مرض السكر هو مرض يصيب غدة البنكرياس ويحدث به خلل في القدرة على إنتاج الأنسولين بشكل طبيعي، حيث أن الأنسولين هو هرمون يقوم بضبط مستوى السكر في الدم، حيث يتحول الطعام الذي يأكله الإنسان إلى جلوكوز، وينتقل السكر إلى الخلايا لإنتاج الطاقة التي يحتاجها جسم الإنسان.
حيث أن الخلايا تحتاج إلى سكر الجلوكوز لتكملة مسيرتها وعملها، فلابد من توافر عاملين مهمين لوصول السكر إلى الدم، أولاً: وجود “المستقبلات” التي تستقبل السكر من على سطح الخلايا، ثانياً تواجد هرمون الأنسولين لفتح “المستقبلات”.
وتختلف نسب الأنسولين المنتجة من غدة البنكرياس، حسب نسبة الجلوكوز المتوفرة في الدم، فكلما أرتفع معدل الجلوكوز في الدم، زاد معدل ارتفاع إنتاج الأنسولين، وكلما أنخفض معدل الجلوكوز في الدم، قل إنتاج الأنسولين.
والمشكلة التي يسببها مرض السكر هي عدم حصول خلايا الجسم على كمية الجلوكوز الكافية لتأدية عملها، وذلك يرجع لقلة إفراز كميات أنسولين مناسبة لكمية الجلوكوز في الدم، الذي بدوره يقوم بفتح أبواب المستقبلات على سطح الخلايا كما أشرنا من قبل، مما يؤدي إلى استقرار وتراكم الجلوكوز في الدم ارتفاع نسبة السكر، ويوجد نوعين من مرض السكر، النوع الأول، والنوع الثاني.
أنواع مرض السكر
النوع الأول:
فهو خلل في إنتاج كميات أنسولين مناسبة لفتح المستقبلات، مما يلجأ صاحبه إلى تعويض ذلك الأنسولين بأنسولين أخر صناعي، ولا يعرف إلى الآن سبب إصابة الشخص بالنوع الأول من داء السكري، ويصيب الفئة العمرية الصغيرة في السن والشباب تحت 30 عام أكثر من الكبار، ويقال أن سبب إصابة الأطفال وصغار السن بهذا النوع هو العوامل الوراثية، وأيضاً يقال أن من ضمن أسبابه هو تعرض الشخص لصدمه عصبية أدت إلى خلل في غدة البنكرياس.
أما النوع الثاني: وهو الأكثر انتشارا وأشهر عند الناس المصابون بالداء السكري، ويستهدف الفئة العمرية كبيرة السن، وهذا النوع تقوم فيه غدة البنكرياس بإنتاج هرمون الأنسولين بكميات كافية ولكن الخلل في قلة عدد المستقبلات التي يحتاجها هرمون الأنسولين للدخول إليها ليصل إلى الخلايا، لذلك تجد أن هؤلاء الأشخاص ربما لا يحتاجون إلى أدوية الأنسولين الصناعية، ولكن يعتمدون على العلاجات بالأقراص.
أعراض مرض السكر
يؤدي داء السكري إلى ارتفاع في معدل السكر أو الجلوكوز في الدم، مما يصحبه بعض الأعراض والمضاعفات التي تصيب المريض، مثل:
– العطش المتكرر والزائد عن الحد الطبيعي.
– التبول الكثير والمفرط خاصة في فترات الليل خلال النوم.
– الجوع الزائد عن الحد.
– الهزلان وضعف القوة البدنية.
– التأخر في التئام الجروح.
فإذا وجد الشخص أكثر من عارض من ضمن هذه الأعراض، عليه فوراً التوجه إلى الطبيب المختص، ثم بعدها يقوم بعمل الفحوصات اللازمة للتأكد من وجود المرض أو عدمه.
ويمكن معرفة إصابة المريض بداء السكري من خلال عمل فحص مستوى السكر في الدم في المعمل، وذلك بأخذ عينة من دم المريض في ثلاثة أوقات مختلفة خلال اليوم، وأيضاً أن يتناول المريض قطعة صغيرة من الحلوى قبل إجراء الفحوصات للتأكد من وجود سكر عالي بنسبة مفرطة في الدم.
مضاعفات مرض السكر
ارتفاع السكر بنسبة كبيرة وعلى فترات طويلة يؤدي إلى مضاعفات وأمراض أخرى مصاحبة لمرض السكر، مثل: ضعف في شبكية العين وضعف الإبصار، مشاكل وخلل في الجهاز التناسلي وضعف الانتصاب عند الرجال، مشاكل في القلب والأوعية الدموية، تلف في الأعصاب الطرفية خاصة القدمين.