تتزايد عدد السكان عالمياً في أي مكان في العالم وذلك بازدياد عدد المواليد في هذه المنطقة، حيث أن هذه الزيادة بالنسبة لعدد المواليد في المناطق المختلفة تخضع لثقافة الشعوب واختلافها من منطقة إلى أخرى في العالم، كما أن الزيادة السكانية في بلد معين أو منطقة ما قد تنشأ بسبب الهجرة السكانية من منطقة إلى أخرى، كما أن هذه الهجرات تنشأ عن الأسباب السياسية والاقتصادية والكوارث الطبيعية وما إلى ذلك من أسباب مختلفة ومتنوعة بشكل كبير، والآن كيف تحسب نسبة الزيادة الطبيعية؟
كيفية حساب نسبة الزيادة الطبيعية:
كما تعرف نسبة الزيادة الطبيعية في عدد السكان على أنها الفرق بين عدد المواليد وبين عدد الوفيات، كما يسمى أيضًا بمعدل النمو الطبيعي، إما ما يسمي بمعدل النمو السكاني فهو عبارة عن معدل الزيادة الطبيعية في منطقة معينة إضافة إلى معدل صافي الهجرة من وإلى المنطقة المراد حساب معدل النمو السكاني فيها، حيث أن النمو السكاني إذا ما قمنا بتحديده في إقليم معين أو منطقة محددة فإننا سوف نضطر لأخذ معدل الهجرة من وإلى المنطقة بعين الاعتبار، وذلك في حين أننا إذا أردنا حساب النمو السكاني في العالم أجمع والذي يكون على أنه وحدة جغرافية واحدة غير منفصلة، لذا تحسب على أساس الزيادة الطبيعية في العالم فقط، وبذلك فلا معنى عندها من أخذ الهجرات بل لا يمكن أصلاً أخذها بعين الاعتبار، حيث أن الهجرة سواء كانت من منطقة أو إلى منطقة أخرى فإنها لن تؤثر في إجمالي العدد العام للسكان في مختلف أرجاء العالم، إلا أن تكون هذه الهجرة من كوكب الأرض إلى القمر عندها سوف يتم أخذ عامل الهجرة بعين الاعتبار، كما ويجب الانتباه إلى أن أعداد الوفيات آخذة بالتناقص وذلك نظرًا لازدياد مستوى الرعاية الصحية والتقدم الطبي والتكنولوجي في مختلف أرجاء العالم.
الزيادة السكانية يُطلق عليها أيضاً اسم الزيادة الديمغرافية، وهي تتمثل في الزيادة الكبيرة في معدل أعداد السكان في منطقة ما، بحيث يزيد عدد المواليد الجدد في نفس الوقت الذي ينخفض فيه عدد الوفيات بشكل كبير، وتحدث هذه الزيادة السكانيّة في ظلّ ثبات الموارد المتاحة، ممّا سوف يؤدّي إلى حدوث ضغط كبير على هذه الموارد ويرافق ذلك الكثير من الآثار الاقتصاديّة، السياسيّة، الاجتماعيّة، والثقافيّة كما وسوف يؤثّر بشكل مباشر على مستوى الحياة والخدمات في المناطق التي تتأثر بهذه الزيادة.
أما بالنسبة إلى تناقص عدد السكان فهو يكون في منطقة معينة من المناطق وذلك بسبب إما وفاة السكان أو بسبب الهجرة من هذه المنطقة إلى المناطق الأخرى، ومن هنا نلاحظ أن التناقص في منطقة قد يسبب زيادة في منطقة أخرى وذلك بسبب الهجرات التي تحدث، كما أن أسباب التناقص السكاني والازدياد السكاني هما متعاكسان من ناحية الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى كل منهما بصورة ما، ولكن الوفاة والولادة هما من أهم العوامل الطبيعية والتي تعمل على تغيير توزيع السكان في منطقة معينة من المناطق، وذلك في حين أن الهجرات من وإلى مناطق معينة فإنها أسباب غير طبيعية قد تنشأ إما من صنع الإنسان أو بسبب ظروف قاهرة مثل الكوارث الطبيعية كما ذكرنا.
أسباب الزيادة السكانيّة:
تطورت وتحسنت الرعاية الصحيّة في مختلف أنحاء العالم وذلك في ظل التطور والازدهار والتقدم العلمي والتكنولوجي الذي ظهر في الفترة الأخيرة خاصة في القرن العشرين، مما فتح الباب أمام الطب الحديث في علاج ومكافحة ومطاردة الأمراض الخطيرة والفيروسات المنتشرة والمزمنة، خاصة في قارة أفريقيا التي تزداد فيها نسبة الوفيات وانتشار الأوبئة والأمراض، وما رافق ذلك من معدات وأجهزة طبية ومخبرية للكشف والفحص المبكر الأولي عن تلك الأمراض، ممّا أدى إلى انخفاض نسبة الوفيات بين المرضى، بالتالي ازدادت من تعداد السكان.
والتطوّر الكبير كان له دور هام أيضًا في جانب الرعاية بالصحّة الإنجابية للمرأة، حيث ظهرت دور الرعاية والمراكز المتخصصة في متابعة حالة الأم الحامل وجنينها ورعايتهم بالإضافة إلى تطوّر عمليّات الولادة، ممّا أدى إلى استقرار ونجاح عمليات الولادة، أيضًا الزيادة الكبيرة في معدل الهجرات من بلدان إلى أخرى، بسبب الحروب الدامية التي شهدها العالم والثورات في الشرق الأوسط والتي تسمى “الربيع العربي” الذي كان سبب آخر في ازدياد الطين بلة! وكان سبب في قتل وتشريد عشرات الآلاف من الناس.
حل الأزمة:
يجب علينا أو على المسؤولين التفكير بالأمر بجدية واتّخاذ العديد من الإجراءات والخطوات للتوقف عن الأضرار والآثار الناجمة من الزيادة الكبيرة في عدد السكان، وتتمثّل هذه الإجراءات والخطوات بشكل رئيسي في الآتي:
- نشر الوعي بين الناس عن الطرق الشرعية الغير محرمة في تنظيم النسل وعدد أفراد الأسرة وخاصة بين النساء غير المتعلمات ولديهن ثقافة متدنية أو منعدمة، خاصة المتواجدات بكثرة في دول العالم الثالث وقارة أفريقيا أو المجتمعات النامية.
- استهداف وسائل الإعلام الجديدة والمتقدمة التي تجدي نفعًا خاصة في هذه الأيام مثل الإنترنت سواء مواقع التواصل الاجتماعي وموقع اليوتيوب وما شابه.
- التنمية الدائمة والتي من شأنها النهوض بكافة القطاعات ومؤسسات الدولة مثل المؤسسات الصحيّة، الخدمية، الاجتماعيّة، الاقتصادية، والقانونيّة وغيرها بصورة تضمن حل مشكلة هذه الزيادة إلى أقصى درجة ممكنة أو على الأقل أدنى حد مقبول، ومحاولة إيجاد فرص عمل للشباب والحد من البطالة التي تعد سبب من أسباب ارتفاع معدل الزيادة السكانية من خلال تشجيع الاستثمار وفتح المشاريع وفتح الباب أمام العقول الشابة المستنيرة تجنبًا للمشاكل الاجتماعية، لأن التفرغ والكسل عن العمل يؤدي إلى التضخّم السكاني وازدياد نسب الإنجاب والتي تتوافر بشكل أساسي ورئيسي عند أوقات الفراغ وانعدام المسؤولية واللامبالاه.
- الخطاب الديني السلفي الصحيح وتذكير الناس بالرجوع إلى كتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، لإن من أهم أسباب استقامة الأمم والشعوب العربية والإسلامية هو مرتبط بشكل لصيق ورئيسي باستقامة عباد الله على الطريق المستنير، ولأن الله تعالى يزيح الهموم والغموم والأوجاع والمشاكل والأمراض من المناطق أو الشعوب التي تطبق شرع الله، وليس كلامي مطبق على الجماعات الإرهابية الذين يدعون تطبيق شرع الله ولكن حديثي موجه لكل مسلم ومواطن، فابدأ بنفسك.
- التنمية البشرية لها دور فعال للغاية خاصة في ظل وجود موقع اليوتيوب والذي به العديد من القنوات المتخصصة في مجال التنمية البشرية وتوعية الناس، بالإضافة إلى تفعيل البرامج الخاصة بالصحة والتعليم وأيضًا البرامج الثقافية فضلًا عن توفير فرص العمالة للارتقاء بمستوي معيشة الفرد وتوفير أجور مناسبة، الأمر الذي يسهم في زيادة مستوى معيشة الأسر.
خلاصة وصفوة القول أن مواجهة المشكلة السكانية ليست مسؤولية وزارة بعينها أو جهة محددة أو مجلس معين بل هي مسؤولية الفرد في أول الأمر ثم مسألة تضامنية بين كافة الوزارات والأجهزة والمؤسسات والقطاع الخاص والعام والمجتمع المدني والدولة بأكملها.
الكلمات المفتاحية:
كيف تحسب نسبة الزيادة الطبيعية, كيف احسب نسبة التزايد الطبيعي,كيف تحسب نسبة التزايد الطبيعي