نستقبل شهر رمضان العظيم بالخير والبركات وبمن الله علينا في استجاب الدعوات، وعلو الروحانيات هي أجمل ما نزين به قلوبنا، ننتظر كل عام حلول هذا الشهر المُبارك ليهل علينا فتُحَلق أرواحنا في رحاب الإيمان وتُضيء قلوبنا بنور الهداية وتصفى قلوبنا لكل ذوي عادي ونترك الذنب الذي قسم ظهورنا فآن الأوان نغترف من ثواب هذا الشهر العظيم ونملأ قلوبنا بنسمات الرضا والغفران.
كيف نستقبل شهر رمضان ونغترف من فضله وبركاته؟
شهر رمضان هو شهر الرحمة والمغفرة وشهر العتق من النيران؛ فقد يكفي أن ننال هذا الثواب العظيم وندعو الله أن نكون من عتقاء هذا الشهر من النيران ونتذلل إليه بالدعوات حتى ننال هذا الشرف العظيم؛ فيحرم أجسادنا على النار، وهناك بعض من الفضائل الجليلة التي يمكننا أن نكتسبها في هذا الشهر المبارك، ونغترف من فضله وبركاته؛ فنستقبله بالأمور التالية:
الفرحة بنعمة الله وفضله عز وجل: نستقبل شهر رمضان بالفرحة بنعمة الله وفضله بأنه من علينا بإدراك هذا الشهر العظيم؛ فمن أجمل ما يفرح به المؤمنين هو فضل الله ورحمته، ونحمد الله عز وجل على هذا الفضل ونبذل قصارى الجهد، ونجاهد النفس على فعل الطاعات والبعد عن المعاصي.
التوبة إلى الله عز وجل: أجمل ما يمكننا أن نستقبل به هذا الشهر المبارك هو التوبة إلى التوَّاب الرحيم الذي يفرح بعباده المؤمنين يفرح بتوبتهم ولجوئه إليه من أجل طلب المغفرة والرضوان، ماذا يمكنك أن تنال من شرف أفضل من فرحة الله بك عندما تتوب إليه وتغتفر من الذنب!.
تفريغ القلب بما يشغله عن طاعة ربه: فكل ما يمكن أن تتعلق به قلوبنا من أمور الدنيا نفرغ أنفسنا منها قدر المستطاع للتفرغ إلى عبادة المولى جل علاه والتقرب منه بفعل الطاعات ومجاهدة النفس على ترك الذنوب والآثام، وإبعادها عن كل ما يغريها بالشر والمكروه.
الإقبال على الطاعة بقلب خاشع لله: الخشوع ونقاوة القلب من الذنوب ومن كل ما يشغله عن الطاعة من أجمل ما يتحلى به القلب فيتفرغ إلى نعمة التفكر في مخلوقات الله في الكون وإلى عظمته وإبداعه ويقبل على الخضوع والخشوع إليه راغباً لفضله وعفوه وكرمه وراهباً من شدة عقابه.
رد الحق إلى أهله والعفو عمن ظلمه: لا تملأ قلبك بذرة ظلم لأحد وقم فوراً باستقبال هذا الشهر المبارك برد الحقوق إلى أهلها ونصرة المظلوم، والعفو عمن ظلمك ومسامحة من قصر في حقك، وصلة رحمك، وبر الوالدين وطلب رضاهم عنك.
تحلي اللسان بأفضل وأطيب الكلام: الكثير من الناس يعتقدون أن الصيام هو صيام النفس عن الأكل والشرب فقط، وإنما الصيام هو صيام النفس عن كل مكروه وتحليها بالفعل والقول الطيب؛ فيكون الصائم فمّه أطيب من المسك بالصيام عن كل ما يتلفظ به اللسان في ما يبغض الله، بل ويحلي اللسان بقول الكلام الطيب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
التفقه في الدين ومعرفة أمور وأحكام الصيام: نستقبل شهر رمضان العظيم بمعرفة ما هو واجب علينا أن نفعله والأمور الفقهية التي نحتاج إليها في حياتنا والبحث عن هذه الأمور ومعرفة حقيقة أحكامها والالتزام بما أمرنا به الله ورسوله واتفق عليه فقهاء المسلمين.
وأخيراً فعلى كل مسلم بحلول شهر رمضان الكريم، أن يستقبل هذا الشهر بالطاعات وتجديد النية وفرحة القلب بالفضل والمنة من الله، بإدراك أفضل أيام الله وعليه بالدعاء ثم الدعاء؛ فأقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد.