يبلغ عدد حروف سورة الفاتحة 139 حرف وفضل هذه السورة على وجه الخصوص عظيم وهي السبع المثاني وهي أول سور القرآن الكريم، ولا تصح صلاة المسلم إلا بها فهي أهم أركان الصلاة وأولها بعد نية الصلاة والتي محلها القلب، وسورة الفاتحة سورة مكية نزلت في مكة ونزلت بعد سورة المدثر، ومن المعلوم أن السور المكية التي نزلت في قلب مكة لكي يتحدى النبي صلى الله عليه وسلم كفار قريش لأن البلاغة والفصاحة واللغة القوية كانت هي السائدة في ذلك الوقت، فجاء النبي صلى الله عليه وسلم بالقرآن الكريم المعجز لكي يتحدى به الكفار، وأن يأتوا ولو بسورة واحدة، ولو بآية واحدة كأي آية في القرآن ولم يستطيعوا.
وتتكون الفاتحة من سبع آيات أولاها البسملة وهي الوحيدة التي تبدأ بآية البسملة وهي آية من آيات سورة الفاتحة، وهي سورة شاملة فهي تشمل كل مقاصد القرآن ومعانيه، وهي سورة قائمة على كل أنواع التوحيد، وأنواع التوحيد ثلاثة: (توحيد الربوبية، توحيد الألوهية، توحيد الأسماء والصفات) بل أن ثاني آية فقط في سورة الفاتحة هي تشمل جميع أنواع التوحيد، فإن شئت اقرأ (الحمد لله رب العالمين) فالحمد هي صفة من صفات الله جل في علاه و لله هو توحيد الألوهية ورب العالمين هو توحيد الربوبية، فقد جاء فيها حديث العقيدة، والعبادة والإيمان بالله واليوم الآخر وصفات الله تعالى، ودعت إلى إفراد الله بالعبادة دون غيره والتوحيد له وحده لا شريك له، وفيها دعاء بالهداية عند الصراط المستقيم.
أسمائها وسبب نزولها:
كم عدد حروف سورة الفاتحة؟ فكما ذكرنا عدد حروف سورة الفاتحة فنذكر أيضًا أسماء سورة الفاتحة فهي تشمل أسماء عديدة، منها: (أم الكتاب، الوافية، الكافية، الشفاء، السبع المثاني، الحمد، أم القرآن) وسب نزولها: روى أبي ميسرة عن علي بن أبي طالب عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ورقة بن نوفل قال لرسول الله أنه إن سمع النداء عليه أن يثبت، فسمع المنادي بالفعل يناديه بسمه قائلاً: “يا محمد” فثبت وقال للصوت: “لبيك”، فعاد الصوت وأمره أن يكرر خلفه: “قل أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدًا رسول الله”، ثمّ قرأ له الفاتحة.
فضل سورة الفاتحة:
كم عدد حروف سورة الفاتحة؟ وفي الحديث الصحيح في صحيح الإمام مسلم رحمه الله ذكر عن ابن عباس عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: بينما جبريل قاعد سمع نقيضاً من فوقه، فرفع رأسه فقال: هذا باب من السماء فتح اليوم، لم يفتح قط إلا اليوم، فنزل منه ملك فقال: هذا ملك نزل إلى الأرض، لم ينزل قط إلا اليوم، فسلم وقال : أبشر بنورين أوتيتهما، لم يؤتهما نبي قبلك ؛ فاتحة الكتاب ، وخواتيم سورة البقرة، لن تقرأ بحرف منهما إلا أعطيته، وقال أيضاً: “ما أنزلت في التوراة، ولا في الإنجيل، ولا في الزبور، ولا في الفرقان مثلها، وإنها سبع من المثاني، والقرآن العظيم الذي أعطيته.
عدد حروف الفاتحة سورة الفاتحة أول سورة في القرآن الكريم من حيث التّرتيب وليس من حيث التنزيل، فكانت أول سورة من سور القرآن الكريم هي جزء من سورة “العلق”، وقد شرّفها الله سبحانه وتعالى بأن افتَتح بها المصحف الشريف، كما أنّه تعد فرض على المُسلم قراءتها في كلّ ركعةٍ من ركعات الصلاة حتى تكون صحيحة، فقراءة الفاتحة هي ركن من أركان الصلّاة الفريضة أو النافلة، ولا تُقبل الصّلاة إلا بها، وقد قيل عنها بأنَّ آياتها تجمع الكثير من معاني آيات القرآن الكريم في باقي المصحف، ولو قرئها المسلم بتدبر وتفكر لوجد فيها توحيد الله الخالص الذي يجب على كل مسلم أن يحققه.
عدد حروف الفاتحة وأود أن أطرح مسألة هامة ألا وهي إن حقق المسلم التوحيد الكامل الذي في سورة الفاتحة وفي آيات كثيرة أخرى في القرآن الكريم، لم يعذب في النار مطلقًا، لأنه أتى وحقق جميع أنواع التوحيد وكان موحدًا خالصًا، أما إن كان توحيد المسلم ناقصًا فيعذب في النار عذاب مؤقت ولا يخلد في النار، فهذه مسألة في صلب التوحيد وأصل من أصول قواعد عقيدة أهل السنة والجماعة، فالمسلم الموحد لا يعذب عذابًا أبدي في النار، أما من يعذب عذاب أبدي في النار هم الكفار فقط الذين لم يوحدوا الله جل وعلى ولم يؤمنوا به وجعلوا له شركاء في الملك.
شرح معانيها:
كم عدد حروف الفاتحة “بسم الله الرحمن الرحيم” من السنة أن تبدأ الأشياء باسم الله، فقد كانت أول آية تنزلت على الرسول صلى الله عليه وسلم هي (اقرأ باسم ربك الذي خلق)، فأول آية كانت باسم الله وعلى كل مسلمٍ أن يبدأ باسم الله في الأمور كلها، وكما تبدأ هذه المقدمة للقرآن الكريم باسمين آخرين من أسمائه تعالى اختارهما لنفسه جل وعلا وتباركت أسمائه، وهما “الرحمن الرحيم” لأن رحمة الله تعالى وسعت كل شيء، وأن الله عنده 99 جزء من الرحمة وترك جزء واحد فقط في الدنيا تتراحم به الناس بين بعضهم.
” الحمد لله رب العالمين ” فلنتذكر جميعًا أننا في نعم الله جل وعلى من أول نعمة الإسلام، فالحمد لله على كل شيء حيث أن الله تعالى كريم بكرمه نحمده تعالى على كل الأحوال والتي هي خير لنا بإذن الله، فالحمد لله على نعمة الإسلام والحمد لله على نعمة الإيمان والحمد لله على كل النعم التي أنعم الله بها علينا.
كم عدد حروف الفاتحة “الرحمن الرحيم” الله تعالى أرحم بالخلق من رحمة الأم على رضيعها، ولو يعلم العبد الخير الكثير الذي هو من رحمة الله لشكر الله عليها طوال الوقت، وأرحم البشر بالبشر هو نبي الرحمة صلى الله عليه وسلم فقد كان رحيمًا بالخلق أجمعين، وفي الحديث الصحيح قال صلى الله عليه وسلم: “إِنَّ لِلَّهِ مِائَةَ رَحْمَةٍ، أَنْزَلَ مِنْهَا رَحْمَةً وَاحِدَةً بَيْن الْجِنِّ، وَالإِنْسِ، وَالْبَهَائِمِ، وَالْهَوَامِّ، فَبِهَا يَتَعَاطَفُونَ وبِهَا يَتَرَاحَمُونَ، وبِهَا تَعْطِفُ الْوُحُوشُ عَلَى أَوْلادِهَا، وَأَخَّرَ تِسْعَةً وَتِسْعِينَ رَحْمَةً يَرْحَمُ بِهَا عِبَادَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ”، الرحمن الرحيم هو الله جل في علاه واستوى على عرشه سبحانه وتعالى.
“مالك يوم الدين” السبب والغاية في خلق الجن والإنس هو عبادة الله، وفيها ردعٌ للإنسان الذي يفعل الآثام ويحثٌّ على اتباع الهدي في حال عقلها ووعيها، فهو مالك يوم الدين مالك يوم القيامة ويوم التناد الذي فيه حسابٌ من دون عمل، ففي هذا اليوم العصيب لا تملك كلّ نفس إلّا ما كسبت من الأعمال الصالحة وما قدمت ستجده، فهو مالك ذلك اليوم العظيم الذي لا ينطق أحد إلا من أُذن له ولا يقول إلا الصواب، لأن الله تعالى هو المالك ليوم الدين وللدنيا كانت الآية التي بعدها:”إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ”، فالغاية من خلق الإنسان هي عبادة الله تعالى، ولأنّه تعالى فهو الرحمن الرحيم وهو جل وعلا المالك لكل شيء نستعين به، فلا أفضل من الاستعانة بمالك الملك وملك الملوك الرحيم بعباده جميعًا، فمن عرف الله تعالى تقرب منه وعبده حق عبادته.