اللغة العربية هي لغة القرآن وهى اللغة الأم للعرب وبها نطق من لا ينطق عن الهوى سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم, والمهتمين باللغة العربية كثر فهناك أناس وهبوا حياتهم للغة العربية ولحفاظ عليها من الانقراض, ومن أجل الحفاظ على اللغة العربية قام أحد العلماء بوضع علم النحو .
لماذا وضع علم النحو ؟
1: بسبب كثرة الفتوحات الإسلامية وبسبب دخول كثير من العجم في الإسلام اختلطت اللغة العربية بغيرها وظهر هناك لحن في اللغة وخاصة عند قراءة القرآن .
2 : ضعف اللغة العربية عند العرب أنفسهم وبعدهم عن ينابيع اللغة العربية بسبب اختلاطهم المباشر بالعجم .
3 : انتشار اللحن على ألسنة أبناء العرب الذين لم ينشئوا في البادية مثل إباءهم .
من أول من وضع علم النحو ؟
يعتبر أبو الأسود الدؤلي أو من وضع علم النحو, ونسبه: هو ظالم بن عمرو بن سفيان بن جندل بن يعمر بن حلس بن نفاثة بن عدي بن الدئل بن بكر بن عبد مناة بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان، الدؤلي الكناني، ويقال له الديلي والدئلي والدؤلي وجميعها نسبة إلى بني الدئل وهم بطن من بطون قبيلة كنانة.
وكنيته هي أبو الأسود وقد أشتهر بكنيته وصار معروف بها بين الناس, على الرغم من أن بشرته لم تكن سوداء ولم يكن له ولد أسمه أسود حتى يلقب بذلك وقد تقبل أبو الأسود هذه الكنية لأن أسمه كان ثقيل السمع وهو ( ظالم ) مع أن أسمه كان متناقض مع وظيفته حيث كان قاضى يحكم بين الناس بالعدل فخشي أن يخاف المظلوم من أسمه فرضر بكنيته .
نشأة علم النحو :
أشتهر أبو الأسود الدؤلي بالفصاحة لدرجة أنه قال عن نفسه, إنى لأجد للحن غمزا كغمز اللحم, ولم يوجد هنالك أدنى شك حول كون أبو الأسود هو أول من وضع علم النحو, فقد أجمع اللغويون والمؤرخون على أن أبو الأسود هو من وضع علم النحو فقل محمد بن سلام الجمحى: أبو الأسود هو أول من وضع باب الفاعل والمفعول والمضاف، وحرف الرفع والنصب والجر والجزم، فأخذ ذلك عنه يحيى بن يَعْمَر، وقال أبُو عَلِي القَالِيُّ: حدثنا أبو إسحاق الزجاج، حدثنا أبو العباس المبرد، قال: أول من وضع العربية ونقط المصاحف أبو الأسود على أنه أول من وضع علم النحو.
وقد سئل أبو الأسود عمَّن نهج له الطريق، فقال: تلقيته عن علي بن أبي طالب.
وقيل: كان الذي حَدَاه على وضع علم النحو أن ابنته قالت: له يا أبت، ما أشدُّ الحرِّ؟ وكان في شدة القيظ. فقال: ما نحن فيه؟ فقالت: إنما أردت أنه شديد. فقال: قولي ما أشدَّ، فعمل باب التعجب.
دهاء أبو الأسود الدؤلي وحنكته :
روي أن علي بن أبي طالب أراده ليكون المفاوض عنه في حادثة التحكيم بعد وقعة صفين فأبى الناس عليه، وروي أن أبا الأسود الدؤلي دخل على معاوية بالنخيلة فقال له معاوية: أكنت ذكرت للحكومة (الحكومة هنا بمعنى الحُكم بين الفريقين المتخاصمين) قال الدؤلي: نعم قال: فما كنت صانعا.
قال: كنت أجمع ألفا من المهاجرين وأبنائهم وألفا من الأنصار وأبنائهم ثم أقول يا معشر من حضر أرجل من المهاجرين أحق أم رجل من الطلقاء، فضحك معاوية ثم قال: إذن والله ما اختلف عليك اثنان (وقصد معاوية هنا إن حُجة أبا الأسود مقنعه ولكان الناس رضوا بحكم أبا الأسود بأن علياً أحق بالخلافة) .