بما أن حل المشكلة هي الهدف الأساسي من عملية التفكير فإن أهمية أسلوب حل هذه المشكلة يعد أمراً مهماً حيث يضع المتعلم في موقف حقيقي يعمل فيه ذهنه بهدف الوصول إلى حالة من الاتزان المعرفي. وتعتبر حالة الاتزان المعرفي حالة دافعية يسعى المتعلم إلى تحقيقها. وتتم عند الوصول إلى الحل والإجابة والاكتشاف وأن الدافعية تعمل على استمرار النّشاط الذهني وصيانته حتى يصل الهدف وهو ،الفهم أو الحل أو التخلص من التوتر وذلك بتمام المعرفة الناقصة لديه فيما يتعلق بالمشكلة.
أساليب اكتساب الطفل مهارة حل المشكلات
–من خلال اللعب : لقد كثر الحديث عن أهمية اللعب كأسلوب للتعلم علي اعتبار أن كل ما يقوم به الطفل في عبارة عن لعب يؤدى إلي الملاحظة والاستنتاج والاكتشاف والابتكار وحل المشكلات . والمقصود باتخاذ اللعب أسلوبا للتعلم والتعليم هو أن يستغل النشاط الفطري للطفل أي اللعب في تحقيق أهداف المنهج في شتي مجالات النمو. فمن خلال اللعب يجمع الطفل معلوماته ويعالجها ويكتسب مهارات عقلية جديدة وهو يمارس مهارات سبق له اكتسابها ، وفي إطار اللعب تنمو قدرة الطفل علي فهم الرموز واستغلالها في ابتكار رموز وعلاقات يوظفها في فهمه المتنامي لطبيعة الأشياء، أي أن للعب وظيفة مهمة في تنمية الابتكار ية والمرونة، أما من الناحية الاجتماعية ، فإن اللعب يساعد الطفل علي فهم وتجريب أدوار اجتماعية مختلفة . وهناك اللعب الحركي الذي يقوم بدور هام في تنمية مهارات الطفل الجسمية والحركية، عدا ما يقدمه من فرص للتخلص من القلق والتوتر والتعبير عن المشاعر بأنواعها.
–الملاحظة والاستنتاج : فيتعلم الأطفال الصغار الملاحظة الجيدة يحسن من قدرتهم علي جمع المعلومات عن بيئتهم ، وهذه خطوة أولي نحو تحليل المعلومات ومعالجتها للتوصل إلي حل المشكلة عن طريق بناء محكم من المعرفة يسهل عليهم فهم العالم من حولهم والتفاعل معه ، وكلما كانت الملاحظات دقيقة كانت الاستنتاجات المبنية عليها أكثر دقة . وتعتمد الاستنتاجات المبنية علي الخبرة الحسية المباشرة مع الأشياء في الطبيعة علي التفكير الاستقرائي الذي يؤدى في معظم الأحيان إلي تكوين المفاهيم وحل المشكلات .
-الاكتشاف : يؤكد بياجيه علي أن الإنسان مدفوع من الداخل لأن يتعلم لأنه يريد أن يجعل لما يلاحظه ويجربه في بيئته معني ، وبذلك يكون للتعلم مكأفاته الذاتية . فلا يحتاج الفرد إلي معززات خارجية كما هو الحال في المدرسية السلوكية . ويحتاج الطفل إلي المساعدة ليصل إلي الاكتشاف.ولمساعدة المتعلم علي الاكتشاف هناك قواعد أساسية يرى “برونر” أنه لابد من مراعاتها وهي:-
-لابد وأن يحتوى المنهج علي الأفكار الرئيسية والقواعد العامة
-يمكن تقديم أي موضوع للطفل بشرط أن يعرض عليه بطريقة تراعي مستوى نموه الفكري ويحتاج طفل الروضة إلي المحسوسات والخبرات الحسية المباشرة
-ضرورة اتباع أسلوب المنهج اللولبي أو الحلزوني .
ولتحقيق أفضل النتائج في عملية الاكتشاف يشجع الأطفال علي عقد المقارنات وإعادة تنظيم المعلومات للوصول إلي تخمينيات ذكية تكون أشبه بالاستبصار .
-الارتقاء بتفكير الأطفال وبلغتهم وتعويدهم علي التفكير المنطقي
-تعويد الأطفال علي أساليب الحوار والنقاش وطرح الأسئلة
-تقبل وجهات النظر المختلفة وعدم الاستهزاء بأي منها
تنظيم بيئة التعلم :ولا يقصد بالبيئة التعليمية غرفة النشاط فقط ، بل جميع مرافق الروضة مثل ساحات اللعب والحدائق ومكتبة الروضة وقاعة الموسيقي أو المرسم ، وينبغي أن تكون كل هذه المرافق متاحة للأطفال لاستخدامها في أنشطتهم المتعددة.