ينام، وتفسير ذلك هو الابتعاد عن الانتقام فالقائم أسرع من الجالس ومن النائم في استطاعته الانتقام.
- السكوت، وذلك حتى لا يصدر منه حال غضبه الكلام السيئ.
- الانشغال بذكر الله عز وجل من الاستغفار والتسبيح ..الخ.
- الاغتسال أو الوضوء.
- تذكر وصية الرسول صلى الله عليه وسلم بعدم الغضب وتذكر عظم جزاء من يكظم غيظه.
- الابتعاد عن أسباب الغضب.
- كافئ نفسك بشيء تحبه إذا استطعت السيطرة على موقف ما.
وفي النهاية تذكر أن الغضب قد يجعلك تندم على أشياء فعلتها، وقد يجعلك في حالة تأنيب مستمر لنفسك مما يزيد من حالة الضيق لديك.