تعتبر فترة المراهقة نقطة تحول في حياة الفرد فإذا مرت هذه الفترة بسلام تكونت شخصية الفرد وكانت شخصية قوية متزنة وغير مرضية، أما في حالة وجود مشكلات في فترة المراهقة وعدم القدرة على حلها أو حلها بشكل خاطئ فهذا ينتج عنه شخصية غير متزنة ومنفعلة باستمرار وقد ينتج عنها شخصية مرضية.
كثيرا ما نجد الآباء يشتكون من تصرفات أبنائهم في مرحلة المراهقة فمنهم من يشتكي من تمرد المراهق ورفضه لكثير من الأمور، ومنهم من يشتكي من تقليد المراهق لنماذج سيئة، ومنهم من يشتكي من سوء معاملة المراهق لوالديه ورفض تنفيذ أوامر الأب والأم.
هناك الكثير من المشكلات التي تواجه الأسرة في مرحلة المراهقة وهذه المشكلات لها سببين رئيسيين الأول هو طبيعة التغيرات التي تطرأ على الفرد في هذه المرحلة، والسبب الثاني جهل الوالدين بالطرق المناسبة للتعامل مع المراهق وعدم درايتهم بطبيعة هذه المرحلة.
متى تبدأ مرحلة المراهقة:
أول الأمور التي يجب أن يعلمها الوالدين هي بداية ونهاية مرحلة المراهقة حيث تبدأ مرحلة المراهقة من سن 12 سنة وحتى سن 19سنة.
تمر مرحلة المراهقة بثلاث مراحل فرعية هي:
مرحلة المراهقة المبكرة: وهي تمتد من سن 12 إلى 14.
مرحلة المراهقة الوسطى: وهي من سن 14 وحتى سن 17 سنة.
مرحلة المراهقة المتأخرة:وهي من سن 17 حتى سن 19 سنة.
أهم التغيرات التي تحدث في مرحلة المراهقة:
تختلف التغيرات التي تطرأ على الفرد في مرحلة المراهقة باختلاف الجنس بمعنى أن التغيرات التي تطرأ على البنت تختلف عن التغيرات التي تطرأ على الولد.
فنجد التغيرات في الولد متمثلة في خشونة الصوت وظهور العضلات وزيادة الطول ونمو الشعر في بعض المناطق مثل شعر اللحية والشارب.
أما التغيرات في الفتاة فتتمثل في ازدياد حجم الثديين واستدارة الجسم وزيادة الوزن ونزول الحيض الذي هو أهم علامات البلوغ.
هذا بالنسبة للتغيرات الجسدية على المراهق أما بالنسبة للتغيرات النفسية والانفعالية فهي تتمثل في العناد، والتمرد، وتفسير الأمور حسب أهوائه، وزيادة الاهتمام بالنفس وكثرة النظر لنفسه في المرآة والتمركز حول الذات، ورفض الكثير من الأمور ومعارضة الآباء في كثير من الأمور.
كيفية معاملة الآباء للأبناء في مرحلة المراهقة:
على الآباء دور أساسي في مساعدة أبنائهم على تخطي مرحلة المراهقة بأمان، ولذلك لابد من وعي الوالدين بالطرق السليمة اللازمة لمعاملة المراهق ومن هذه الطرق ما يلي:
أول وأهم الأمور هو أنه لابد على الأب مصاحبة أولاده حتى يلجأ له أبنه بدلا من أن يلجأ لأصدقاء السوء، فتعامل مع أبنائك بحب وصاحبهم وكن لهم خير صديق فهذا الأمر يشعر المراهق بالأمان ويجعله يقول لك أسراره ويطلب منك المساعدة في كثير من الأمور.
لابد من تفهم طبيعة هذه المرحلة جيدا ومعرفة التغيرات التي تطرأ على المراهق.
أبتعد دائما عن ردود الأفعال الانفعالية فلا تنفعل حينما يصدر من أبنك تصرف غير ملائم بل حاول أن تفهمه أخطائه بالرفق واللين.
دعم دائما ثقته بنفسه فاذكر محاسنه أمام الآخرين ولا تعاقبه أمام أحد ولا تقلل من شأنه أمام الغير حتى لا يفقد ثقته بنفسه.
أجعله دائما يشارك في القرارات الهامة التي تخص الأسرة حتى يشعر بأهمية وجوده ويشعر بقيمته.
أبتعد عن التدليل الزائد فهو يفسد الأخلاق وأبتعد عن العقاب المفرط بل كن وسطا بينهم فلا تدلل أبنك وتنصره وهو مخطئ ولا تعاقبه على أتفه الأخطاء.
ضع نفسك موضع ابنك وعامله كما كنت تتمنى أن يعاملك والدك.