يعد الضفدع من أحد الحيوانات التي تتبع مجموعة البرمائيات، وهي فصيل من الكائنات التي تعيش أجزاءً من حياتها على البر ووأجزاء أخرى في الماء على حدِّ سواء، وهي تتميَز بالسيقان الطويلة والتي تساعدها على القفز، ولها لسان لَّزج وهو يساعدها في التقاط الغذاء.
يعيش أربعة ألاف وثمانمائة نوع مختلف من الضفادع على مستوى أنحاء العالم، وبهذه النسبة تُمثِّل غالبية أنواع البرمائيات الموجودة على كوكب الأرض .
تكاثر الضفدع :
من المعروف أن الضفادع تتزاوج في أوقاتٍ مُعيَّنة من السنة، وتختلف دائماً من نوعٍ لآخر وذلك حسب المنطقة الجغرافيَّة التي يعيش الضفدع فيها.
عندما يقترب هذا الموسم أى موسم التزاوج يتجه الضفدع غريزياً إلى أقرب نهرٍ أو بحيرة للبحث عن شريك له، وفي أغلب الحالات قد يَختار الضّفدع العودة إلى المكان الذي وُلِدَ فيه ليرى له شريكاً.
ومن الطبيعي أيضاً بالنسبة لبعض الأنواع من الضفادع أن تهاجر معاً في جماعات وتكون بالمئات وأحياناً الآلاف متجهة نحوٍ بقاعٍ جغرافيّة محددة لتلتقي وتتزاوج في هذه البقاع .
تستطيع الضفادع الإناث تمييز شريكها من الذكور والذين يكونوا من نوعها وذلك من خلال صوت النَّقيق الذي يُصدِرُه ذكر الضفدع ، والذي يختلف دائماً من نوعٍ إلى آخر وهي من مميزات ذكر الضفدع ، وفي حالة حدوث التزاوج، يقوم الضفدع الذكر بالتسلق على ظهر الأنثى ويتشبَّث بها، ومن الممكن أن يبقى ملتصقاً بها لبضعة أيام.
تبدأ حياة الضفدع فوراً عند وضع الأنثى للبيض، حيث تقوم الأنثى بوضع العديد من العناقيد والتي بدورها تحتوي على آلاف البيضات الصَّغيرة الحجم ، ويكون عدد هذا البيض كبيراً جداً وذلك تحسباً لكثرة المخاطر التي تُحدِّق دائماً بالصغار وغالباً العدد الكبير منهم يموت قبل حتى أن يكتمل نموُّه.
يقوم الذكر بعد وضع الأنثى للبيض بتخصيب تلك البيوض وهي داخل الماء، ولكن من المؤسف أن مُعظم أنواع الضفادع غالباً ما تهجر البيض وترحل بعيداً دون حتى الاهتمام بمراقبته أو حمايته، مع أنَّ بعض منها قد يحاول البقاء للاعتناء به.
إذ تقوم بعض الضفادع بحمل البيوض على ظهرها حتى تفقس، كما أنَّ بعض من الأنوع الأخرى تحمي البيوض من خطر المفترسين من خلال وضعها على أرضية الغابة وإبقائها رطبة.
وحتى بعد أن تتم عملية الفقس للبيوض وتخرج منها الشراغيف ، تقوم بعض من أنواع الضفادع أيضاً بحماية هذه الشراغيف الصغيرة ، وذلك إمَّا عن طريق وضع الشرغوف على أرجلها أو وضعه داخل أفواهها، فالشراغيف عادةً ماتكون صغيرة الحجم جداً في تلك المرحلة، وقد لا يتعدَّى في أغلب الأحيان طولها السنتيمتر الواحد تقريبا .
الشرغوف أو أبو ذنيبة
بعد بضعة أسابيع والمدة تختلف بحسب نوع الضفدع تفقس البيوض ويخرج منها الشرغوف، وهو ما يعرف أيضاً باسم “أبي ذنيبة”، وهو كائنٌ صغير شكله مُفَلطح ، لديه ذيلٌ طويل لكنه عديم الأرجل، يتغذى الصغير أثناء وُجوده داخل البيضة على المُحّ (صفار البيض)، والذي يستطيع أن يعيش عليه لمُدَّة ثلاثة أسابيع ، وأمّا بعد الفقس يتَّجه باحثاً عن أعشابٍ مائيَّة طافية ليتعلَّق بها مستخدماً فمه، ويبدأ بالتغذّي على عدة أنواعٍ مختلفة من الطحالب، ويستطيع الشرغوف التنفس عن طريق الخياشيم.
التحول إلى الضفدع
بعد شهرٍ من الفِقس يبدأ الشرغوف بالتغيُّر، حيث أنه ينمو جلدٌ فوق خياشيمه ليُغطِّيها ويُفقدها القدرة على التنفس، و تبدأ الرئتان بالتكون، ، كما يتغير تركيب الجهاز الهضمي استعداداً لتغيُّر الغذاء حيث إنَّ الضفدع البالغ يقتات على الحشرات والعناكب ، عوضاً عن الطحالب و النباتات المائية التي كان يتغذى عليها في مرحلة الشرغوف.
بعد 6 إلى 9 أسابيع من الفقس تقريباً تبدأ أربعة أرجلٍ صغيرة بالظهور للشرغوف، وتأخذ عيناه في التباعد عن بعضهما البعض، ممَّا يزيد من رؤيته، كما يكتسب القدرة على السماع ، ويزداد حجم رأسه ، ويتوسَّع جسمه بدرجة كبيرة .
ومن هُنا يصير الضفدع قادراً على التغذي على أنواع جديدة من الطعام، كالنباتات والحشرات الميتة أيضاً ، وعند هذه النُّقطة، يبدو مظهره مثل ضفدعٍ بالغ له ذيل طويل جداً. بعد هذا يصبح ما يعرف بالضفدع الصغير ، والذي يمتاز بأنَّ له ذيلاً قصيراً جداً وراء جسده، ومن ثم يتحول خلال شهرٍ تقريباً إلى الضفدع البالغ، الذي يكون حيواناً مُكتمل النمو مستعداً للتكاثر