نشأ علم النفس التربوي في الربع الأخير من القرن التاسع عشر سيطر عليه اتجاهان رئيسيان هما نظرية الملكات والفلسفة الارتباطية ، وكانت لنظرية الملكات السيطرة في بدايات علم النفس التربوي وتعود هذه النظرية بأصولها إلى الفلسفة اليونانية وفلسفة العصور الوسطى وكانت ترى أن العقل الإنساني يتألف من قوى مستقلة كالذاكرة والإرادة والانتباه تؤدي إلى حدوث الأنشطة العقلية المختلفة ويتميز كل منها بالنمو المستقل خلال التدريب الشكلي والتحكم الذاتي0في عصرنا هذا، تفرعت العلوم وأصبحت أكثر اختصاصاً الأمر الذي أحدث تطورا هائلا في كافة مناحي الحياة؛ فظهور التفرعات الجديدة لم يقتصر على مجالات العلوم التجريبية والطبيعية فقط، بل شمل العلوم التربوية، والنفسية، والعديد من العلوم الأخرى، فقد كان من الضروري أن تصاحب الثورة الكبيرة التي حصلت هذه الأيام ومن أبرز العلوم الفرعية في يومنا الحالي هو ذلك العلم الذي يتفرع ابتداء عن علم النفس والذي يعرف باسم علم النفس التربويِ. وعلم النفس التربويِ يعتبر أحد أهمّ فروع علم النفس، وواحداً من أهمِ العلوم سواء النظرية أو التطبيقية –كونه يجمع بين الجانبين-، والأكثر استعمالا وتطبيقاً على أرض الواقع؛ وذلك كون هذا العلم يلامس شريحةً هامة جدا، ومرحلةً عمرية تعتبر أساسا لما بعدها؛ حيث يهتم علم النفس التربوي في السعي إلى إيجاد الطريقة المثلى التي يمكن من خلالها سبر أغوار قدرات الأجيال الصاعدة، وتربيتهم، وصقل مواهبهم، وإبداعاتهم.
لماذا ندرس علم النفس التربوي
- التعرف على طبيعية المتعلم بوجه عام والطفل بوجه خاص
وخاصة في مراحل النمو التي يمر بها
2ـالالمام بوسائل التعلم والتعليم ،والأسس النظرية كي تقوم العملية التعليمية على أسس سليمة .
3ـالتدريب على الأساليب العلمية لقياس القدرات والتحصيل في الموضوعات المدرسية بدلا من الاعتماد على الملاحظات العابرة والتي توصل إلى استنتاجات غير صحيحة في الغالب.
4-التفهم للطرق والأساليب العلمية المستخدمة التي تساعد على تحقيق الفروض التربوية والوصول إلى النتائج .
5-المساعدة على إيجاد سبل أفضل لتفهم تكيف الأطفال والمتعلمين وللعمل على تفادي سوء التكيف.
6-تزويد المعلم بالقواعد والمبادئ التي تساعده على تفسر عمله.
7- اكتساب المعلم مهارات الوصف العلمي.
8- استبعاد المعلم ما ليس صحيح حول العملية التعليمية .
8- مساعده المعلم على التغير العلمي للعملية التعليمة .
أهمية علم النفس التربوي
أهميَّة علم النفس التربوي بالنسبة للمعلّم: لهذا العلم أهمية كبيرة بالنسبة للمعلِمين؛ حيث يعمل علم النفس التربويِ على تنحية ما علق بالعملية التربوية وما شابها من أفكار قد تكون بنيت على أسسٍ خاطئة، كما ويزود علم النفس التربويِ المعلِم بعدد من المبادئ التي تساعده على تأدية عمله خير تأدية، إلى ذلك فإن علم النفس التربوي يُكسب المعلِم قدرات في فهم ووصف العلمية التربوية، ويعمل علم النفس التربوي أيضاً على تدريب المعلمين على التفكير العلمي الذي يقود إلى النتائج المنطقية، وأخيراً يساعد علم النفس التربوي المعلم على التنبؤ بسلوكيّات الطلاب.
أهمية علم النفس التربويِ تكمن في كونه يساعد الأطفال على تلقِي العادات السليمة والاتجاهات الصحيحة،و تطوير عملية التعليم وإكسابها أبعادا جديدة غير تلك التي كانت عليها فيما مضى، بالإضافة إلى تطوير الحس النقدي لدى التلاميذ؛ حيث يعتبر غياب هذا الحس مأساة كبيرة تحل على المجتمع إن غاب عن جماعة كبيرةٍ من أفراده، فهو ضمان استمرار عملية التحسين والتطوير، وهو الكاشف الرئيسي عن مكامن الأخطاء والعيوب المختلفة. لا بد في النهاية من التنويه إلى أن مثل هذه العلوم لا تلقى ذلك الاهتمام الكبير في مجتمعاتنا العربية، ولعل هذه العلوم تحمل لنا الخلاص من المستنقعات التي نعيش فيها.