الحيض، الدورة الشهرية، الطمث، جميعها مسميات لشيء واحد، يحدث عند المرأة وهو انسلاخ لبطانة الرحم الذي استقبل بويضة غير مخصبة، فيتم نزوله من فتحة المهبل على شكل دم، وتحدث هذه العملية مرة كل شهر، وغالباً ما تكون في أوقات منتظمة، ويبدأ نزول الحيض عند المرأة من سن البلوغ أي ما بين سن التاسعة أو الثانية عشر وحتى سن اليأس أي الثامنة والأربعين في المتوسط.
ونجد أن للدورة الشهرية مجموعة من الأعراض، تكون هي علامة اقتراب نزولها، وتختلف هذه الأعراض بين النساء، فهي تختلف حسب طبيعة جسم المرأة، وأحيانا تختلف عند المرأة الواحدة من شهر لأخر، وجميع هذه الأعراض قد تظهر جميعها أو بعضها ،ودرجة الإحساس بها، من بين هذه الأعراض، الإحساس بالتعب والإرهاق، الشعور بالغضب، والاكتئاب، والقلق، مع الميل للوحدة، أما من الناحية الجسدية، فيحدث ألم أسفل منطقة البطن؛ بسبب تقلصات الرحم، مع ظهور انتفاخ في الثديين، وحدوث إمساك، أو إسهال، مع آلام أسفل الظهر.
وقد أثبتت الأبحاث أن نوعية الطعام الذي تتناوله المرأة يلعب دوراً في ظهور هذه الأعراض، فالسيدات اللاتي يتناولن الكافين، والسكر، والملح، بكميات كبيرة هم أكثر عرضة لظهور هذه الأعراض، حيث أن سبب حدوث مثل هذه الأعراض يرجع إلى التغيرات الهرمونية، التي تحدث للمرأة في هذا الموعد من الشهر.
وللتقليل من هذه الأعراض، فيجب التقليل من تناول الأملاح، والسكريات، مع الإكثار من تناول الماء، والسوائل بشكل عام، لمساعدة الجسم على تعويض ما يفقده من السوائل، وهنا تتجلى عظمة الإسلام في إسقاط فرض الصوم في شهر رمضان عن المرأة، وممارسة التمارين الرياضية للوصول إلى اللياقة، وتقليل الضغط النفسي، مع مراعاة أن تغير الهرمونات لدى المرأة في هذه الفترة، يسبب لها تغيرات في الحالة المزاجية، وحالة نفسية سيئة، لذا يجب عونها في مثل هذه الفترة.
أسباب اضطراب الدورة الشهرية
ونجد أن الدورة الشهرية المنتظمة تحدث كل 28 يوم، وحدوث تأخر أو تقدم يرجع لعدة عوامل، فهي تتأخر وتنقطع مع تقدم العمر حتى الوصول إلى سن اليأس أما الدورة الشهرية المبكرة فهي خطيرة ويجب معالجتها.
أسباب حدوث الحيض المبكر
من المعروف أن دورة الطمث تكون ما بين 23-35 يوم من بداية الدورة، أما إذا قلت هذه الدورة عن 23 يوم، فهي تكون مبكرة، ويرجع ذلك إلى عدة عوامل منها:
العوامل النفسية، مثل القلق، والإجهاد، والتعب، والهموم الحياتية اليومية.
ويرجع أيضاً إلى عوامل مادية، فنجد أن هرمون الأستروجين والبروجستيرون تعمل على تنظيم عملية الأيض، مما يؤدي عدم توازن هذه الهرمونات، زمنها إلى تأخر الدورة الشهرية، أو إذا تعطلت تكون الدورة الشهرية مبكرة، نتيجة حدوث عملية الإباضة.
وللعمل على علاج الدورة المبكرة، لابد من تغير النمط الحياتي، وخاصة إذا كانت الأسباب أسباب نفسية، والمواظبة على ممارسة التمارين الرياضية، وبالنسبة للتغيرات المادية فيجب العمل على تناول الأطعمة التي تعمل على تنظيم الهرمونات، مثل الكز، والتفاح، والفول الصويا، والبطاطا، والأرز، وهذه تساعد على إفراز هرمون الاستروجين، ويجب الحرص على عدم تناول الأدوية التي تساعد في توازن الهرمونات، لما لها من أضرار جانبية، قد تؤدي إلي مشاكل أكبر من مشكلة الحيض المبكر.
الأسباب المختلف لتأخر الدورة الشهرية:
أما عن أسباب تأخر الدورة الشهرية فقد يرجع إلى، الإجهاد مما يؤدي إلى التوتر، وهذا بدوره يؤدي إلى زيادة إفراز الهرمونات، مما يؤدي إلى عدم حدوث الإباضة، وهناك بعض الأمراض تؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية ، زيادة ممارسة التمارين الرياضية، قد يؤدي ذلك إلى توقف الدورة الشهرية، كما نجد أن الاضطرابات التي تحدث للغدة الدرقية تعمل على اضطراب الهرمونات، مما يؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية، إن زيادة الوزن تعمل على تراكم الدهون في الجسم، وتخزين الدهون بداخلها، مما يقلل من عمل الهرمون، ويؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية، إلى جانب العديد من الأمراض التي أثناء الإصابة بها تؤدي إلى تأخر، أو انقطاع الدورة الشهرية لفترة، كما أن تكيس المبايض قد يؤدي إلى تأخر الدورة الشهرية، ومن أعراضه، انتشار الحبوب في الجسم، ونمو الشعر الزائد الغير مرغوب فيه، مع ارتفاع الهرمون الذكوري، مما يدفع إلى إعاقة عملية التبويض، كما أن التغيرات الحياتية التي تطرأ فجأة، وهو ما يسمى بتغير الساعة البيولوجية، يؤدي إلى تأخر التبويض.
وفي كل هذه الحالات لابد من استشارة الطبيب.