تحقيق السعادة هي أقصى ما يطلبه أي إنسان في حياته، فالعديد من الأشخاص يبحثون كثيرًا عن الشعور من أجل لحظة سعادة، وهذا الإحساس الذي لا يعادله أي إحساس في الدنيا، فترى الإنسان الذي فقد سعادته، وعاش حياته في هم وغم وكدر، يفكر دائمًا وأبدًا في التخلص من هذه الحياة، وقد يصل به الألم النفسي الذي هو أخطر من الألم العضوي إلى تمني الموت وعدم الرغبة في الحياة.
قد تكون السعادة في أغلب الأوقات سعادة طبيعية ناتجة عن ظرف ما، أو حدث معين مثل النجاحِ أو الفوز في لعبة ما، أو ربما التخرج من الجامعة بتقدير عالي، أو الحصول على وظيفة، وتتعدد الأسباب بتعدد المواقف، وقد تكون أحيانًا السعادة مصطنعة، أي أنت المتسبب في صنعها بيدك، حقًا فالإنسان بإمكانه أن يجلب لنفسه الحزن والهم وليس لنفسه فقط بل إلى من هم حوله أيضًا، وعلى النقيض الأخر بإمكانه تحقيق السعادة لنفسه لكي يعيش في فرح وهناء، وبالطبع فإن النفس التي تصنع السعادة لنفسها هي نفس إيجابية، طموحة، معطاءة، تسعد نفسها وتسعد من حولها، فهذا الشخص تراه إذا غاب افتقده الأخرين، وشعروا بالفراغ الذي تركه حولهم.
والسعادة مطلب كبير وهام جدًا في حياة أي إنسان، وحتى تصل في حياتك إلى أقصى درجات السعادة ينبغي عليك أن تتبع الخطوات التالية، التي ستكون بداية لطريق السعادة
كيف تعيش سعيدا
من أجل تحقيق السعادة لذاتك يلزم أن يكون لديك هدف في حياتك تسعى من أجله، حيث أن الإنسان بلا هدف هو إنسان بلا سعادة، فعندما تضع أمام عينيك مشروع مستقبلي، وترسم له الخطط والأساليب لتحقيقه، فإنك بذلك لم تسمح للأوهام والتوتر والقلق أن يتسرب إلى حياتك، لأنك ستصبح إنسان عملي و صاحب رؤية وهدف واستراتيجية تخطيطية، وذو نظرة مشرقة واعدة، وترى أن سعادتك ليس فقط بجني ثمار المستقبل وإنما بالعيش والتنعم بجمال الحياة والعمل، والعيش على تحقيق هدفك وطموحاتك المنشودة.
افعل كل ما تحبه ما دام في رضا الله تعالى ولا تغضبه، وفي نطاق عادات وتقاليد المجتمع، افعل أي شيء تحبه وتهواه، ولا تنسى أن كل إنسان محاسب على عمله فقط، ولن يتحمل عنه أي مخلوق شيئًا من وزره، وتذكر أنه عندما تصل سيسألك من كان يعارضك كيف وصلت إلى هذا، وإذا كنت تحب شيء فافعله ولا تلقي بال لكلام الناس، لأنه ليس بالضرورة الذي ينفعك ينفع الناس، والذي تراه صالح لنفسك ربما لا يراه غيرك هكذا ربما حتى أقرب الأقربين إليك، فأنت الشخص الوحيد الذي يعرف نفسك جيدًا وما تحتاجه، فأنت عندما تقوم بعمل ما أو هواية يحبها قلبك، فإن ذلك سيغمرك بالسعادة والرضا عن النفس، وتذكر دائما أن السعادة محلها القلب.
كن دائما ذا بسمة ووجه بشوش
فهذا هو الطريق لـ تحقيق السعادة؛ فالابتسامة داء وعلاج لأي شيء، ابتسم كثيرًا ولا تعبس لأي شيء، ولقد أثبتت الدراسات أن الضحك يحرك 24 عضلة في الوجه ويحافظ على صحة القلب، والمتفائلون والإيجابيون وأصحاب البسمة الدائمة، هم أبعد الأشخاص عن الهم والحزن والاكتئاب والبؤس، كما أن الأشخاص بطبعهم ينجذبون إلى الشخص المتفائل وصاحب الطاقة الإيجابية، ويبعدون عن الشخص العبوس وصاحب الوجه القابض، والشخص كثير الشكوى والتذمر من الحياة، ولكن عندما يقبل الأشخاص عليك فبذلك تحصل على السعادة، وتكتسب أصدقاء مقربين ويحبون الخير لك، وتجدهم بجانبك في الأوقات الصعبة، والإنسان كائن اجتماعي بطبعه، يحب وجود الناس، وبلا أي شك فإنهم يجلبون له السعادة.