تعد الأشجار من ضمن مجموعة الكائنات الحيّة الموجودة على سطح الكرة الأرضية، وهي من أهمّ أنواع الكائنات التي يعتمد عليها العديد من الكائنات الأخرى مثل الإنسان والحيوانات، حيث إنّ السلسلة الغذاء على سطح الكوكب تعتمد بالأساس على وجود النبات، حيث توجد هناك منفعة متبادلة بين الطرفين، ومن الجدير بالذكر أنّ النبات يمتلك مصنع خاص به للغذاء، حيث تعتمد بطريقة رئيسية على ضوء الشمس وغاز ثاني أكسيد الكربون، وتحتوي الأشجار على مادة الكلوروفيل التي تمكّنها من الوصول لغذائها بنفسها دون شيء فسبحان الله.
ولربما نحتاج للإجابة على سؤال كيف تجعل الاشجار تنمو بسرعة حيث ترتبط حياة الإنسان بالأرض ارتباط وثيق منذ قديم الأزل، حيث عمل الإنسان القديم على تجميع قوت يومه من الصيد والزراعة التي كانت تنبت وتُزرع دون أي تدخل بشري، وقد لاحظ الإنسان أهمّية الزراعة بالنسبة له في بداية الأمر لإنها تعد وسيلة أساسية للتغذية، سواء غذاء الإنسان لنفسه أو سواء غذاء الحيوانات الراعي لها مثل الإبل والغنم، فحرص على القيام بأخذ وسائل من المزروعات النابتة مثل البذور مثلاً وزراعتها في أماكن متعدّدة لتتكاثر وتثمر كمّياتها، وبالتالي توفير كميات أكبر من الغذاء الذي يحتاج إليه الإنسان جنبًا إلى جنب مع الشراب.
تعد الأشجار من النباتات والتي هي كائنات حيّة أجسامها عديدة الخلايا ونواتها حقيقيّة، وما يميزها عن غيرها من الكائنات أنّها ذاتية التغذية كما أشرنا، بحيث تقوم بعملية البناء الضوئي لإنتاج غذائها بنفسها، وما يميزها من القيام بذلك الأمر هو احتواؤها على صبغة الكلوروفيل، كما أنّ للنباتات قدرة على العيش في أكثر من بيئة مختلفة، بحيث يناسب كل نبات العيش في البيئة الملائمة له لنموه بطريقة صحيحة، ولكن كيف تجعل الاشجار تنمو بسرعة فتتألّف النباتات من العديد والعديد من الأنواع التي لا حصر لها، والتي تتفاوت بين الأعشاب والحشائش والأزهار والسرخسيات والأشجار والشجيرات وغيرها، إلّا أنّنا سنسلّط الضوء على الأشجار وكيف تجعل الاشجار تنمو بسرعة
الأشجار تعد من أشكال الحياة النباتيّة، والتي عبارة عن نباتات خشبية تختلف أحجامها عن باقي النباتات في الارتفاع والحجم، بحيث يتجاوز طولها 10 أمتار؛ فالأشجار تختلف في أحجامها وأطوالها، فمنها الحجم الصغير والمتوسط والكبير، ولها جذور وسيقان وفروع، وتعيش بشكل عام على سطح الأرض مع حاجتها الضرورية للري بالماء بين الحين والآخر، والأشجار تملك دور بالغ الأهميّة في النظام البيئي، حيث أنها تعمل على تثبيت التربة وتمنعها من الانجراف، وتنقّي الجو وتلطّفه من الغازات الضارة وتحمي من أشعة الشمس، وتمدّ الغلاف الجوي بغاز الأكسجين وتقلل غاز ثاني أكسيد الكربون، كما تُشكل مأوى لبعض أنواع الحيوانات كالقردة والكثير من الحشرات.
فوائد الأشجار:
تمنح الأشجار الأكسجين وتقوم بتلطيف الجو، حيث أنّ الأشجار مسؤولة عن سحب كمية من غاز ثاني أكسيد الكربون من الجو وإعطاء الأكسجين بدلاً منه، الأمر الذي يُساعد على تلطيف الجو، أيضًا تقلل درجة حرارة الجو لإن منها ما يكون فروعها وأوراقها كثيفة وكثيرة، أيضًا تُزيّن الأشجار البيئة المحيطة من حولنا ويمكن الاستفادة من الأشجار في الصناعة، حيث يمكن استخدام أخشاب الأشجار في صنع قطع الأثاث المكتبي والمنزلي، ويدخل ثمر الأشجار في صناعة العديد من الصناعات الغذائية المعلبة، يمكن أيضًا تناول بعض الأدوية والعقاقير الطبية ببعض النباتات؛ حيث إنّ مُعظم الأعشاب تدخل استخدامها في العلاج وتدخل في صناعة الأدوية، وتُستعمل الأعشاب والنباتات في الرعي، حيث تتغذى الحيوانات عليها.
تساعد الأشجار في انجراف التربة، حيث تثبت الجذور في التربة وتمنع من انتقالها من مكانٍ إلى آخر، كما أنّ أيضًا الأشجار تتحكّم في حركة واتجاه وسرعة الرياح، ومن المسلم به أنّ هناك أنواع من النباتات تقضي على الفيروسات والجراثيم مثل: البلوط، الصفصاف، الصنوبر، الكينا، الموز، والسرو، وتستخدم الأشجار في صناعة الصمغ أيضًا وصناعة العطور مثل شجرة الياسمين وشجرة الصندل الذي يستخرج من أفضل روائح من العطور الذكية وهو عطر الصندل، ويستخدم بعض من أنواعها أيضًا في صناعة الورق، ويُستفاد من الأشجار في بناء البيوت الخشبية.
تطعيم الأشجار:
تطعيم الأشجار يُقصد به أنه عملية نقل جزء من نبات معين ويسمى هذا الجزء بالطعم وينقل إلى نبات آخر ويسمى الثاني بالأصل، حيث أن عملية التطعيم هذه مهمة للغاية حيث أننا نلجأ إليها من أجل الإكثار من أنواع الأشجار والأصناف من النباتات التي تتميز بمواصفات جيدة وإنتاجية عالية والتي لا يمكن الإكثار منها بواسطة العقل وطرق التراقيد وغيرها.
فوائد تطعيم الأشجار:
طريقه لنمو الاشجار بسرعه وهي محل حديثنا في السطور القادمة ولكن دعونا نتكلم عن آلية تطعيم الأشجار، لأن تطعيم الأشجار من الأهمية بمكان.
طريقه لنمو الاشجار بسرعه وهي الاكثار من بعض الأصناف من الخضروات والفاكهة التي قد يصعب علينا في بعض الأحيان إكثارها بطرق التكاثر الطبيعية الخضرية مثل العقل والتراقيد بالإضافة للخلفات، ومحاولة الإسراع في عملية قطف الثمار حيث أن الأشجار المطعمة تثمر في فترة أسرع من الأشجار البذرية ومن هنا يوفر علينا الوقت والجهد معًا، ويساعد التطعيم في الحصول على أشجار مناسبة في الحجم بحيث أن الأشجار البذرية تتشكل بحجم أكبر من المطعمة وهذا الأمر يساعدنا على السهولة في قطف الثمار والتقليم ومكافحة الأمراض ، ومن خلال التطعيم يمكننا التخلص من الإصابات الحشرية والأمراض التي تصيب الأشجار مثل تطعيم “صنف محلي” الذي هو أصل أمريكي ويقاوم حشرة تسمى “الفيلو” يساهم أيضًا التطعيم في الإكثار من الأصناف التي لا تتكاثر بطريقة البذور مثل نوع البرتقال الذي يسمى في بعض البلدان “أبو صرة” من خلال تطعيمه على أصل حمضيات متنوعة.
طريقة لنمو الأشجار بسرعة:
ربّما يرغب بعض الناس في أن يزرع أشجار جميلة كالبلّوط مثلا، ولكن الرأي المشاع لديهم هو أن هذه الأشجار تحتاج مدة طويلة لكي تنموا ونحن لسنا مستعدّون للإنتظار وقتًا طويًلا، والرأي الصحيح هو أن العناية الجيدة والمميزة بالأشجار عمومًا يساعد على تسريع عملية نموها، و للقيام بذلك هناك عدّة خطوات يمكن إتباعها سوف نذكرها:
- هي أخذ وضع التربة بعين الإعتبار: فإذا كانت التربة المستخدمة في زراعة الشجرة سيّئة الصرْف (أي يصعب عليها جذب الماء و تصريفه إلى جوف التربة) وسيؤدي ذلك الأمر إلى التأثير سلبًا على سرعة نمو الشجرة، بالتالي يجب أن تكون التربة جيدة الصرف.
- يُفضّل زرع الأشجار في أماكن غير محجوب عنها أشعة الشمس، لذلك لا تتوقّع من الأشجار أن تنمو سريعًا إذا زرعتها في مكان مظلّل.
- وضع كمية من الأوراق أو القش حول جذع الشجرة لأن هذا سيخفّض من درجة حرارة التربة، خاصة إذا كانت الشجرة مزروعة من تحت أشعة الشمس المستديمة، وسيساعد هذا الأمر على تخفيض حرارة التراب بحوالي 15 درجة تقريبًا عن الحرارة الأصلية، و ليست هذه إلا البيئة المفضلة لنمو الجذور بشكل ممتاز.
- يجب زرع الأعشاب والنباتات التي تريد زراعتها أن تكون بعيدة قدر الإمكان عن مكان الأشجار المزروعة حديثا، حيث أظهرت بعض التقارير العلمية أن إحتشاد النباتات والأشجار على بعضها يقوم بإضعاف نمو جذور الشجرة المزروعة حديثا بنسبة 50% عن النمو الطبيعي، بالتالي لن تقوم الشجرة بالحصول على كمية الماء المطلوبة لها أوالمواد المغذية لها مما يعني عدم إستقرار نموّها.