الهدف الحقيقي للصلاة هو النهي عن الفحشاء والمنكر ومحو الخطايا والذنوب لأنها تشمل الخضوع إلى الله عز وجل وتشمل الذكر وتلاوة القران وتؤدى كل يوم خمس مرات.. ولكن السؤال:
لماذا لا تؤثر هذه الصلاة فينا ولا تؤدي الهدف منها؟
الإجابة تكمن في أننا لا نؤديها حقها ولا نقيم أركانها وأصبحت لدينا مجرد عادة ومجرد حركات عابرة سريعة تخلو من حضور القلب وتفكر العقل.
لذلك نجد من يصلي ويقبل الرشوة، ومن يصلي، ولا يتقن عمله ومن يصلي ويخلف وعده أو يأكل حقوق الآخرين..
لماذا؟
لأنه لم يصب من الصلاة إلا حركاتها دونا عن معانيها وحقيقتها.
وحين أمرنا القرآن الكريم بالصلاة لم يكن الأمر بلفظ “صلوا” أبدا وإنما تكرر الأمر بلفظ “أقيموا الصلاة” أي أعطوها حقها كاملة.
وبقراءة الأحاديث النبوية الشريفة في شأن الصلاة نجد أن النبي صلى الله عليه وسلم وجهنا إلى كيفية إقامة الصلاة وأدائها بحقوقها كاملة.
كيف نتأثر بالصلاة؟
- استشعار عظمة من نقف أمامه ونناجيه.
- إتقان الوضوء والطهارة بجميع أنواعها يؤدي إلى الراحة النفسية ومن ثم إلى الاطمئنان في الصلاة.
- للصلاة على وقتها بركة ولذة إيمانية يشعر بها من يحافظ عليها ومن يعتاد على ترك ما في يده فور سماع الأذان فيردد خلفه ويستعد للصلاة بقلبه وبكل جوارحه.
- وحين تنوي الذهاب إلى الصلاة فلا تجعل شيئا يشغلك عنها فلا تصلي وأنت بحضرة طعام أو وأنت تحتاج إلى قضاء الحاجة في الخلاء.. انتهي منهما أولا قبل دخولك الصلاة.
- نجعل لأنفسنا مكانا مخصصا للصلاة نزيل فيه كل ما يشغلنا من صور أو أصوات جهورة أو كل ما يضايقنا من حر أو برد آو حشرات مؤذية.
- نركز النظر إلى موضع السجود ونتجنب الالتفات يمنة ويسرة أو النظر إلى السماء.
- الاطمئنان في الصلاة سبب من أسباب الخشوع وحضور القلب ولقد شبه الرسول الحبيب صلوات الله عليه وسلامه السرعة في الصلاة بالجائع الذي يأكل تمرة أو اثنتين ولن تشبعانه وشبهه كذلك بالذي يسرق الصلاة.
- ومن مسببات الخشوع في الصلاة والتي تؤدي إلى تأثرنا بها هو ترتيل القرآن وتحسين الصوت في القراءة أثناء الصلاة.
- التركيز في الصلاة وذلك يتطلب منا أن ندفع عنا كل الوساوس الدنيوية والتي ما تلبث أن تحضرنا عند البدء في الصلاة وبدلا من ذلك نستحضر المعاني ونتفكر في الآيات التي نقرؤها.
- نستشعر ونحن نصلي أننا نصلي صلاة مودع أي نشعر أنها الصلاة الخيرة في حياتنا.. حينها سوف نتقن الاطمئنان فيها.
- شعور الإنسان أنه بأدائه الصلاة يناجي ربه.
- محاولة التنويع في السور والأذكار والأدعية لأن التعود على سور أو أدعية بعينها قد يجعل السرحان يتطرق إلينا.
- قراءة قصص السلف الصالح في كيفية خشوعهم في الصلاة وتأثرهم بها وكيف أنها كانت عاملا مهما في النهي عن الفحشاء والمنكر.
هذه الأمور هي التي تحقق الصلاة بأركانها وتجعلنا في مصاف المحافظين على الصلاة الخاشعين فيها فنتلقى ثمارها من إصلاح حياتنا الدنيوية والفلاح والفوز في الآخرة إذ هي أول ما نحاسب عليه وعلى أساس فوزنا فيها يكون الفوز في سائر الاعمال.