عيادة المريض هي زيارته، وهي باب من أبواب دخول الجنة متيسرٌ لكل إنسان مهما كان عالما أو جاهلا أو غنيا أو فقيرا، وهي طريقة من طرق تقوية الروابط بين المسلمين، وتأكيد علاقات المودة والرحمة بينهم، وقد يغفل كثيرٌ من الناس عن هذه العبادة، ولا يستشعرون قيمتها رغم أنها حق من حقوق الأخوة بين المسلمين.
كيف نعود مريضا؟1
وعيادة المريض عبارة تعني:
اقتطاع جزءٍ من وقت المسلم عندما يعلم بمرض أخيه فيزوره ويخفف عنه ويؤنسه ويواسيه ويعرض عليه مساعدته ويدعو له بالشفاء وذلك بنية إدخال السرور على قلب المريض.
ما هي ثمار عيادة المريض:
لعيادة المريض ثمار عديدة فالمريض يكون في حالة من الضعف والضيق وزيارته تبعث على تهوين ذلك عليه لذلك جعل الرسول صلى الله عليه وسلم تلك الزيارة حق من حقوق المسلم.
أما بالنسبة للمسلم الذي يزور أخاه المريض فإنه يجني الأجر العظيم، ويستحق دخول الجنة وهذا الثواب يجعل المسلمين يبادرون إلى زيارة مرضاهم مهما كان وقتهم ضيقا ومهما كانت مسئولياتهم وانشغالاتهم.
كذلك استشعار الزائر لنعم الله عليه وانه رزق الصحة والعافية فيبادر بشكر الله عليها.
عظم حق عيادة المريض عند الله عز وجل :
كرم الله عز وجل المريض وجبر بخاطره وشرفه فنسب المرض إلى نفسه عز وجل رغم انه لا يمرض أبدا فهو سبحانه وتعالى اخذ من المريض بعض صحته وقربه إليه .. يقول عز وجل في الحديث القدسي:
( إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَقُولُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ : يَا بْنَ آدَمَ مَرِضْتُ فَلَمْ تَعُدْنِي ؟ قَالَ : يَا رَبِّ كَيْفَ أَعُودُكَ وَأَنْتَ رَبُّ الْعَالَمِينَ؟ قَالَ : أَمَا عَلِمْتَ أَنَّ عَبْدِي فُلانًا مَرِضَ فَلَمْ تَعُدْهُ ؟ أَمَا عَلِمْتَ أَنَّكَ لَوْ عُدْتَهُ لَوَجَدْتَنِي عِنْدَهُ؟ (.رواه مسلم.
كيف نعود مريضا:
ولعيادة المريض آداب عدة على كل زائر مراعاتها حتى تؤتي ثمارها ولا تكون عبئا على المريض ومنها:
• المبادرة إلى زيارة أخيه عند العلم بمرضه، وعدم التسويف.
• العمل بوصية النبي صلى الله عليه وسلم وهي زيارة المريض بعد ثلاث ايام من مرضه حتى يكون المريض على استعداد للزيارة.
• الدخول على المريض بوجه بشوش، والدعاء له.
• بث روح الأمل عن طريق الابتسام والكلمات التي تدعو للتفاؤل بالشفاء العاجل.
• اصطحاب هدية ولو رمزية تدخل بها السرور على المريض.
• الجلوس بقربه والإنصات باهتمام إلى طبيعة مرضه، وشكواه.
• تجنب التهويل من مرضه أو ذكر قصة شخص مات بسبب إصابته بنفس المرض فذلك يؤثر على نفسية المريض وقد تسوء حالته بسبب ذلك.
• الدعاء له بالأدعية المأثورة التي وردت عن الرسول صلى الله عليه وسلم الخاصة بالشفاء من الأمراض.
• غض البصر عن عورات المريض وحاجياته .
• عرض مساعدته عليه.
• توصية الأهل والمرافقين له بالصبر والرفق بالمريض.
• التخفيف في الزيارة حرصًا على راحة المريض إلا إذا دعت الحاجة إلى إطالتها كالإلحاح من المريض وطلبه المكوث وقتا أطول.
• معاودة زيارته إن طال به المرض والسؤال عنه حتى يتماثل للشفاء.
• تجديد النية وأن هذه الزيارة خالصة لوجه الله.
• حمد الله وشكره على أن من علينا بالعافية والصحة.
• نطلب من المريض الدعاء لنا لأن دعاؤه مستجاب بل قد وصفه الرسول صلى الله عليه وسلم بأنه كدعاء الملائكة.