مدينة مكة المكرمة تعرف بأكثر من خمسون اسم على مر الزمان، تقع مدينة مكة المكرمة بشبه الجزيرة العربية ومن قديم الزمان تم تقسيم شبة الجزيرة العربية إلى دول فوقعت مدينة مكة المكرمة بدولة السعودية بالمنطقة الغربية، مساحة مكة المكرمة تبلغ ثمانمائة وخمسون كيلومترًا مربع، ولكن المنطقة المهيأة للسكن هي ثمانية وثمانون كيلومتر مربعًا وارتفاعها عن سطح البحر حوالي مائتي وسبعة وسبعون مترًا تقريبًا بينما مساحة المنطقة المحاطة بالمسجد الحرام حوالي ستة كيلومتر مربع، فمكة المكرمة أو أم القرى كما تم ذكرها بالقرآن الكريم، من أطهر الأراضي على مستوى العالم فهي مدينة مقدسة حيث أن بها المسجد الحرام القبلة الأولى للمسلمين والكعبة المشرفة، فترجع أهمية المدينة لأهمية القداسة بها حيث أتباع الديانة الإسلامية، وبداية نشأتها على أيد الأنبياء حيث أن أول من قام ببنائها هو أبو الأنبياء سيدنا إبراهيم عليه السلام وابنه سيدنا إسماعيل من ما يقارب ألفين عام قبل الميلاد، فكان سيدنا إسماعيل يعطي لأبيه سيدنا إبراهيم الحجارة ليقوم ببناء الكعبة الشريفة وعندما ارتفع البنيان وقف سيدنا إبراهيم على حجارة لتكملة البناء وهذا الحجر موجود حتى الآن ويسمى بمقام إبراهيم.
مكانة مكة المكرمة:
فمكة عند المسلمين لها معزة خاصة حيث أنها بلدة الرسول صلى الله عليه وسلم التي ولد فيها بالثاني عشر من ربيع الأول من عام الفيل، وكانت مكة لمكرمة أول قبلة للمسلمين، ووجود بئر زمزم الذي حلم “عبد المطلب” أنه يحفر بئر فكشفه مرة أخرى ويوجد حتى الآن، وعند انتشار الإسلام على الأرض المباركة أصبحت الكعبة الشريفة هي قبلة المسلمين كانوا يتوجهون لها عند الصلاة، وأصبح المسجد الحرام أفضل المساجد على مستوى العالم أجمع، ومكانة مكة لا تزال حتى الآن ويرجع ذلك لاهتمام المسلمين بها وتقديس مكانها وخدمة المكان وكل من يأتون إليه بأرقى الخدمات وبجميع الطرق الممكنة ورغم المساحة التي إلى حد ما صغيرة في مواسم الحج إلى أن الله يبارك في أرضه توسيع من عباده ليتزاحموا في عبادة الله وليدعو بنيل رضاه وتلبية ندائهم واستجابة دعواتهم.
المدينة المنورة والتي كانت بلدة الرسول صلى الله عليه وسلم تقع لي بعد أربعمائة كيلو متر مربعًا من الجهة الجنوبية الغربية، بينما تبعد مدينة الطائف حوالي مائة وعشرين كيلو مترًا من الناحية الشرقية، وتبعد حوالي اثنين وسبعين كيلومترًا عن البحر الأحمر وعن مدينة جدة.
أسباب فتح مكة المكرمة:
عقد الرسول الله صلي الله عليه وسلم والمسلمين صلح بينهم وبين قريش، وسمي هذا الصلح بصلح الحديبية وذلك في العام السادس من الهجرة، وسبب حدوث الصلح هو عندما جاء الرسول صلي الله عليه وسلم وأصحابه لأداء العمرة لمكة المكرمة واعترضهم قريش ومنعتهم من الدخول لمكة، ولم يكن المسلمين مستعدين لحرب وكانوا يرتدون ملابس الإحرام، وتم عقد هذا الصلح.
أهمية موقع مكة:
قديمًا في مرحلة قبل الهجرة إلى المدينة كان موقع مكة له أهمية خاصة لكل السكان بمكة وخارجها حيث أن موقع مكة المكرمة يمتاز بقربه من البحر الأحمر سهل هجرة المسلمين من مكة المكرمة إلى الحبشة عندما كانوا يفرون من ظلم وطغيان قبيلة قريش عليهم، وذلك الموقع يسر على رسول الله محمد عليه الصلاة والسلام الاتصال بالعرب من المناطق المجاورة.
موقع مكة أحد المواقع التي جعلت قبيلة قريش على علم واسع ومدرك لثقافات البلاد المختلفة فكان سكان مكة هم أكثر السكان حظًا لكسب خبرة وثقافات الدولة المجاورة حيث أنهم كانوا على تواصل مع سكان البلاد التي بها حضارات وهو من أحد العوامل حيث أن سمعة وأهمية قبيلة قريش بجانب موقعهم زاد تعلمهم من الدول وبالتحديد بلاد الشام واليمن والعراق وفلسطين ومصر.
ساعد موقع مدينة مكة المكرمة في جعل المسلمين قادرين على أداء مناسك الحج والعمرة لبيت الله، حيث أنها مركز الأرض والوصول لمدينة مكة المكرمة من أي دولة سهل وميسر من كافة القارات مثل أفريقيا وأستراليا وأمريكا وأوروبا وأسيا، تمتاز المنطقة بارتفاع نسبة المسلمين فيها عن أي ديانة أخرى.