دائماً ما نفكر في أشياء كثيرة نود فعلها في حياتنا ولكننا نتراجع عندما نفكر في عواقب هذه الأشياء أو بمعنى أصح عندما نتخيل أن عواقب هذه الأشياء ليست حميدة أو أنه من الصعب أو المستحيل أن نمتلك القدرة على فعل هذه الأشياء.
دائماً ما يسيطر علينا الإحساس والشعور بالخوف وهذا الشعور يدفعنا إلى التراجع عن فعل أشياء كثيرة هامة وذلك الشعور يعوقنا عن إنجاز مهامنا في حياتنا اليومية فالخوف هو مرض ليس جسدي أو نفسي ولكنه روحاني والذي بدوره هو أكثر خطورة من الأمراض الجسدية والنفسية فعندما يسيطر عليك الإحساس بالخوف فكأنه قد أصابك كل الأمراض الجسدية والنفسية في وقت واحد.
فعندما يسيطر عليك الخوف تفقد أي شعور إيجابي كان يسيطر عليك وتفتح باباً جديداً للأمراض بأنواعها مثل أمراض القلب والضغط والسكر والقلق والتوتر وعدم الثقة بالنفس والوهم فضلاً عن غيرها من الأمراض الجسدية والنفسية فالخوف السلبي له عدة أنواع ولكن أغلب الأنواع التي تسيطر علينا هي الخوف من المجهول والخوف من المواجهة.
فالنوع الأول من الخوف وهو الخوف من المجهول يجعلك دائم التفكير في المستقبل وأحداثه ويصيبك بالتوتر الدائم وعدم الثقة بالنفس ويجعلك غير قادر علي التحكم في أفعالك مع الآخرين.
ولا يخطر ببالك إلا سؤال واحد وهو ماذا ينتظرني في المستقبل ويسيطر عليك هذا السؤال في كل فعل تقوم به أو يحدث لك لدرجة الخوف.
ويجعلك دائم الاعتقاد أن كل ما ينتظرك في المستقبل هو سيء ويجعلك دائم التصرف على هذا الأساس ولكن هذا ضد الدين فقد لعن الله المتطيرين أي المتشائمين.
أما النوع الثاني من الخوف وهو الخوف من المواجهة والذي يجعلك تفتعل المشاكل مع الآخرين دائماً ودائم التوتر وذلك خوفاً من الاحتكاك بهم وهذا الشعور يأتي نتيجة للخوف من رد فعل الآخرين فدائماً ما تتوقع ردود أفعال سيئة.
فمثلاً يخاف الطفل من مواجهة أبيه بالخطأ الذي ارتكبه خوفاً من رد فعل أبيه حيث رسخ في ذهن الطفل أن الخطأ يقابل بالعقاب سواء بالضرب أو الحرمان ويخاف من مواجهة معلمه بعدم انجاز مهامه المدرسية خوفاً من رد الفعل مثل ما ذكرنا الآثار السلبية للخوف فيمكن القول بأن الشعور بالخوف له دافع إيجابي لفعل الكثير من الأشياء في حياتنا.
الخوف الإيجابي
فمثلاً الخوف من الرسوب يدفعنا إلى المذاكرة والاجتهاد والخوف من العذاب يدفعنا إلى القيام بواجباتنا تجاه الله عز وجل على أكمل وجه والخوف من الفشل يدفعنا إلى الاجتهاد في العمل والخوف من الفراق يدفعنا للحفاظ على من نحب.
فماذا نفعل لكي نتخلص من شعورنا بالخوف المسيطر علينا دائماً؟
علينا أولاً أن نعترف بالخوف من شيء معين فمثلاً إذا كنت تخاف من المستقبل أو تخاف من المواجهة فعليك الاعتراف بذلك لنفسك وعدم إنكار هذا الشعور وعبّر دائماً عن خوفك فإذا كنت تخاف من مواجهة شخص بعينه عليك الاعتراف لنفسك بهذا وبالتكرار سوف تزداد ثقتك بنفسك وأنت الذي سوف تبحث عن هذا الشخص لمواجهته دون الشعور بالخوف.