من المعروف عند العامة أن الماء متوفر بكميات كبيرة جداً على سطح الكرة الأرضية بل ويمثل مساحات شاسعة وكبيرة وأعماق كذلك، ولكن للأسف أغلب كميات هذه المياه غير صالحة للاستخدام والشرب ويمثل كمية الماء الصالح للشرب والاستخدام نسبة 2.5% فقط أي أن هذه النسبة تمثل نسبة الماء العذب أما باقي النسبة الموجودة تتمثل في الماء المالح الغير صالح.
وكما يطلق مجازياً على الكثير من الأشياء الثمينة والمرتفعة القيمة كلمة الذهب مثل الذهب الأسود وهو البترول والذهب الأصفر المعروف والذهب الأبيض المعروف أيضاً فيطلق لفظ الذهب الأزرق أيضاً على شيء ثمين وذو قيمة عالية ولكن لا يدركه البعض ولا يشعر بقيمته الكثيرين إلا إذا فُقد، والذهب الأزرق هو “الماء” نعم يستحق هذا اللقب بجدارة لأنه يعد من أهم الأساسيات والأشياء الرئيسية لبقاء الكائنات الحية على كوكب الأرض.
بل أنه من العوامل الهامة والإشارات الذي إذا توفر الذهب الأزرق على أي كوكب ربما تكون إشارة على وجود حياة ومعيشة فيه، وعلماء الفلك إذا تأكدوا من عدم وجود ماء على كوكب من الكواكب كانت دلالة قوية على استحالة وجود حياة في هذا المكان، وشعر الإنسان في الفترة الأخيرة بأهمية وقيمة الذهب الأزرق وهي نعمة من أفضل النعم التي أنعم الله بها علينا ولا نشعر بأهميته وقيمته إلا إذا فقدناه.
وربما نلتمس هذا الأمر في فترة انقطاع المياه والتي نشعر وكأننا لا نريد العيش في هذا المكان لانعدام وجود ماء فيه، وأيضاً تشعر بعظيم هذه النعمة وقيمة هذا الذهب الأزرق في فترات الصيام التي يحرم على الإنسان وقتها تناول الماء، وهو نوع فريد من أنواع الذهب السهل الحصول عليه وأيضاً غير معرض قيمته للصعود والهبوط كباقي أنواع الذهب مثل البترول والذهب الأصفر المعروف.
الصراع على الذهب الأزرق
وربما يحدث صراع على الذهب الأزرق بين الدول وبعضها مثل الاختلاف على حدود دولة بها أحد الأنهار أو مشكلة بين دولة وأخرى على بناء سد في أحد أنهارها ويكون هذا السد سبب في قلة وصول الماء إلى الدولة الأخرى مثل المشكلة المشهورة في الفترة الأخيرة التي ربما تكون حديث الشارع في هذه الفترة وهي مشكلة بناء سد النهضة الأثيوبي والذي يؤثر بنائه على جمهورية مصر العربية الحبيبة والذي يؤثر بنائه على كمية ونصيب وحصة الماء الواصل إلينا فضلاً عن تعرض مصر لأضرار أخرى إذا حدث وانفجر السد من شدة ضغط المياه مثلاً أو لأي سبب آخر.
والتمست دولة الأردن الشقيقة هذه المشكلة أيضاً وهي قلة نصيب المواطن الأردني في حصته من الذهب الأزرق حيث تعاني الأردن من قلة المصادر التي تمد الدولة بالماء وربما يكون نصيب المواطن الأردني الأقل نصيباً من الماء بين دول الشرق الأوسط وقد عملت منذ فترة وكالة ألمانية متعاونة لكي تقوم بحل المشكلة بالتعاون مع إحدى شركات ضخ المياه في ألمانيا على تحسين الوضع وضخ كميات زيادة عن المعدل القديم، وتعاني دولة الأردن أيضاً من قدم ماكينات ضخ المياه الأمر الذي يؤثر بالطبع على حصة الفرد من الذهب الأزرق، وقد تعاونت أيضاً الوكالة الألمانية مع المزارعين لتعوديهم وتعليمهم كيفية زراعة المحاصيل بأقل كميات ماء ممكنة للحد من المشكلة.