العلم هو أساس تقدم الأمم وازدهارها فهو من يبني الفرد ويبني المجتمع وهو الركيزة التي يعتمد عليها لقياس نمو وتقدم المجتمعات فتقيم تلك المجتمعات على حسب ” نسبة المتعلمين بها ” وللتعليم أهمية كبيره فالدول المتقدمة حيث يهتم بالعلم أكثر من غيره من المجالات ويعطي العلم لصاحبه مكانه كبيره بين قرنائه .
وبالرغم من ارتفاع معدل التعليم في الدول العربية مع أتساع العالم وتطوره فبلغت نسبة الأمية في الدول العربية 27.1% من البالغين وذلك بموجب تقرير تم إصداره عام 2011 م، وتُعد هذه النسبة ليست بقليلة .
وتعد الأمية أكبر المشكلات الحقيقة التي نواجهها في عصرنا الحالي، وتقف حائلاً وعائقاً دون التقدم ونهوض الدول وتقدمها في كافة و مختلف المجالات ولعل من الأسباب الرئيسية المؤدية لها : الزيادة السكانية، وسيطرة بعض العادات القديمة التي تقلل من أهمية التعليم وتحد منه، والفقر، وتسرب بعض الطلاب من التعليم، والجهل، وبعض المجتمعات الريفية، والحرفية، وهما مسئولتان عن ارتفاع عمالة الأطفال حيث يتوارث فيها الأبناء تلك الحرف عن آبائهم وأجدادهم .
وأُصدرت قرارات عدة من قبل الحكومات لمنع تلك الظاهرة و الحد من انتشارها وتوسعها .. وذلك وفقاً لقوانين تم إصدارها ولكن تكمن المشكلة التعارض بين الواقع والإمكانيات المتاحة لمعالجة تلك المشكلة و إنهائها .
وفي أحدى الفترات صدر قانون بتكليف المسئولين وملاك الأراضي الزراعية، بأن يكافحوا أمية العاملين لديهم ويساعدوهم على تعلم القراءة والكتابة للحد من مشكلة الأمية أو لاعتباره أحد حلول المشكلة ولكنه لم يحقق النتائج المرجوة تحقيقها أو التي كانت يرغب الجميع ويتطلعوا لتحقيقها، وذلك يرجع لأن كان ملاك الأراضي والتجار من مصلحتهم أن يظل العاملون لديهم من الأميين لكي يتم استئجارهم بأجور رخيصة والتحكم بهم والسيطرة الكاملة عليهم وعدم المطالبة بحقوقهم وبالتالي قضي على هذا القانون، وجاء بعدها قوانين أخرى ولكن لم تصل إلى النتائج المرجوة أيضاً .
ومع زيادة المطالبة على وضع حلول ملموسة وجذرية لهذه المشكلة تضافرت الجهود الكبيرة للحد منها وذلك من خلال إنشاء المدارس للتعليم ومحو الأمية في القرى والمناطق النائية التي لا يستطيع سكانها التواصل مع قاطني المدن وساكنيها للتقليل من أعداد الأميين وجعل التعليم مجانياً وإجبارياً بوضع سن إلزامي لإلحاق الأطفال بالمدارس .
وعلى الرغم من كل تلك الجهود إلا أنها لم تحقق النتائج المرجوة منها ولم يكن أيا من الحلول المطروحة يعد حلاً جذرياً لإنهاء المشكلة وأننا نطمح لبذل المزيد والمزيد للقضاء على تلك الظاهرة والحد من انتشارها ، ولذلك الآن يحق لنا أن نتساءل متى نستطيع إنهاء هذه المشكلة ومتى نضع حداً لها ونجعلها هدفا قومياً نصب أعيننا بأن نمحو أمية هؤلاء، لنتقدم جميعاً ونتغلب على مشاكلنا ومتى سوف نستطيع أن نستغل كل تلك القدرات البشرية والهائلة استغلالا صحيحاً وتوجيهها للأماكن الصحيحة للاستفادة منها والنهوض بأوطاننا العربية .