كيفية الادخار في زمن الكساد ؟


الادخار هو إحدى وسائل المرء لتأمين المستقبل أو ربما نقول لمنع المفاجآت، فربما يمرَض أحد الأبناء في منتصف الليل، فهو يحتاج لبعض المال لشغل الحاجة في هذا الموقف، وهذا تصور ضيق عن الادخار، لكن إذا توسعنا في التصور فإنَّ الادخار هو سلوكٌ سلبيٌّ.

والادخار كالاستثمار من ناحية أنهما يهدف لتأمين المستقبل، رغم أنهما سلوكان مغايران لبعضهما تماماً بل هما ضدان، فالادخار يكون بحفظ المال و تكنيزه، والاستثمار بصرفِ المال و تنفيثه لكن الغرض في أغلب الأحايين واحد.
على كلٍّ فالادخار معناه أن تحفظ قيمة المال لأجلٍ معلوم أو حتى غير معلوم، لكن هل كل مال يجوز ادخاره ؟!


مراحل تطور مفهوم ( المال ) و علاقته بالادخار

لا شكَّ أنَّ السلع الغذائية لا يجوز ادخارها وإلا عطبت وخرجت عن نطاق الصلاحية،كالمحاصيل الزراعية والمنتجات النباتية وسوى ذلك،وهذه أشياء اُستخدمَت في زمن المقايضة كسلع استهلاكية وأدوات مالية في نفس الوقت، فالذي يريد أن يشتري البطاطس – مثلاً – كان عليه أن يدفع في مقابلها العدس،وهكذا.

ومع تقدُّم الزمان،وتوسُّع المكان،وجد الإنسان أنَّ هذه السلع الغذائية لا تحفظ قيمتها ولا يجوز ادخارها إذ أنها معرَّضة للتلف والهلاك ،فاتجه إلي المعادن فصنع العملات من الذهب و الفضة والنحاس والبرونز وأيضاً الحديد ،ثم تطوَّر الأمر إلى أوراق مالية تحملُ كلُّ ورقةٍ قيمةً مكتوبة عليها تستندُ هذه الورقة إلى مخزون ذهبي ،ثم ما لبِث العالم أن تنكَّب للذهب ،وألغى العمل به ،وعلَّق الأوراق المالية في الهواء ،فصارت قيمتُها من قيمة العرض والطلب السوقي ،وهي ليست ذات قيمة في نفسِه !
و دخلت هذه الأوراق في دوَّامة الهبوط و الصعود ،والانهيار والكساد.

كيفية الادخار في زمن الكساد ؟

كيفية الادخار في زمن الكساد ؟

فأيُّ الطرق أجدى لادخار المال في زمن الكساد ؟!

هناك عدة طرق لكن نذكر أكثرها جدوى و أوسعها شهرة:

1) الذهب وهو المَخزَن المفضَّل والحافظ الأقوى للقِيَم ،فمهما مرَّ من الزمان فإنَّ الذهب يبقى ذهباً قيمته فيه ومستندُه من ذاته لذلك يُعتبر من أهم مخازن حفظ المال علي الإطلاق .

2) تحويل العملة المحلية إلى عملات أجنبية؛ بسبب تدهور العملة المحلية وتدهور قيمتها لذلك يتجه البعض لتحويل للعملات الأجنبية التي تتميز بشيء من الاستقرار والسطوة !
والادخار يعيبه أن قيمته الفعلية لا تتحرك سواء إلى الخلف أو إلى الأمام حيث يظل كما هو، وأما ما يميزه هو أن قيمته أيضاً غير معرضة للخسارة مثل الاستثمار فرما يربح وربما يخسر أيضاً.

الاستثمار أفضل من الادخار

على أنَّ الأفضل من هذا الادخار السلبي أن تستثمر هذه الأموال في مشاريع تُنمِّي لك هذه الأموال وتزيدُها وتُدِّرُّ عليك ريعاً.

كالاستثمار في مجالات العقار ،وكذلك مجال الإنتاج كالأراضي الزراعية ،والمواد الغذائية الأساسية التي لا يستغني عنها الناس سواء كان عواماً أو خواصا ،وغيرها من المجالات المربحة التي ربما تخفي علي كثير من المستثمرين الجُدد .. مما يحتاج لأنْ نُفِردَ له موضوع مستقل خاصة بـ ” كيف تستثمر علي الوجه الأجدى والأنفع ؟ “

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *