الجن من مخلوقات الله مثل الملائكة والإنسان, ولكنه مخلوق من نار وليس من طين كالإنسان أو من نور كالملائكة, وعندما خلق الله سيدنا أدم أمر الملائكة والشيطان بالسجود له فسجدة الملائكة ولكن الشيطان عصى الله ولم يسجد لأدم كما أمرة الله, فغضب الله علبه وطردة من جنته فتوعد الشيطان بالوسوسة للإنسان حتى يضله عن طريق الحق و يجعله يعصى الله تعالى, وجعل الله تعالى عقاب الشيطان ومن يتبعه من الأنس جهنم وبئس المصير, فالجن حقيقي وليس له سلطان على الإنسان سوى بالوسوسة له, ولكن السؤال هنا هل يمكن للإنسان رؤية الجن ؟
ما هو أصل الجن ؟
خلق الله الجن وجعل الأصل فيه أن يكون مستتر عن الإنسان, فلفظ ( الجن ) يدل على الستر في الأصل, وقد قال ابن فارس في مقاييس اللغة مادة جن, فالجن سموا بذلك لأنهم مستترون عن الإنس ، والجنين سمي بذلك لأنه مستتر في بطن أمه, والجنة لأنها مستترة بالأشجار, والمجنون لأن عقله مستتر وهكذا في جميع الاشتقاق .
وقد بين الله تعالى في كتابه العزيز أن الجن يرى الإنسان ولا يمكن للإنسان رؤيته على هيئته الحقيقية فقال تعالى ( يَابَنِي آدَمَ لا يَفْتِنَنَّكُمْ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنْ الْجَنَّةِ يَنزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا إِنَّهُ يَرَاكُمْ هُوَ وَقَبِيلُهُ مِنْ حَيْثُ لا تَرَوْنَهُمْ ) وهذا أكبر دليل على أن الجن يرى الإنسان في حين أن الإنسان في حال لا يراهم الإنس فيه, قد خلق الله الجن وجعل له القدرة على التشكل بأشكال كثيرة فيمكن للإنسان أن يرى الجن ولكن ليس على صورته الحقيقية فيمكن أن يري الإنسان الجن على شكل قطة, أرنب, أو متشكل على هيئة إنسان وغير ذلك من الإشكال .
قد بين الله تعالى في كثير من آياته أن الجن عد للإنسان وليس هناك عدو كاره للإنسان أكثر من الجن ومهمته الأساسية على وجه الأرض هي إضلال الإنسان عن طريق الحق والوسوسة له حتى يفعل ما حرم الله عليه ويترك ما أمره الله تعالى به فيدخل للإنسان في صلاته وخاصة في حالة خشوعه لله ويوسوس له بأفكار غريبه لا علاقة لها بالصلاة حتى يصرفه عن خشوعه, كما يمكنه أن يضر الإنسان في صحته فيجعله هزيل وضعيف, ويمكنه أن يفرق بين الرجل وزوجته, وبين الشخص ومن يحب ولكن هذا الضرر كله بأمر الله وإذنه لحكمة لا يعلمها إلا هو, كما بين الله تعالى أن الجن يكيد للإنسان ولكن كيده ضعيفا فقال تعالى (( إن كيد الشيطان كان ضعيفا )), وليس له سلطان على الإنسان كما يتوهم البعض .
كيف يتغلب الإنسان على وسوسة الشيطان وكيده ؟
الشيطان مهمته أن يوسوس للإنسان, وأن يكيد له وأن يعمى قلبه عن طريق الحق, ولكن الخالق له والعلم بأساليبه بين أن كيد الشيطان ضعيفا و أن الإنسان أقوى منه وقوة الإنسان تتمثل في قوة إيمانه وثقة بالله عز وجل, فلكي يتغلب الإنسان على كيد الشيطان عليه أن يقوى علاقته بالله عز وجل, وأن يحصن نفسه دائما حتى لا يكون فريسة سهلة للشيطان, فجب على الإنسان أن يحافظ على صلاته في وقتها, وأن يحافظ على صلاة الفجر, ويكثر من قراءة سورة البقرة وسورة ال عمران, فالشيطان ينفر من البيت الذي يقرأ فيه سورة البقرة وسورة الفلق وسورة الناس فهما من أكثر السور في القران حماية للإنسان, ويكثر من الذكر والدعاء والاستغفار ويستعيذ بالله دائما من وسوسة الشيطان, كما ينصح المسلم بتطهير يته دائما من الأسباب التي تجلب الشياطين وتمنع دخول الملائكة مثل الصور والتماثيل وآلات الموسيقى والمعازف واللهو والمجون وعد سماع الأغاني, والحفاظ على أذكار النوم وأذكار الصباح والمساء وقراءة أية الكرسي بعد كل صلاة فهذا الأسباب تطرد الشياطين من البيت وتطردهم .
الشياطين وتمنع دخول الملائكة، كالصور والتماثيل، وآلات اللهو والمجون كالموسيقى والمعازف، وترك الاستماع إليها أيضاً، فإن وجودها والاستماع إليها سبب قوي وذريعة لدخول الشياطين وتخبيلهم بني آدم.
وحافظ على أذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، ودخول المنزل والخروج منه، وأذكار الطعام، ودخول الخلاء والخروج منه، فإذا فعلت ذلك اطمأن قلبك، كما قال تعالى: ( الذين آمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب) [الرعد:28] وحافظ على أداء الصلوات في أوقاتها جماعة في المسجد، وأداء النوافل في البيت، وحافظ على قراءة المعوذتين، وآية الكرسي …الخ فإن كل ذلك يطرد الشيطان بل يجعله يفر منك، كما يطرد شرار الجن ومردتهم.
والله أعلم.