يعتبر الحفظ من أهم العمليات التي تساعدنا على المذاكرة لذلك يطلق عليه بأنه سيد العمليات العقلية رغم ما تظهره بعض النظريات من أهمية العمليات الأخرى مثل عمليات التحليل والتخيل والربط والاستقراء والاستنباط وغيرها من العمليات التي تقوم على الفهم والتركيز ويعد الحفظ من العمليات العقلية المهمة التي نفرق من خلالها بين الشخص المتفوق والشخص الغير متفوق كما أن الحفظ يعتبرمن العمليات العقلية الوحيدة التي قد تستغرق عمر الإنسان أغلبه إن لم يكن كله . لذلك حرص الكثيرون على تنمية هذه الموهبة ويعد من أكثر من برعوا في هذه الموهبة واشتهروا بها هم العرب خصوصاوالمسلمون عموما وهناك دليل على ذلك ألا وهي قصة أمير المؤمنين أبي جعفر المنصور مع الأصمعي في قصة قصيدته الشهيرة ( صوت صفير البلبل) خيردليل وشاهد على مثل تلك المهارة الفائقة حيث كان أبو جعفر رحمه الله تعالى يحفظ القصيدة من أول سماع لها وهناك أمثلة كثيرة عن عمالقة الحفظ في العرب وأشهرهم أيضا أبي العلاء المعري في الحفظ ذلك الرجل الذي يندرج تحت فئة ينتقصها البعض من الناس فيسميهم ” ذوي الإحتياجات الخاصة “وذلك لأنه كان كفيفا ومع ذلك فإن كان ليس له مثيل في الحفظ لكنه حيث أنه كان يحفظ ما فهم حيث أنه كان يمتلك حافظة قوية للمعلومات وذاكرة كبيرة للحفظ حيث أنه كان يحفظ الكتاب من أول مرة .
وهناك الكثير من الأمثلة على عمالة الحفظ ولكن هذا ليس موضوع مقالنا فموضوع مقالتنا اليوم يتحدث عن كيفية حفظ الدروس مع عدم النسيان وهذا ما سوف نتحدث عنه.
كيف تحفظ الدرس ولا أنساه
إن موهبة الحفظ هبة من الله عزوجل وتختلف من شخص إلى أخر وفي اعتقادي الشخصي بأنها مثل باقي العادات اليومية فيمكن لكل فرد أن يقوم بتنميتها وتحسينها إذا كان يواجه مشاكل فيها ولكي نجيب على سؤال مقالتنا يجب اتباع ما يلي :
يجب أن نعلم أن الحفظ ملكة وموهبة يمكن تنميتها ويمكن أن تزيد بالمران وتضعف بالإهمال وتعتمد هذه الموهبة على الجهد العقلي كما تحتاج إلى راحة كافية وتغذية مناسبة . كما أن هذه الموهبة هي نعمة من الله تبارك وتعالى فنجدها تحتاج إلى شكر ومن مظاهر شكرها هو استخدامها في طاعة الله . كما أن هذه الموهبة رزق من الله عز وجل ويختلف فيها كل شخص لذلك يجب على كل شخص يريد حفظ الدروس دون أن يخالطه النسيان أن يتبع ما يلي :وأول شئ هو المران على الحفظ وبالمناسبة فإن الحفظ يزيد ويتحسن بأمور من أهمها التكرار ويتم ذلك عن طريق تكرار التعرض لما تريد حفظه وكثرة الإطلاع عليه إن كان مقروءا فكثرة القراءة تساعد على الحفظ مثل حفظ القرآن أو إن كان مسموعا فإن كثرة سماعه تساعد على سرعة حفظه إن كان مرئيا فإن معرفة الصور والاشكال والمناطق والخرائط وغيرها تساعد على سرعة الحفظ وعدم النسيان أما إن كان ملموسا مثل معرفة الأشياء عن طريق اللمس مثل تعلم لغة بريل للمكفوفين وغيرها . وهناك عامل مهم يساعد على الحفظ السريع وعدم النسيان ألا وهو التركيز والمذاكرة الدورية وهي صورة من صور التكرارفإعادة الدرس أكثر من مرة تساعد على سرعة الحفظ وترسخها في عقل القائل أولا ، لذلك نجد أن مدرسا يدرس منهاجا معينا مدة طويلة يكون أحفظ لمادة هذا المنهج الذي يقوم بتدريسه عن غيره وذلك بسبب كثرة تعرضه لمعلومات هذا المنهج وهو مبدأ التكرار .وبهذه الخطوات تستطيع الحفظ بسرعه وعدم النسيان .