روي عن النبي صلى الله عليه وسلم في حديث شريف متفق على صحته أنه قال (أحب الأعمال إلى الله : الصلاة لوقتها، ثم بر الوالدين ، ثم الجهاد في سبيل الله) فقد وصى النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث على ثلاثة أعمال هي من أحب الأعمال التي يتقرب بها العبد المسلم إلى الله لينال رضوانه ورضاه جل وعلى.
الصلاة لوقتها
فقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم أول الأعمال إلى الله وأحبها إليه في هذا الحديث هي الصلاة على وقتها، فلما لا وأن الصلاة أفضل الأعمال عند الله بعد نطق الشهادتين، والصلاة لوقتها من الأمور المهمة، لذا تجد كلمة لوقتها في الحديث.
فلا تأجيل للصلاة لكي تنال الأجر والثواب المذكور في الحديث، لذلك حرم بعض العلماء الصلاة في المنزل إلا بعذر، والصلاة للرجال تكون مع جماعة المسلمين في المسجد، أما النساء فصلاتها في البيت أفضل، ويتحقق هنا فعل وثواب العمل الأول في الحديث وهو الصلاة لوقتها، فإذا قمت وصليت في المسجد لابد أن تلحق الصلاة على وقتها، أما إذا صليت في البيت فربما تتكاسل وتؤخر الصلاة وتفقد ثواب الحديث العظيم.
ويكفي أن الصلاة من أهم أسباب دخول الجنة، كما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم في كثير من الأحاديث، وينبغي على المسلم أن يحافظ على صلاة الفجر التي تعتبر اختبار ومقياس هام لإيمان العبد، وربما تجد قلة قليلة يحافظون على صلاة الفجر في أول الوقت إلا من رحم الله.
بر الوالدين
أما العمل الثاني في الحديث هو بر الوالدين، حيث أن بر الوالدين من المنازل العظيمة والأعمال الفاضلة في ديننا الحنيف، فاعلم أنك إذا وفقك الله لبر الوالدين فأنت على خير عظيم، وليس بر الوالدين فضيلة فقط، بل يرتفع درجاتها إلى الوجوب والفرضية، لان بر الوالدين واجب على كل مسلم.
فبر الوالدين أقرب وأقصر الطرق إلى الجنة، ويكفي دعاء الوالدين لك لان دعاء الوالدين مستجاب كما جاء في السنة، واعلم أنك إذا ملئت الدنيا عبادة وعلماً وورعاً وأنت عاق ومذنب في حق والديك فلن ترى الجنة، فيجب رضاهما حتى بعد مماتهما، حيث يلزمك الدعاء لهم والتصدق عليهم لكي تصل إلى أعلى درجات البر.
واعلم أن رضا الله في رضا الوالد، وسخط الله في سخط الوالد. كما جاء في حديث النبي صلى الله عليه وسلم، وروي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قال: إني لا أعمل عملاً أقرب إلى الله من بر الوالدة .
حيث جعل الله جل وعلى بر الوالدين مقروناً بحقه، كما جاء في الآية ( واعبدوا الله ولا تشركوا به شيئاً وبالوالدين إحساناً) وفي بعض المواضع قد جعل الله جل وعلى منزلة بر الوالدين مثل منزلة الجهاد في سبيل الله.
الجهاد في سبيل الله
أما العمل الثالث العظيم الذي هو ذروة سنام الإسلام وهو الجهاد في سبيل الله، وقد كان الجهاد في سبيل الله هم الصحابة الأول، فكانوا يتمنون الشهادة في سبيل الله، وقد جاء في حديث (من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات على فراشه)فهذه فرصة عظيمة لمن يريد منازل الشهداء، ولكن يجب إخلاص النية لله جل وعلى.