التقرب إلى الله شرف عظيم للعبد المسلم وبما أن التقرب إلى الله سبيله الأعمال الصالحة ففي هذا الموضوع سوف نتحدث عن بعض الأعمال الصالحة التي يتقرب من خلالها العبد إلى الله وإلا فالتحدث في هذا الباب يحتاج مراجع وكتب، ولكن يجب أولاً قبل الخوض في هذا الموضوع أن نقوم بالتنبيه على شيء هام ألا وهو شروط قبول العمل الصالح.
لكي يتم قبول الأعمال الصالحة يجب توافر شرطين هامين ألا وهما (الإخلاص والإتباع) حيث أن العمل لا يقبل إذا نقص شرط من تلك الشرطين فاخلاص النية لله جل وعلى أي أنك تبتغي بهذا العمل وجه الله فقط، وأن يكون هذا العمل موافق للشرع لكتاب الله وسنة النبي صلى الله عليه وسلم.
الصلاة
من أعظم القربات إلى الله حيث أن النبي صلى الله عليه وسلم إذا حز به أمر فزع إلى الصلاة حتى أن في وقت الغزوات والحروب كانوا يأمرون بالصلاة فكانوا يصلون بالتناوب بينهم، وأن صلاة قيام الليل شرف المؤمن وهي من أعظم نوافل العبادة وفيها الوقت الفاضل الذي يتنزل فيه المولى جل وعلى في الثلث الأخير من الليل ويقول من من تائب فأتوب عليه من من مستغفر فأغفر له من من داعي فأستجيب له.
الدعاء
الدعاء هو العبادة كما قال النبي صلى الله عليه وسلم ولقد أمرنا الله تعالى في كتابه العزيز بالدعاء في مواضع كثيرة، مثل (وقال ربكم ادعوني أستجب لك) و (أجيب دعوة الداعي إذا دعانِ) والكثير من الأحاديث الشريفة أيضاً فربما تقع في كربة من الكربات أو هم من الهموم ولا يفك همك ولا غمك ولا حزنك إلا عندما تقول يا رب وتدعو الله وتلجأ إليه، فالكثير منا يحتاج إلى الدعاء ولا يسلك هذا الطريق اليسير.
العمرة
“العمرة إلى العمرة كفارة لما بينهم”، هل زرت البيت العتيق هل زرت الكعبة الشريفة وقمت بالطواف؟ إذاً فاتك الكثير إن لم تقم بزيارة البيت الحرام فهي أطهر وأشرف بقعة على وجه الكرة الأرضية يكفي الطواف حول الكعبة الذي يعتبر من أفضل وأشرف ما يقوم به العبد المسلم في حياته، وزيارة مسجد النبي صلى الله عليه وسلم وشعورك وأنت واقف أمام النبي في قبره وتصلي عليه، حقاً إن لم تعتمر فضع هذه العبادة الجليلة والعمل الصالح في ذهنك وسافر في أقرب وقت.
الصيام
ثواب الصيام عند الله غير معلوم لعظم ثواب هذه العبادة العظيمة فقال الله تعالى في الحديث القدسي (كل عمل ابن أدم له إلا الصوم فإنه لي وأنا أجزي به) فمن عظيم هذا العمل الصالح الثواب والأجر غير معلوم ومن فضل الصيام وشرف صاحبه أنه لا يقتص منه للغرماء يوم القيامة، فإذا كنت ظالم لأحد في الدنيا فسيأخذ منك حقه يوم القيامة وسوف يأخذ من حسناتك من أي عمل صالح قمت به إلا الصوم فلا يؤخذ من حسناته شيء لأنه لله وليس للعبد وإنما يدخر عند الله عز وجل.
بر الوالدين
أحببت أن أنهي كلامي بهذه العبادة العظيمة وهذا العمل الصالح الذي يعتبر من أفضل الأعمال الصالحة بعد الصلاة كما جاء في الحديث الشريف عن ابن مسعود رضي الله عنه قال سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم: “أي العمل أحب إلى الله قال: الصلاة على وقتها قال ثم أي؟ قال: ثم بر الوالدين قال: ثم أي؟ قال: الجهاد في سبيل الله” فمرتبة بر الوالدين في الدين عظيمة بل لا يمكن الجهاد في سبيل الله إلا إذا قمت بالاستئذان من والديك.