كثير منا أصبح اليوم يطرح هذا السؤال على نفسه وعلى من حوله مراراً وتكراراً لماذا أصبحت المشاكل الزوجية سمة واضحة في أي تجربة زواج؟ وأين يتواجد الزواج السعيد الذي يرجوه الجميع؟ فكم مرة يلتقي الأصدقاء مع بعضهم البعض سواء كانمن طرف الزوج أو الزوجة ليبدأ تكرار نفس الأسطوانة عن المشاكل التي تنخر في أساس بنيان زواجهم وبيتهم، والغريب في الأمر أن الكثير من هذه المشاكل عادة ما تكون مشتركة وبالتالييكون تبادل النقاشات حولها من باب التنفيس وليس من باب إيجاد الحلول، وربما أكبر دليل على حجم هذه المشكلة هو إرتفاع نسبة الطلاق في البلدان العربية، وهذه المشكلة تسببت في ظهور ظاهرة مزعجة للغاية بمختلف الدول العربية وهي ظاهرة العنوسة، فالكثير من الرجال والنساء أصبحوا يخافون من تكبد الكثير الخسائر المادية والمعنوية من مشروع ازدادت خسائره في الوقت الراهن بشكل كبير وهو مشروع الزواج.
ولكننا في هذا المقال نحاول أن نكون متفائلين ففي مقابل من يعانون في زواجهم إذا توجهنا إلى زوجين مازال زواجهما سعيد ومثمر لمدة تزيد عن الثلاثين عاماً وسألناهم عن أسباب ديمومة وإستمرار هذا الزواج بالمقارنة مع الزيجات الجديدة، سنجد أن هناك بعض الأسباب الإجمالية التي تساعد أي زوجين على الحفاظ على بيتهما سعيد وتجعل الزواج الناجح يكلل حياتهما.
أسباب تجعل الزواج الناجح هو مصيرك الذي تصبو إليه
أحترسا من إذاعة أسرار البيت
إن من أحد أشهر الأمثال العربية المعروفة هو مثل البيوت أسرار، ولعل هذا أبرز وأهم سبب لنجاح بعض البيوت عن البعض الآخر فالبيوت الناجحة يحتفظ فيها الزوج والزوجة باسرارهما الخاصة داخل البيت، ولا يذيعونها للخارج سواء للأهل أوالأصدقاء والأقارب، فمن أكبر الخطايا التي ترتكبها الكثير من الزوجات في حق أزواجهن وبيوتهن هي عادة نقل أسرار البيت إلى الأم بأدق التفاصيل، ويصبح الوضع أسوء إذا أمتد الأمر للآخرين والصديقات، لأن كل واحدة ستدلو بدلوها وتقدم نصيحة نابعة من نيتها ووجهة نظرها والأمر كذلك أيضاً بالنسبة للزوج، عندما يفضي لأهله و أصدقائه ولذلك فإن تداول أسرار بيت الزوجية خارجه يعتبر من أكثر الأسباب التي تؤدي لإنهياره كما إنها ينتج عنها شقاق بين الزوجين، خاصة إذا إستمع كلا منهما لنصائح الآخرين وعمل بها.
عليكما أن تحترما الخصوصية
هذا الأمر هام أيضا ليكون زواجك ناجحاً فإحترام الخصوصية أمر مهم حتى بين الزوجين فليس من حق الزوج أن يفتش هاتف زوجته أو أغراضها، والزوجة أيضاً ليس من حقها أن تبحث في حاسبه الشخصي أو تفتش هاتفه أو بريده الإلكتروني أو بدلته وملابسه عندما يعود للبيت، وسبب منع مثل هذه التصرفات هو أن مثل هذه السلوكيات ستتسبب في النهاية في زرع الشك بين الطرفين، وربما تسبب تدمير العلاقة الزوجية، لأنها تجعل حياة الإنسان تتحول إلى جحيم، ودمار.
يجب أن يستوعب كل منكما الآخر
من الطبيعي والوارد جداً أن يحدث مشاكل وصدامات على صعيد العمل أو الأصدقاء وكذلك الأمر بين الزوجين فالمشاكل أمر طبيعي جداً ومتكرر، لكن حتى لا تتحول تلك المشكلات إلى سبب لأمر أعظم وأقوى على الطرفين أن يستوعب كل منها الآخر وهو الأمر الذي يتطلب سعة صدر وتقبل للشكوى أو شرحها وفي نفس الوقت إستيعاب للطرف الغاضب بدون مواجهة غضبه برد فعل غاضب فيتحول الأمر الى مناكفة وتتضخم الأمور وقد تصل للطلاق.
الإلتزام بالمواعيد
من بين الأسباب البسيطة والتي قد ينتج عنها مشاكل كبيرة بين الزوجين هي عدم إحترام المواعيد وعدم الإلتزام بها لأنها تسبب في النهاية جفاء بين الطرفين لأن كلاهما مع الوقت يتخلى عن الرغبة بالخروج مع الآخر فعادة ما يتصل الزوج بزوجته ليخبرها أنه في الطريق إلى البيت وأنها سترافقه لموعد غداء أو زيارة إي كان نوعها، وعندما يصل إلى البيت يجد أنها لم تستعد بعد للموعد ويجلس في إنتظارها فترة طويلة وعلى الجانب الآخر قد تعد الزوجة طعام مميز لزوجها وتتصل به لتخبره بالأمر ومع ذلك يتأخر لكونه يشاهد مبارة رياضية مع إصدقائه مثلاً وهذه التصرفات إذا تم تجنبها من الطرفين فسيكون الزواج الناجح هو ثمرة اجتهادهما.
إهتما بإظهار الشكر والتقدير لبعضكما البعض
لتصلا إلى الزواج الناجح عليكما أن تهتما بتقدير بعضكما البعض بحيث يشعر الزوج زوجته بأهميتها ويشكرها على ما تقدمه له وللأسرة وكذلك الزوجة عليها أن تثني على ما يبذله من جهد من أجلها ومن اجل عائلته والشكر لا يكون بالهدايا فقط ولكن أيضا بالكلمات الجميلة الرقيقة وبذلك يكون الزواج الناجح هو كينونة بيت الزوجية.