مما لا شك فيه أن الفارق اليوم بين دول العالم ليس راجعاً إلى اختراعات وتكنولوجيا حديثة أنما يتعلق الأمر بالأفكار الغير عادية والمبتكرة والتي نطلق عليها اليوم بالتفكير الإبداعي أو الأفكار الإبداعية والتي أدت لبزوغ وظهور كل ما هو جديد وظهور تلك الاختراعات والتكنولوجيا الحديثة.
فقد كان المصباح مجرد فكرة لدى توماس أديسون ولكنها لم تكن مجرد فكرة عادية فقد كان سابقاً لزمانه بفكره ومؤمناً بأنه سوف يأتي اليوم الذي يمتلئ فيه كل بيت بالكهرباء وبالفعل حدث ذلك ،فعندما يقول المولى عز وجل في كتابه الكريم ” بديع السموات والأرض ” فهذه الآية غاية الإبداع الآن السموات والأرض ليس لهما نظير في كل شيء فسبحان الخالق والمبدع لكل شيء.
- التفكير الإبداعي فوفقاً لـ ” الكسندر روشكا ” أن الإبداع هو إضافة جديدة سواء للفرد أو الجماعة وأن الإبداع بمعناه الواسع هو أيجاد أفكار وحلول جديدة للمشكلات بطرق غير عادية ،ويرى الكثير من العلماء أن الإبداع هو القدرة على أخراج شيء جديد أو التوصل إلى أنتاج متنوع وجديد يمكن تنفيذه في كافة مجالات الحياة ،وبالتالي فإني أرى أن التفكير الإبداعي هو ” هو ذلك التفكير الذي يتجاوز كل ما هو جديد والحقائق والمعلومات المعروفة والمقررة ويقوم بخلق الحلول والأفكار بطرق خالقة تؤدى لخدمة الفرد أو الجماعة وإحراز الهدف المنشود بطرق إبتكارية “.
- معوقات الإبداع المعوقات أو الحواجز التي تحول إلى عدم خلق الأفكار الجديدة ترجع إلى عوامل عديدة وأهمها هي عوامل نفسية، أسرية، بيئية خارجية ،ذهنية فالعوامل نفسية ترجع إلى الخوف من سخرية الآخرين ومقاومة التغير وعدم الثقة بالنفس والاعتياد على تقبل أراء الآخرين دون جدل أو نقاش، والعوامل الأسرية أهمها الضرب والسخرية من أفكار الأبناء وبالأخص إذا لم يعتاد عليها الآباء وطرق التربية الغير سليمة.
- أما العوامل البيئية الخارجية أهمها عدم أعطاء الحوافز والتشجيع المناسب على الأفكار والاختراعات الجديدة نظراً لعدم وجود هيئة لحماية المبدعين وسوء التنظيم والإدارة وعدم وضوح أهداف ورسالة المنظمة وبالتالي وجود أي أفكار جديدة لن يتم تمويلها أو تشجيعها وأخيراً العوامل الذهنية تتمثل أهمها في النظرة السطحية الغير عميقة للأمور وأن الآخرين دائماً لديهم إجابة فلا داعي للتفكير وكبت التفكير الغير مألوفة منذ الصغر.
- تحقيق الإبداع بالتغلب على المعوقات : هناك حكمة تقول ” كن مختلفاً فالعالم لم يعد بحاجة إلى المزيد من النسخ ” وهنا يكمن الحل أن إلا نقبل الأشياء من حولنا كأنها مسلمات لا داعي للجدال أو الناقش فيها كأنها مثل الكتب السماوية لا داعي للتفكير، أن الله سبحانه وتعالى دعانا إلى التفكير والإبداع والابتكار فبقول المولى في كتابه الكريم ” أفلا تفكرون ” هذه الآية بمثابة دعوة من الله سبحانه وتعالى إلى التفكير وأعمال العقل فقد أثبت الدراسات الحديثة أن الإنسان لا يستخدم سوى 10% من قداراته العقلى طوال حياته وأن هناك خلايا في المخ البالغ عددها 150 مليار خلية عقلية تتلف بعدم التفكير.
- فالحل في أيدينا هو أن نستخدم تلك النعمة التي أعطانا الله إياها ونشجع أبناءنا لا نقلل ولا نحقر من شأن الأفكار الجديدة وأن نربى أبناءنا تربية صحيح لا يوجد بها الضرب بل الود والاحترام والتفاهم وأن نحترم أفكارهم وحتى وأن اختلفت عن زمانا وهذا هو الأمر الطبيعي وتكون هناك رسالة واضحة للمنظمات وتقوم بتشجيع وتبنى الأفكار المبتكرة من قبل الموظفين وإعطاء الحوافز لهم.
وفي النهاية يمكن القول أننا في أمس الحاجة إلى التفكير الإبداعي وتلك الأفكار المبتكرة لنواجه التحديات في كافة المجالات والتطور التكنولوجي الفائق السرعة لنحقق الرقي والتقدم الذي نطمح إليه وذلك يأتي من أمة تحترم وتقدر عقول أبناءها وتعطيهم الحرية في التعبير وتخلق لهم الجو المناسب دائماً لإبداع ومن هنا تتحقق الأفكار الإبداعية والخالقة وأفراد يستخدمون عقولهم لا يقبلوا بالأمور كأنها مسلمات بل هناك تحليل ونظرة عميقة للأمور ومنظمات تسعى لتطوير الأفراد العاملين بها من خلال رسالة ورؤية واضحة وتحترم وتقدر وتشجع الأفكار الغير مألوفة.