ما هو معنى الشكر؟
يقال: فلان شكر الله، أو شكر لله أي حمده على نعمه وأثنى عليه.
ويقال: فلان يشكر فلانًا على نصائحه أي أعرب له عن امتنانه بها، ويقال: شكرت
الدابة أي كفاها القليل من العلف، وظهر آثار هذا القليل علي بدنها، واشتكرت السماء إذا اشتد مطرها .. هذه هي معاني الشكر في اللغة، وكلها تدل على النماء والزيادة .
فالشكر في الاصطلاح هو: الثناء على المحسن بما أعطاك.
والله عز وجل منح الإنسان نعمًا لا تعد ولا تحصى ولو أنفقت عمرك في عدها ما أحصيتها.. لذلك تستوجب تلك النعم منا الشكر.
حتى شكر الله هو نعمة في حد ذاتها لأنها من الأخلاق الحسنة، والأخلاق الحسنة نعمة مثلها مثل نعم الرزق و الشكر هو: حفظ للنعم الموجودة، واستجلاب للنعم المفقودة.
لقد وصف الرسول صلى الله عليه وسلم الإيمان بأن نصفه صبر، ونصفه شكر فقال عليه الصلاة والسلام ” الإيمان نصفان نصف صبر ونصف شكر” ووصف الله عز وجل المؤمن بأنه صبار شكور يقول تعالى في سورة إبراهيم: ” إن في ذلك لآيات لكل صبار شكور”.
مراتب شكر الله عز وجل:
للشكر مراتب ثلاثة متدرجة حسب عظم ثوابها:
المرتبة الأولى : معرفة النعمة وتذكرها فنحن نحاط بنعم كثيرة جدًا وأغلبها مألوف لدينا كنعمة الولد، والستر والرزق ..الخ فعلينا تذكر هذه النعم وعدم نسيانها في خضم الدوران في رحى الحياة.
المرتبة الثانية: امتلاء القلب لا إراديا بالامتنان لله عز وجل حتى ولو لم يلهج اللسان بلفظ الشكر.
المرتبة الثالثة وهي أعلى المراتب: هو الشكر الذي يترجم إلى عمل.
كيف نشكر الله عز وجل؟
- نعم الله علينا كثيرة لا تحصى، وكل نعمة يتولد منها مالا يحصى من النعم، ومن أنواع شكر الله عز وجل هو التفكر فيها مما يدفعنا إلى شكر الله عليها.
- استخدام هذه النعم في طاعة الله عز وجل، وفي نفع الناس.
- الثناء على الله عز وجل بالأذكار والأدعية التي تلهج بثنائه.
- من شكر الله عز وجل شكر الناس والثناء عليهم إذا أسدوا إلينا معروفا، فشكرهم خُلقٌ حسن يقره الإسلام ويرغب فيه.
- سجدة الشكر عند كل نعمة ينعم الله بها علينا أو نقمة يدفعها الله عز وجل عنا.
- الدعاء في دبر كل صلاة بقولنا: اللهم أعني علي ذكرك وشكرك وحسن عبادتك.
- اليقين أننا سنسأل عن هذا النعيم، وفيما استخدمناه.. لذلك نتحرى أن نستخدمه فيما يغضب الله.
- أن نوقن أننا مهما عبدنا الله عز وجل فإننا أبدا لم ولن نوفي حق تلك النعم.
- نوقن أن شكر الله جزاؤه زيادة النعم، وحفظها، والثواب العظيم، وعقاب الجاحد مَحْق النعم، والعذاب في الآخرة.
- النظر إلى من هو أدنى منه في النعم فيستشعر فضل الله عليه فيحمده ويشكر فضله.
وهناك فرق ما بين كلمتي الحمد والشكر.. فالشكر يؤدى بالجوارح كقيامنا بسجدة الشكر وعدم إقحام جوارحنا في المحرمات فهذا كله من عمل الجوارح، أما الحمد فيكون باللسان وبالقلب، ثم إن الشكر يكون في حالة النعمة أما الحمد فيكون على كل حال سواء كان نعمة أو بلاءًا.