المسن: هو الشخص الذي تجاوز عمره الستين عاماً، وأصبح غير قادر على القيام بكثير من الأعمال اليومية التي اعتاد على القيام بها. وقد حثت جميع الكتب السماوية على العناية بالإنسان، وقد ذكرت الكثير من الآيات القرآنية الكريمة، والأحاديث النبوية الشريفة التي تحث على العناية بالإنسان من مرحلة الطفولة وحتى سن الشيخوخة، بل وحتى بعد الممات. إن أكثر مراحل حياة الإنسان التي تحتاج إلى رعاية هي مرحلة الشيخوخة، إذ يعود الإنسان ضعيفاً، بحاجة إلى رعاية من جميع النواحي: النفسية، والجسدية، والغذائية، والصحية. وبسبب أهمية هذه المرحلة العمرية عند الإنسان، فقد تخصصت الكثير من مؤسسات المجتمع المدني برعاية المسنين، كما أن القوانين الدولية أولت العناية بالمسنين أهمية كبيرة.
احتياجات المسنين
تتنوع احتياجات المسنين وتختلف ضمن أربعة أصناف رئيسية هي: الاحتياجات الاقتصاديّة، والصحيّة، والنفسيّة، والاجتماعيّة، فمن ضمن أبرز الاحتياجات الاقتصادية للمسن أن يكون قادراً على الإنفاق على نفسه، فهو شخص غير قادر على العمل وكسب الأموال، لهذا فقد ظهرت الأنظمة التي توفر رواتب ثابتة لكبار السن تحفظ لهم كرامتهم، وتمنعهم من سؤال الناس، كما يحتاج المسنّ إلى احتياجات طبيّة كونه إنسان كثير الأمراض والاعتلالات، ومن هنا ظهر أيضاً مفهوم التأمين الصحي لكبار السن الذي يعالج هذه الفئة من الناس على حساب الدولة، أو جهة التأمين بشكل يضمن أيضاً كرامة المسن، ويحافظ على صحته ضمن مستويات جيدة. أمّا الاحتياجات النفسيّة والاجتماعيّة فهما من أهمّ احتياجات المسنّين، وهما أيضاً يصبان في بعضهما البعض، فنفسيّة المسنّ تتحسّن قطعاً حينما يشعر أنّ قيمته لا زالت موجودة من قبل من يحيطون به، خاصّة من أبنائه، لهذا فقد حثّت الشرائع السماوية الإلهية على أهمية برّ الوالدين خاصة عند كبرهما، ذلك أن هذا البر يعمل على التخفيف من شعورهم بالوحدة، ويرفع من شأنهم بين الناس، وهو من أعظم الأعمال وأهمّها عند الله تعالى. لقد ظهرت ما تعرف بدور رعاية المسنين والتي من المفترض أنّها للمسنين الذين لا يوجد من يعيلهم؛ أي الذين لم ينجبوا، أو الذين توفي عنهم أولادهم، وصاروا وحيدين في هذا العالم.
طرق رعاية المسنين
لكي نستطيع تقديم الرعاية للمسنّ بالشكل الصحيح، لا بدّ من التعرف على التغيرات التي تحدث له في هذه المرحلة العمرية، وهذه التغيرات هي:
التغيرات الاجتماعية: إن تواصل المسن مع أصدقائه مهم جداً، فيجب توفير البيئة المناسبة لتسهيل جلوس المسّن مع أصدقائه، خاصة رفاق الشباب، وتذكيره بمرحلة قوته، وعنفوانه، لمساعدته على استعادة ثقته بنفسه. مما سبق يتضح لنا أنّ المسنّ يحتاج إلى رعاية واهتمام كبيرين.
التغيرات الجسدية: كلما تقدم الإنسان في السن تظهر عليه تغيرات فسيولوجية، تصل في مراحلها الأخيرة إلى الضعف الجسدي، فترتخي عضلات جسده، وكذلك أعصابه، فهنا يحتاج المسنّ إلى مساعدته بقضاء حوائجه اليومية.
التغيرات النفسية: يعيش المسّن تحت ضغوط نفسية كبيرة ،لإحساسه بالضعف، وبحاجته إلى المساعدة والعون، لذا يجب التعامل معه من منطلق الواجب وليس الإحسان، وإقناعه بأنّ هذه هي سِنة الحياة وأنّ كل صغير سيصل هذه المرحلة، ويصبح بحاجه إلى المساعدة، وما هي إلا أدوار، فأنا أعتني بوالدي من أجل أن يعتني بي بني. التغيرات الغذائية: لم يعد باستطاعة المسن تناول أي غذاء، خاصة إذا كان مصاباً ببعض الأمراض، فيجب التعرف على الأطعمة التي تناسبه، والتي تحتوي على الفيتامينات، ومواد غذائية سهلة الهضم.
التغيرات الصحية: إنّ ضعف جسم المسن يقلل من قدرته على مقاومة الأمراض، لذا يجب التعرف على الأمراض التي يعاني منها أولاً، ومن ثم توفير البيئة الصحية التي تقلل من إصابته بالأمراض.