الهلع يختلف عن الخوف والقلق من ناحية أنهما يحدثان كرد فعل طبيعي للأحداث المجهدة في حياتنا، أما اضطراب الهلع فهو حالة خطيرة تصيب الشخص دون سابق إنذار، فهو يحدث كهجمات مفاجئة من الخوف والعصبية، بالإضافة إلى أعراض جسدية مثل التعرق وتسارع في دقات القلب، وخلال هذا الذعر، تكون استجابة الجسم للخوف ليست مناسبة لطبيعة الوضع والموقف، وهذه الحالة غالبًا لا تشكل خطراً على الحياة، ولكنها مع مرور الوقت تتطور إلى خوف دائم لدى الشخص من أي هجوم آخر من نوبات الذعر تلك ، مما يمكن أن يؤثر على أدائه اليومي ونوعية الحياة العامة التي يعيشها .
اضطراب الهلع غالبًا ما يحدث مع الظروف الخطيرة الأخرى كالاكتئاب، وإدمان الكحول، أو مع تعاطي المخدرات.
أعراض اضطراب الهلع:
نوبات الهلع على الأغلب أنها تدوم حوالي 10 دقائق وهي ما يلي:
وجود صعوبة أثناء التنفس.
شعور بقصف في القلب أو ألم في الصدر.
شعور شديد بالرعب.
الشعور بالاختناق أو الاختناق.
الدوخة أو الإحساس بالإغماء.
الارتجاف أو الاهتزاز .
التعرق الشديد.
شعور الفرد بالغثيان أو وجود آلام المعدة.
وجود وخز أو تنميل في أصابع اليدين والقدمين.
إصابته بالقشعريرة.
شعوره بالخوف من فقدانه للسيطرة أو شعوره بأنه على وشك الموت.
إن من الأعراض الرئيسية في اضطراب الهلع هو الخوف المستمر من تكرار حدوث النوبات في المستقبل، والخوف من هذه الهجمات يمكن أن يجعل الشخص يبتعد عن الأماكن والحالات التي حدثت له نوبة فيها، أو أي مكان يمكن حدوث نوبة فيه.
أسباب اضطرابات الهلع:
بالرغم من أنّ السّبب الدقيق لاضطراب الهلع ليس مفهوم تمامًا، ومع ذلك فقد أظهرت الدراسات أن مجموعة من العوامل، بما في ذلك أيضًا البيولوجية والبيئية، قد تسهم في حدوث الإضطراب، وتشتمل هذه العوامل على:
التاريخ العائلي: فقد تبين أنّ اضطراب الهلع متوارث في الأسر، وقد تكون حدثت لدى بعض الناس من جانب واحد أو من كلا الوالدين .
تشوهات في الدماغ: فقد يكون اضطراب الهلع بسبب مشاكل في أجزاء معينة من الدّماغ.
تعاطي المخدرات: تعاطي المخدرات وأيضًا الكحول يمكن أن يكون سبباً أساسيًا في اضطرابات الهلع.
ضغوطات الحياة الكثيرة، والأحداث المجهدة والتحوّلات الكبرى التي تحدث في الحياة، كوفاة أحد أفراد الأسرة، يمكن أن يؤدي بالشخص إلى اضطراب الهلع.
لكن لعل أفضل ما في هذا الإضطراب أنّه قابل للعلاج، ويمكن أن يعالج ويستطيع الفرد التحكم به بمساعدة الطبيب المختص من جهة، وكذلك بتغيير نظام الحياة للمريض نفسه من جهة أخرى.
بداية العلاج الطبي المباشر وهو ينقسم إلى عدة أقسام:
العلاج الدوائي: يستخدم في العادة معه مضادات الاكتئاب مثل (الاميبرامين) ليساعد على تخفيف حدة نوبة الهلع، حيث تقوم هذه الأدوية بضبط عمل الجهاز العصبي وتخفيف حدة الإنفعال،كما يستخدم أحيانًا المهدئات الصغرى كـ (ألبرازولام).
العلاج السلوكي المعرفي: ويكون عبارة عن عقد جلسات مع المريض ومحاولة تصحيح أفكاره وزيادة معرفته، فيقوم الطبيب بالشرح له بأن زيادة ضربات القلب وضيق التنفس ليست أعراض جسدية خطيرة، إنما هي أعراض نفسية تزول بمجرد زوال النوبة، ولا يمكن أن تؤدي به إلى الموت أو الجنون، وتعليمه بضرورة تذكر هذه الحقائق أثناء حدوث النوبة، فهذه الأمور تساعده على تجاوز النوبة والتقليل من حدة الخوف.
تمارين الاسترخاء والتنفس: فقد يساعد تعليم المريض تمارين استرخاء وأخرى لتنظيم عملية التنفس حتى يتجاوز النوبة وللتخفيف من حدتها، فالاسترخاء يعمل على تقليل التوتر المصاحب للنوبة، ويشعر المريض بالثقة بنفسه وبقدرته على السيطرة على نفسه، أما تمارين التنفس فإنها تساعده في تهدئة الأعراض الجسدية التي تصاحب للنوبة.
أمّا بالنسبة للعلاج الذاتي الخاص بالمريض نفسه، فهناك عدّة نصائح مباشرة للمريض كي يتجاوز هذه النوبة:
تنظيم الأولويات وترتيب الواجبات الحياتية بطريقة تبعدك عن الاضطراب والفوضى.
استخدام أسلوب التسامح، مع نفسك أولًا ثم مع الآخرين بعد ذلك.
الإهتمام بالترابط الاجتماعي وتدعيم العلاقات الاجتماعية.
العمل على تقوية علاقتك مع الله وتحسين الجانب الروحي من حياتك، فهذا الدين الحنيف يجيب على الكثير من مخاوفنا ويطمئن قلوبنا من الخوف.
زيادة الوعي بحالتك عن طريق القراءة وكذلك سؤال الطبيب المختص.
العمل على حل مشاكلك الشخصية بإختلاف أنواعها.
مراقبة أفكارك أثناء النوبة، وتذكير نفسك أن هذه نوبة عارضة وستزول في غضون دقائق فلا داعي لهذا للقلق.