التسامح من السمات التي إذا تحلى بها الإنسان سينعم بحياة رائعة يعيشها بقلب صافي خالي تماماً من أي مشاعر سلبية تؤثر على العقل والأعصاب وتُحدث التوتر والقلق، إذا ما قمت بتسامح كل من أذاك أو أساء إليك ستشعر بالسلام الداخلي ونقاء القلب وعيش حياة نعيمة بدون توتر أو قلق أو غضب يسيطر عليك ويجعلك كثير التفكر وسيطرة وساوس الشيطان لفعل شيء يخالف دينك اتجاه شخص ما.
مفهوم التسامح:
التسامح يعني أن تعفو عن كل من تسبب لك في أذى أو ضرر بالرغم من قدرتك على إيذائه، وعدم رد الإساءة بمثلها بل رد الإساءة بالإحسان وهذا سمو الأخلاق وأعلاه، التسامح يدعو إلى الاتحاد والتضامن والاعتلاء بقيم وأخلاق سامية يحترم الآخرون بعضهم، التسامح يعيد للإنسان حريته وحقه الإنساني ويحقق العدالة والتضامن الاجتماعي.
التسامح في الإسلام:
الإسلام بمضمونه العام وبرسالته التي يدعو إليها من اسمه؛ فيدعو إلى السلام النفسي، سلامة القلب وخلوه من أي حقد، أو عداوة، أو بغضاء، أو كراهية، يدعو إلى العدل ورد حق المظلوم وعدم الإساءة، ويدعو إلى العفو عند المقدرة والتسامح الأخلاقي وأن نقتدي برسولنا الكريم مُعلمنا ومُرشدنا إلى الصراط المستقيم دعانا وعلمنا معنى الأخوة في الإسلام والإيثار على النفس والتسامح لأي إنسان، واحترام عقائد وثقافة وقيم الآخرين مهما كانت ديانتهم أو عقيدتهم بل ندعوهم بأخلاقنا وأفعالنا إلى الإسلام لكي يشعروا بسماحة الإسلام وما يدعو إليه من تحقيق العدل ونصرة المظلوم وإعلاء كلمة الحق.
كيف يمكنني أن أتخلق بخلق التسامح؟
يمكنك أن تتحلى بخلق التسامح من خلال طرد أي فكرة سلبية تدور في ذهنك بشأن الإساءة للغير حتى لو كان هذا الغير قد أساء لك بشدة فالتسامح يعني نسيان ما حدث لك في الماضي مهما كان مؤلماً، النظر إلى مزايا الآخرين والشعور بالتعاطف نحوهم والتخلي عن أي رغبة قوية تسيء الظن بهم وتدعو إلى رد الإساءة إليهم.
التسامح هو أن تكون شخص حنون رحيم ودود لكل من حولك يحمل قلبك كل معاني الحب والتقدير للآخرين وإحسان الظن بهم وأن تفتح قلبك لهم وتعلمهم بأخلاقك أنك لست مثلهم بل تدعوهم إلى التحلي بمثل أخلاقك والاقتداء بك وأنك تسير على نهج رسولنا الكريم صلوات ربي وسلامه عليه.
التأثيرات الإيجابية التي نراها على الشخص المُتسَامِح:
رغم أننا نعرف التسامح جيداً إلا أن الوصول إليه ليس سهلاً فالإنسان الحق الذي يصل إلى التسامح ويُشعره في قلبه حقاً هو الذي نستطيع أن نقول عليه شخص مُتسامح، الشخص المتسامح هو الذي يعلم جيداً أن البشر خطاءون وأننا جميعاً لسنا معصومين من الخطأ لذا فالتسامح يعني التساهل في كل معاملاتنا وأمور حياتنا وأن لا نشعر بالغضب تجاه أي شخص قد أساء إلينا، والشخص المتسامح هو من درَّب نفسه شيئاً فشيئاً على الأخلاق الحميدة حتى وصل إلى خُلق فاضل وأصبح إنسان سالم النية وصافي القلب ينام وليس يحمل ذرة حقد أو بغضاء أو حسد للآخرين، التسامح ليس فقط بين البشر وبعضهم فالتسامح يكون بين الإنسان وربه فنحن دائماً ما نطلب السماح والمغفرة من الله عز وجل، بل يتضمن عمق مفهوم التسامح في تسامح الإنسان لنفسه وتقديره واحترامه لذاته الإنسانية.
الإنسان المُتسامح هو من يشعر بالسعادة دائماً في قلبه ويحمل نفساً عظيمة صافية لا تعرف الأحقاد بل تعرف الحب والإخلاص، بالتسامح نحيا حياة طيبة خالية من الهموم والمشاكل نكون صادقين مع أنفسنا ومع أقرب الأقربين إلينا ومع الآخرين.