علم الجيولوجيا هو علم يهتم بدراسة الأرض وتركيبها الداخلي وتاريخها والعوامل الداخلية في باطن الأرض مثل الزلازل والبراكين وبعض العوامل الخارجية مثل عوامل التعرية، وأصل الكلمة مشتق من اللغة اليونانية وتعني “سبب الأرض”.
ويعتبر علم الجيولوجيا قسم من علوم الكواكب حيث يدرس كل ما هو متعلق بكوكب الأرض وتدخل بعض العلوم الأخرى لكي تحدد فهم كمي للمناطق الرئيسية الخاصة بالأغلفة الأرضية مثل (الفيزياء والرياضيات والكيمياء وأخيراً علم الأحياء)
وتتفرع عدة علوم أخرى من علم الجيولوجيا الذي يختص كل علم في هذه العلوم بشيء خاص بالأرض مثل:
– علم المعادن: والذي يختص في دراسة المعادن الكيميائية والطبيعية وخواصها.
– علم الصخور: يهتم بدراسة أنواع الصخور وتركيبها المعدني والكيميائي.
– علم الزلازل: يهتم بدراسة الزلازل وأسبابها وتاريخها ونشأتها.
– علم طبقات الأرض: يختص هذا العلم بدراسة تكوين طبقات الأرض والظروف والقوانين الخاصة بها.
أول من كتب عن علوم الأرض
الإغريق القدماء هم أول من كتبوا عن علوم الأرض وكانت كتاباتهم عبارة عن خليط بين الحقائق المعلومة وبين الأساطير والخرافات والاعتقادات الخاطئة، فمثلاً: اعتقد الفيلسوف طاليس بأن حوافر السمك بقايا لحياة سابقة وفي القرن الخامس قبل الميلاد أشار المؤلف هيرودوت بأن الأحافير البحرية تدل على أن البحر في مصر السفلى قد غطى على اليابسة، واعتقد أخر أن باطن الأرض كان ساخناً سائلاً وأن جميع الأشياء أتت من الهواء والأرض والماء والنار واعتقد الفيلسوف أرسطو بأن الأرض كانت صغيرة ثم ظلت تنمو إلى أن وصلت إلى حجمها الحالي.
مجهودات العرب والمسلمون تجاه علم الجيولوجيا
تأسس علم الجيولوجيا أو علم الأرض لدى العرب والمسلمون على منطق صحيح وأسس صائبة بعكس ما اعتمد عليه الإغريق من أساطير وأكاذيب وخرافات وخزعبلات، مثل أنهم في عام 210 هـ 825 م قاموا بقياس قطر الأرض ومحيطها وقد كانت النتيجة متقاربة لما أثبته علماء العصر الحديث.
وقد تحدث ابن سينا عن علوم الأرض في بعض كتبه وهو كتاب الشفاء حيث في قسم قد سماه “المعادن والآثار العلوية” تحدث عن الزلازل وأنواعها وأسبابها بالإضافة إلى أنه أول من أشار إلى أن الهبوط أو الخسف الأرضي هو أحد أسباب نشاط البراكين وأن الزلازل تكون سبب في تفتيح عيون الماء، وأشار أيضاً إلى أن سبب تكوين الجبال هو عوامل التعرية والحركات الأرضية الرافعة.
الجدل والخلاف حول الصخر
في أوائل القرن التاسع عشر الميلادي نشأ جدل وخلاف بين علماء الجيولوجيا عن كيفية تكون الصخر وقد اعتقد العلماء وقتها بأن الأرض قد تشكلت بالكامل بواسطة ترسيب المواد الكيماوية التي قد ذابت في مياه المحيطات والبحار وتعرضت للتبخر، واعتقدوا أيضاً بأن الأرض لن تتعرض إلى أي تغيير عليها مطلقاً، وقد انطلقت تلك المعتقدات والأفكار الخاطئة لديهم بسبب أن الصخور تشكلت وتكونت من محيط كبير.
الجيولوجيا التجريبية
قام كلاً من “هيتون” و”هول” بعمل زمالة عمل وقاموا بعدة تجارب من بينها تجربة انصهار الصخر حين وضعوه في فرن لكي يكون مشابه للعوامل الخاصة بانصهار الصخور في البركان، فوجدوا بأن الحجر الجيري قد تحول إلى رخام بعد تعرضه الشديد للحرارة وأن الصخر البركاني قد تحول إلى جرانيت، وهذه التجربة أثبتت صحة تغير الأرض بالتدريج.