وهب الله سبحانه وتعالى الإنسان العقل وبفضله استطاع أن يسخر كل ما في هذه الحياة لخدمته وتسهيل حياته، فاستخدم عقله في اختراع الآلات والأدوات التي لم يكن متوقع الوصول لها في الماضي، فمثلاً أصبح العالم كله الآن كقرية صغيرة جداً بفضل ثورة الاتصالات والتواصل الاجتماعي بين الناس، أيضاً الأمراض قديماً كان المرض الذي يصيب أي شخص لا يعرف أحد ما هو ولا علاجه كيف يكون، بعكس الوقت الحالي فأغلب الأمراض تمت معرفتها وتم معرفة طرق علاجها والشفاء منها.
المجال الطبي:
ومن أكثر المجالات التي ظل العلماء يعملون على تطويرها هو المجال الطبي لأنه من أكثر المجالات تأثيراً في حياة الإنسان، فلجئوا من خلال هذا المجال للبحث عن الوسائل التي تحافظ على الكائنات الحية وتحميها من الانقراض خاصةً التي لا يمكنها التزاوج والتكاثر وظل الأمر شغلهم الشاغل إلى أن فكروا أن يلجئوا إلى ما يعرف الآن بالاستنساخ.
ما هو الاستنساخ:
الاستنساخ هو عبارة عن مجموعة من الأعضاء أو الخلايا أو الكائنات الحية التي تتشابه بمحتواها الجيني الناتجة من خلية واحدة عن طريق التكاثر اللا جنسي
[أي الذي يحدث بدون اندماج الحيوان المنوي مع البويضة].
خطوات عملية الاستنساخ:
في البداية يتم أخذ خلية جسمية ويتم وضعها في أطباق زجاجية ويتم التعامل مع هذه الخلايا بطريقة خاصة حتى تصبح أنويتها صالحة لعملية التكوين الجنيني، ثم يتم أخذ بويضة ويتم نزع النواة الحاملة للصفات الوراثية الخاصة بها واستخدام الشحنات الكهربائية لإدماج هذه الخلية مع البويضة وتكون هذه بمثابة عملية الإخصاب المتعارف عليها الطبيعية والآن ناتج هذا هو بويضة مخصبة، يتم زرع هذه البويضة (المخصبة) في قناة البيض لمدة لا تزيد عن ستة أيام وذلك حتى تحدث عملية الانقسام الخلوي التضاعفي أي (التفلج) وهذه المدة [الستة أيام] هي مادة كافية حتى يصل فيها الجنين إلى طور البلاستولا أو التويتة.
الأجنة:
ثم بعد ذلك يتم نقل هذه الأجنة ويتم وضعها أو غرسها في أرحام حيوانات لأمهات بديلة حيث تستكمل هذه الأجنة فترة نموها داخل رحم هذه الأمهات إلى أن يكتمل نموها ويحين موعد ولادتها، وبالتالي يمكن تعريف الاستنساخ على أنه هو إمكانية الحصول على نسل دون الحاجة إلى ذكر يقوم بتلقيح الأنثى أي دون الحاجة إلى العلاقة الجنسية المعروفة، أول عملية استنساخ تم عملها كانت عام 1996 وكانت في سكوتلندا كانت (ولادة النعجة دوللي) وحدثها كان شهير جداً في ذلك الوقت، أما في عام 1997 تم استنساخ عدد اثنان وعشرون فأراً وذلك كان بمدينة هاواي الأمريكية، وفي العام الذي تلاه أي عام 1998 قامت اليابان باستنساخ عدد ثمانية عجول.
فوائد الاستنساخ:
نذكر من فوائد الاستنساخ أنه قد يمكننا أن نستنسخ حيوانات معدلة جينياً قد تفيد الإنسان في حياته، وأيضاً الهدف الأساسي منه وهو زيادة أعداد الحيوانات المهددة بالانقراض واختفائها، كذلك يمكن الاستفادة من الاستنساخ في عمليات نقل الأعضاء.
سلبيات الاستنساخ:
إن تطور التكنولوجيا مفيد جداً في حياة الإنسان وله فوائد ومحاسن كثيرة، ولكن كل تطور مثلما له فوائد له مساوئ أيضاً، فالاستنساخ توجد له سلبيات منها على سبيل المثال أنه قد يتسبب في ولادة أجنة عمرها قصير أو أجنة مشوهة، ويرجع ذلك لسبب أن الخلايا التي يكون تم الحصول عليها كبيرة في العمر أصلاً، وبالتالي فالكائن المستنسخ منها سيكون عمره بنفس عمر الكائن الأصلي، وأيضاً من أهم سلبيات الاستنساخ أنه عندما يتم التعامل به يتم الاستغناء عن دور الأب نهائياً فهو هنا يخل بمبدأ الأبوة والأمومة هذا كله في مجال الكائنات الحية فيما عدا الإنسان، لأن الدين حَرَّم استنساخ البشر لأنه يخالف السنة الكونية ويخالف الدين فواجب على كل عالم أو كل من يريد أن يطور التكنولوجيا ويتعامل بها أن يحترم الدين وتشريعه وأن لا يتخطى حدود هذا الدين ولا الأخلاق التي يحث عليها هذا الدين.