كيف نفرق بين الشورى والديمقراطية

ماهو مفهوم الشورى ؟

لقد طبق الخلفاء الراشدين مبدأ الشورى بكل معانية فقد قال أبى بكر الصديق رضى الله عنه عندما تولى الخلافة ((أﯾﮭﺎ اﻟﻨﺎس، وﻟﯿﺖ ﻋﻠﯿﻜﻢ وﻟﺴﺖ ﺑﺨﯿﺮﻛﻢ، أﻃﯿﻌﻮﻧﻲ ﻣﺎ أﻃﻌﺖ اﷲ ﻓﯿﻜﻢ، ﻓﺈذا ﻋﺼﯿﺖ ﻓﻼ ﻃﺎﻋﺔ ﻟﻲ ﻋﻠﯿﻜﻢ ))

كيف نفرق بين الشورى والديمقراطية :

كيف نفرق بين الشورى والديمقراطية :

فالشورى في اللغة مشتقة من شور  ولها معاني كثيرة منها: استخراج الشيء  المفيد من موضعه .

والمشاورة : معناها الاجتماع على أمر ليستفيد كل واحد من صاحبه ويستخرج ما عنده .

وفي الشورى يتشاور أهل الاختيار من المسلمين لاختيار حكامهم وفق الشروط والضوابط التي بينتها أحكام الشريعة, ويكون من حقهم محاسبة الحاكم والتمرد عليه وعزله إذا ذل منهج الإسلام, وتنفي عنه القدسية.

هل ورد لفظ الشورى في القران ؟

نعم ورد لفظ الشورى في القران في أكثر من موضع منها :

1 : في البعض الآيات أثنى الله تعالى على عباده المؤمنين وخاصة عندما تتألف قلوبهم ويصبحون كالجسد الواحد حيث قال الله تعالى (( وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ )) أي لا يتركوا أمرا حتى يتشاوروا فيه .

2 : وفي بعض الآيات أمر الله تعالى رسوله الكريم أن يشاور أصحابه وأن هذه المشاورة فيها رحمة من الله له حيث قال الله تعالى (( فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ ))  . سورة أل عمران

3 : وفي مواضع أخرى أمر من الله للمؤمنين و إرشادهم  إلى التشاور في حالة الخصومة والتنازع فيما بينهم من أجل الوصول نتيجة ترضى الطرفين حيث قال الله تعالى أمر التنازع بين الزوج وزوجته  ((  فَإِنْ أَرَادَا فِصَالاً عَن تَرَاضٍ مِّنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلاَ جُنَاحَ عَلَيْهِمَا )) . سورة البقرة

وقد كان الرسول صلى الله عليه وسلم دائما يستشير أصحابه امتثالا لأمر الله تعالى ولا يستكبر أن يأخذ المشورة من أي شخص كان إنما يبحث عن الرأي الذي يحقق للمسلمين المصلحة فقد شاور الرسول صلى الله عليه أصحابه في كثير من الغزوات في غزوة بدر و غزوة أحد وغزوة الخندق وغيرهما من المواقف .

ما هو مفهوم الديمقراطية ؟

الديمقراطية كما يفهمها الكثير من الناس هي أن يختار الشعب حاكمهم بإرادتهم من غير أن يفرض عليهم, ويكون من حقهم محاسبة الحاكم إذا تجاوز حدوده.

وفي الفهم التأصيلى للديمقراطية عزل الدنيا عن الدين فهي تمثل الوجه السياسي للعلمانية .

هل مفهوم الشورى الوارد في القران والسنة النبوية هو نفس مفهموم الديمقراطية ؟

لقد أنخدع الكثير من المسلمين حينما زعموا أن نظام الديمقراطية هو نفسه النظام الذي دعى له الإسلام وفرضه على المسلمين خاصة في مجال الانتخابات, فلقد وقع المسلمين في خطأ ظنهم أنه ليس هناك فرق بين الشورى الذي يدعى لها الإسلام ومسألة الانتخاب الغربي وهذا يدل على :

1 : جهل المسلمين بحقائق الإسلام .

2: جهلهم بما تحمله الديمقراطية من خطر على الدين.

عندما تنظر لمفهوم الشورى ومفهوم الديمقراطية من النظرة السطحية تعتقد أن معناهم واحد ولكن عندما تتعمق في معنى الاثنين تجد أن الصورتين مختلفتين.

فالديمقراطية : تحمل معنى التنافس والصراع من أجل الحصول على السلطة ويطلق على التنازع ( المعركة الانتخابية ), وتعم الفوضى والصراح والنزاع ودفع الرشاوى من أجل حصول مرشح ما على منصب الحاكم في النظام الديمقراطي .

أما الشورى : في الإسلام فهي خالية من الأكاذيب والرشاوى لاختيار مرشح معين وإنما يكتفي أن يوافق أهل الرأي والصلاح على من يصلح لهذا المنصب وباقي الموجودين يكونوا سندا للحاكم الجديد وأمناء عليه وليس لهم أي مصلحة في تقوية فريق على فريق ولا فئة على فئة .

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *