يمثل امتلاك الإنسان للمهارات الاجتماعية التي من خلالها يستطيع التعامل مع الناس، عامل مهم جدًا في نجاح الإنسان في البيئة المُحيطة سواء كان ذلك في العمل، أو العلاقات الأخرى العائلية، أو تكوين صداقات أو غير ذلك، كما تتنوع هذه المهارات الاجتماعية، ويضاف إليها أيضًا المهارات الحركية والعقلية التي يمتلكها الشخص، والتي تعمل على تكوين شخصيته التي تظهر أمام الأخرين، ويتعامل الإنسان بها، إن هذه الشخصية التي تبرز أمام الأخرين هي التي تؤثر على انطباعات الأخرين وحكمهم على هذا الشخص، حيث أن الانطباع الأول يدوم لفترة طويلة وربما لا يتغير هذا الانطباع، ومن الصفات الهامة التي ينبغي أن تظهر للأخرين هي الثقة بالنفس، خصوصًا خلال التعاملات الاجتماعية الأولى سواء عند التعرف على الأخرين، أو في العمل.
الثقة بالنفس لا تعنى أبدًا التعالي على الآخرين أو الغرور، فلا يوجد إنسان خالي من أي عيوب أو أخطاء، وحتى تعمل على تنمية ثقتك بنفسك ينبغي عليك أولًا أن تدرك ما هي الثقة بالنفس ، وأن تكون لك الشخصية المستقلة، كما يجب عليك الاعتراف بعيوبك وسلبياتك والسعي إلى إصلاحها، والعمل على تعزيز وتقوية الجوانب الإيجابية الأخرى في شخصيتك، وذلك من خلال الخبرة والتجربة.
ومن أجل تقوية الثقة بالنفس، ينبغي عليك اكتشاف المميزات التي تتمتع بها، والتركيز على وجودها بك، والعمل على تطويرها، فهذا الذي يجعلك تثق بنفسك كما يسمح لك بتطوير هذه المميزات وتراها منعكسة على الآخرين.
حاول أن تتناسي العيوب
ليس المطلوب منك ذكر العيوب، ولكن كل ما عليك فعله هو تطوير الأشياء الإيجابية في شخصيتك، حاول بقدر المستطاع أن تبتعد عن الأشخاص الذين يسببون لك القلق أو التوتر، وهذا لا يعني أن تقاطعهم، بل حاول أن تكون لنفسك علاقات جديدة مع هؤلاء الأشخاص الذين يشاركونك نفس اهتماماتك، حتى تعمل على تطوير نفسك معهم ويقودك ذلك إلى التغيير الإيجابي.
حاول أن تكون هادئ
حاول أن تكون هادئ في المواقف الصعبة التي يشتد فيها الانفعال، حيث أن هذه الصفة من أهم ما يميز الأشخاص الذين يمتلكون الثقة بالنفس، يجب عليك تقليل الحدة في المناقشات، ومحاولة إظهار البسمة في وجوه الآخرين، كما يجب عليك تدريب نفسك معظم الوقت على التبسم في وجه الآخرين لتصبح من عاداتك الاجتماعية.
تجنب التوتر قدر المستطاع
يمكن للآخرين أن يلاحظوا توترك، وذلك من خلال تعبيرات الوجه التي تتغير، أو من خلال نبرة الصوت، أو ردود الأفعال، واستجاباتك للمواقف التي تمر بك في حياتك، حاول دائما أن تراقب نفسك قدر المستطاع وعند ملاحظة أي تغييرات من هذه حاول أن تفكر في أمر أخر لتهدئة التوتر، وافعل كما أمرنا الرسول في حالة غضب أي إنسان، فليغير موضعه، إذا كان جالسًا فليقف، أو يذهب للوضوء حيث أن الماء يطفئ الغضب ويذهب الشيطان.
حاول أن تغير من أسلوبك عند التعامل مع الأشخاص خاصة الجدد، وتعمل على إبراز الجوانب الإيجابية التي تمتلكها وتجنب الجوانب السليبة فهذا يعمل على تعزيز الثقة بالنفس، ويتم هذا عن طريق التحكم في لغة الجسد وردود الأفعال، ونصيحتي لك هي أن تتروى قبل أن تبدي أي رد فعل.
قم بالتفكير مرة أخرى في الصفات التي تمتلكها سواء كانت سلبية أو إيجابية ودون هذه الصفات في ورقة واحتفظ بها، وبعد مرور فترة معينة ليست طويلة، ستجد أنك أصبحت أكثر ثقة في نفسك، لأنك ستكون عرفت إيجابياتك وسلبياتك وكيف تتحكم بهما.