المشاعِرُ فِطرة إنسانيَّة خَلقها اللَّه فِينا ، فالله سُبحانه خلق القلب ليس لِينبض ويَضُخَّ الدّم إلى جِسم الإنسان فقط ، القَلْبُ شَبَكة مِنَ المَشَاعِر تُحيط بِقلب الإنسان . فالمَشاعِر التي يكنُّها الإنسان لِشَخص مَا كالصَّداقة والكُره و العشقِ والرَّحمة و الشفقة و الحَسَد هي ما تجعَلُ من الإنسان مُتَعايِشاً مع مُجتَمَعِه و هَذه المشاعِر التي قد تكُون ضَحكة أو دمعَة أو صدمَة أو أيًّا كان ردَّة فِعلها فهِي تربِط النَّاس بعلاقَة مُعيَّنة بعضَهُم بِبَعض و تُكوِّن حياة اِجتماعيَّة بطريقة مُعيَّنة وردود فِعل قويَّة و ترابط قد يُصبِحُ عِشرة وتنافر قد يُولِّد عداوة مع مرُور الوقتِ .
مَشَاعِرُ الإنسان اَمرٌ معقَّد ولا يجوزُ لأي مخلوق العبث بِها لما في ذلِك من أثر نفسي قوي ، فالإنسان إذا ما شعر بالسَّعادة طالت حياته و تحسَّنت صحَّته بينما إذا تَعِسَ تدهورت حالته النفسيَّة والجسديَّة و خَارَت قِواه التي يَحتَاجُ إليها للمِضي في حياتِه .
و مِن أكثر المشاعر التي تهزُّ كيان الإنسان بحياته الحب أو العِشق ، فهناك حبٌّ اِيجابي و هو الحب الطَّاهر الذي يجعَلُ صاحبه يضحِّي بحياته من أجل من يُحب وهذا دائماً ما يكوُن أمرًا جيِّدًا.. وهُناك حب أنانيّة يستنفِذُ كلَّ طاقات الإنسان و يؤدي بِه إلى الهاويَة والذي هو موضُوع هذا المقَال ، الحبُّ الذي وجب التَّخلُّص منه ، فما هُو أثره و فيما تتمثَّلُ مضارُّه وكيْف تتخلّص من الحُبِّ السِّلبي الذي يجرُّنا نحو الأسفل و يجعلُنا نفقد الرَّغبة في العَيش و الأكثر من ذلك يجعَلُنا نفقد أنفسنا فيه .
وهناك طُرُق نلخصها في عناصر
– القرب إلى الله تعالى: في الحقيقة القرب من اللَّه هو الحل لكلِّ مشاكل الحياة فمن يعزز علاقته باللَّه سيتغير فكره و يرتِّب أولويِّاته تِلقائيا دون أي عناء . كما أنَّ صلاة الاستخارة
– التَّعلُّم كيف تقدِّر نفسك : تعلَّم كيف تُعطِي نفسك الأفضل ولا تَرضى بأقل مما تستحِق .. قل لِنفسِك انَّك تستحقُّ العَناء و انَّك لست اقلَّ شأناً من أي أحد وانَّك تستحقُّ أن تُعامَلَ بمَا يليقُ بمَقامِك.. نعم مقامِك و بالمُناسبَة هذه كلمة يجبُ أن تتعلَّم كيف تردِّدُها لتفقه معناهاَ. لاَن من المُهِم جدًّا أن تُقدِّر نفسك لئلَّا تفقِدَ نَفسِك مِنَ الأساس.
– لا تكُن شَخصاً رخيصاً مُتَعطِّشاً لترضي للآخرين: وهذا أهم شيء في الموضوع لا تقبل مشاعر مزيَّفة أو كلاماً مُنَمَّقا من أحد لا يقصِد ذلِك فِعليًّا لمُجرَّد انَّك تخاف الوحدة.. تعلَّم أن تجلِس بمُفردِك و تتمتَّع بِصُحبَةِ نفسِك.. وإذا أردت حبيب يقلِبُ كونك سعادة افعل ذلِك على أتمِّ وجه.. لا تقبل مشاعِر سَبَق وأن اُستُهلِكت.. لا تقبل بِان تكون عبء على أحد لا يحبك .. لا تمكث في علاقة تجرحك و تُهينك و تُدمِّر ذاتَك و تُزعزِعُ ثِقتَك بنفسِك .. كُن حقيقي ولا تحاوِل الكذب على نفسِك ..
– تفادى حب من طرف واحد: وهذه أكبر كذبة يعيشُها العُشَّاق ..حيث يظن البعض أّنَ العلاقة التي بِها حب من طرف واحد قابلة للإنقاذ … هذا ليس صحيح فعلاقة الحب من طرف واحد عاجلاً أم آجلاً سوف تبوء بالفشل ، لانَّ هنالِك بالطَّرفين شخصٌ يبذلُ جُهدًا كبيراً ليتسنى لعلاقتكما الاستمرار و الآخر لا يكترِث لِماَ يحصُل فتحدُث المُشاحنات ، و يَكثُر العِتاب .
لا تُعطي لنفسِك وغيرَك وقتاً صعباً : لا تُعطي نفسك و غيرك وقتا صعبا في محاولة مجاراة الأمور ولا تتعلَّق بشيء ليس لك و تذكَّر انِّه لن يحدُث إلا ما كتبِه اللَّه لك .. فنحن في زمن يئِس من رحمة اللَّه الكثيرين، وأعلم أن من تركَ شيئاً للّه عوَّضه رب العالمين بخيرٍ منه . فلا تفقِد الأمل برب العِباد فَلَو تعلَم كيف يسيِّر الله أمورك لبكَيْت خَجَلاً.
تعلم الحب بعقلِك قبل قلبِك : مِن الجميل أن تكون منطقي بحياتِك و اِحرص على أن تكون مُحاطاً بطاقة اِيجابيَّة لِأناس تحبُّك واَبحث عن صفات عقلانيَّة في حبيبك ولا تتعلَّق بِأوهام .
الحبّ شعور جميل ويجب أن يبقى شعوراً جميلاً للأبد وإذا كان غير ذلِك فيجب الابتعاد عن هذه الهالة السلبيَّة لأنها ستؤلمُك نفسيا وتزعزع هدوءك واحترامك لذاتك مع مرور الزَّمن . فالحبُّ ليسَ شيئاً يُطلب مِن أحد والأكيد انَّه لا يُستَعار.