خلق الله سبحانه وتعالى الإنس والجن لعبادة الله جل وعلى، وفرض الله على عباده المسلمين عدة فروض منها الصلاة والزكاة وصوم رمضان وحج بيت الله، وشرع الله نوافل العبادة التي إذا فعلها العبد زاد قربه إلى الله، إذ أن النوافل ما لم يفرضها الله، بل شرعها الله لكي تؤجر على فعلها وتنال ثواب عظيم وحسنات كثيرة، ولا تأثم على تركها.
ما هي النوافل
ومن نوافل العبادة نوافل الصلوات التي منها المقيد بوقت ومنها الذي لم يقيد بوقت، ومن ضمن نوافل الصلاة المقيدة بوقت، سنن الصلوات الراتبة بعد كل فريضة، وهي: ركعتين بعد الفجر، وأربع ركعات قبل الظهر وركعتين بعده، وركعتين بعد المغرب وركعتين بعد العشاء، ومن نوافل الصلاة أيضاً صلاة الوتر التي يفضل أن تكون أخر ركعة في اليوم، وصلاة الضحى التي تبدأ من بعد شروق الشمس ب 20 دقيقة تقريباً و ينتهي وقتها إلى قبيل الظهر ب 45 دقيقة تقريباً.
أما من ضمن نوافل الصلاة الغير مقيدة بوقت، صلاة سنة الوضوء، وهي ركعتين بعد كل وضوء في أي وقت من اليوم، ومن السنة أن تصلى النوافل والسنن الرواتب في البيت عكس الفريضة التي يجب أن تصلى في المسجد مع جماعة المسلمين، إلا في بعض السنن التي يجتمع فيها المسلمون في المسجد كصلاة كسوف الشمس، وصلاة التراويح وصلاة التهجد في شهر رمضان المبارك.
وصلاة العيدين التي من السنة أن تصلى في الخلاء خارج المسجد مع جماعة المسلمين، وكلما حافظ العبد المسلم على نوافل العبادة كلما تقرب إلى الله أكثر وفتح الله عليه من خير الدنيا والآخرة، وتأتي الفائدة الكبيرة في الحفاظ على نوافل الصلاة بأن تسد التقصير والنقص الذي ربما تقع فيه في صلاة الفريضة، فيستحب الإكثار من صلاة النوافل.
ونوافل العبادة لا تقتصر على الصلاة فقط، بل إن نوافل العبادة كثيرة كما سنوضح:
نوافل الصيام:
من أهم نوافل العبادة نافلة الصيام التي ذكر فيها أحاديث كثيرة عن فضلها، فصيام ستة أيام من شوال بعد رمضان، وصيام ثلاثة أيام من كل شهر عربي يوم 13، 14، 15، وصيام الاثنين والخميس كل هذا من نوافل الصيام المستحبة.
نوافل الذكر:
كتلاوة القرآن الكريم في أي وقت، ويزيد الأجر في رمضان لأنه شهر القرآن، والذكر المطلق المستحب كالاستغفار، والحمد، والتهليل، و الباقيات الصالحات (سبحان الله، والحمد لله، ولا إله إلا الله، والله أكبر) والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم.
العمرة:
فرض الله تعالى الحج على المستطيع وجعل العمرة سنة عن النبي صلى الله عليه وسلم، وللعمرة ثواب عظيم خاصة في شهر رمضان، وهي من نوافل العبادة التي يكفر الله بها الذنوب والخطايا.
الصدقة:
كما فرض الله تعالى أيضاً الزكاة، التي هي نوعين زكاة الفطر وزكاة المال، وجعل الصدقة من نوافل العبادة المستحبة، حيث أن الصدقة كما هو معلوم تطفئ غضب الرب، كما أن الصدقة تطفئ الخطيئة كما جاء في الحديث.
ويستحب المداومة على نوافل العبادة أفضل من فعلها مرة وتركها مرة، فكان نبينا صلى الله عليه وسلم عمله ديمة، لا ينقطع، ولكن إذا تركت فلا ترتكب ذنباً ولا تأثم، ولكن فاتك أجر وثواب عظيم، وبفعلك النوافل والمداومة عليها فرصة لرفع الدرجات يوم القيامة ودخول جنات عالية.