ما هو حق الفيتو ؟

كلمة فيتو هي كلمة ذات أصل لاتيني بمعنى أنا أمنع، أو أنا أعترض، وبالتالي حق الفيتو، أو حق النقض كما تطلق عليه الأمم المتحدة، بداية لابد من معرفة ما المقصود بحق الفيتو؟، وما هي الدول التي تملك هذا الحق، وما هي إيجابيات وسلبيات استخدام هذه الدول حق التصويت

ما هو حق الفيتو ؟

ما هو حق الفيتو ؟

ب ( لا ) من جانب هذه الدول دون غيرها .

بداية فإن مجلس الأمن الذي تم إنشائه عام 1946م، عقب نهاية الحرب العالمية الثانية، وهو أحد مؤسسات وملامح نظام ما بعد الحرب التي تزامنت مع سقوط عصبة الأمم وإنشاء مؤسسات النظام الجديد، يتألف 15 عضو، منهم خمسة أعضاء دائمين وهم ( روسيا، الصين، فرنسا، بريطانيا، الولايات المتحدة الأمريكية )، وكما نلاحظ فإن هذه الدول هي الدول المنتصرة في الحرب، وهذا يوضح أن المنتصر دائماً ما يتحكم في قواعد اللعبة .

تعريف حق الفيتو:

هو حق الاعتراض على أي قرار يقدم لمجلس الأمن دون إبداء الأسباب، وهو الحق الذي منح للأعضاء الخمس دائمو العضوية الذين أسلفنا ذكرهم.

وفي حقيقة الأمر إن حق الفيتو هو حق ( إجهاض ) للقرار، وليس مجرد اعتراض، إذ يكفي اعتراض دولة واحدة من الدول الخمس لإبطال القرار.

ويتناقض هذا الأمر عموماً مع القواعد الأساسية التي تشترطها النظم الديمقراطية، فناهيك عن أن هذه الدول الخمس لم تنتخب لعضوية المجلس بصورة ديمقراطية، فهي أيضا لا تصوت على القرارات بنظام الأغلبية المعروف.

الفيتو تاريخياً:

لم تنشأ فكرة الفيتو مع مجلس الأمن، بل كانت موجودة في عصبة الأمم، وبالطبع آنذاك لم تكن فكرة عملية لذا تم التفكير في تغير شكلها مع إنشاء مجلس الأمن .

أخذت مباحثات التوافق على فكرة الفيتو بعض الوقت حتى تبلورت بهذه الصورة، ففي البداية كانت البعثة الروسية قد طلبت أن يكون حق الفيتو متاحاً لكل الدول، وطلبت البعثة البريطانية ألا يسمح لأي دولة الاعتراض على الموضوعات الشائكة التي تخصها.

وبعد عدة مناقشات أتفق الروس والأمريكان والبريطانيون على منح حق الفيتو للخمسة الكبار فقط للحفاظ على مصالحهم كدول عظمى، حيث هددت هذه الدول أنه لا وجود لمجلس الأمن ولا منظمة الأمم المتحدة بدون الفيتو.

وبذلك أصبح من حق الدول الخمس الاعتراض على أي قرار يصدره مجلس الأمن حتى لو صوت عليه جميع الأعضاء بالموافقة، فإذا أبدت إحدى هذه الدول الاعتراض بالنسبة لقرار معين أمتنع على المجلس المُضي في الاقتراع عليه.

ولكن الفيتو لا ينصب على حق أي دولة من الدول الخمسة الكبرى في منع نظر مجلس الأمن في نزاع أو مناقشة فيه، ويسقط حق الدول الخمس الكبرى إذا كانت طرفا في نزاع مطلوب عرضه على كمجلس الأمن .

استخدام حق الفيتو:

استخدمت روسيا حق الفيتو 120 مرة وكانت كلها تقريبا في عهد الإتحاد السوفيتي باستثناء مرتين في عهد الإتحاد الروسي، أما الولايات المتحدة فاستخدمته 77 مرة منها 36 مرة لحماية إسرائيل،

في حين لجأت بريطانية إلى حق الفيتو 32 مرة، أما فرنسا فاستخدمته 18 مرة، وبالنسبة للصين فقد استخدمته خمس مرات فقط،

فقد أفرطت موسكو في استخدام حق الفيتو إبان الحرب الباردة على سبيل العناد مع الغرب، حتى أصبح وزير خارجيتها الشهير في ذلك الوقت أندري غروميكو يلقب بالسيد ( نيات )، أي الرافض على

الدوام.

لم يضاهي الروس في استخدام حق الفيتو سوى الأمريكان الذين أجهضوا 54 مشروع قرار.

ووقفت واشنطن 36 مرة في وجه قرارات تنتقد إسرائيل أو الانسحاب من الأراضي الفلسطينية، إلى جانب رفضها إدانة إسرائيل بسبب حرقها للمسجد الأقصى، بالإضافة إلى رفضها مشروع قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي على الرغم من موافقة 14 عضواً عليه، وقبل ذلك لجأت الولايات المتحدة لحق الفيتو عام 1976 ضد مشروعي قرار كانا يطالبان بحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره .

غير أن حق الفيتو الذي يمتلكه الأعضاء الدائمون تعرض لكثير من الانتقادات الواسعة، فالاستخدام الواسع لهذا الحق من قبل الولايات المتحدة والإتحاد السوفيتي ساهم كثيراً في إضعاف مصداقية مجلس الأمن كمؤسسة دولية في حل النزاعات .

فكما أتضح لنا أن هذه الدول الخمس تسعى فقط لتنفيذ مصالحها دون الاكتراث إلى أي اعتبارات أخرى تمنعها من ذلك .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *