اختار الله تعالى فئة معينة من البشر وخصهم لمهمة عظيمة وهي إرشاد الناس إلى عبادته وحده لا شريك له وأنزل عليهم الشرائع والأحكام التي تنظم لهم حياتهم وعلاقاتهم في تعاملاتهم مع بعضهم البعض، وأنبياء الله رجالاً لهم صفات البشر لأنهم مختارون من البشر اصطفاهم الله لمهمة معينة فهم يأكلون الطعام كسائر الناس ولكن ما يميزهم عن باقي البشر أنه مختصون بخصائص وميزات دون غيرهم فهم مثلاً معصومون من الخطأ كذلك لا تنام قلوبهم عندما تنام عيونهم.
الأنبياء:
ولكن كثير من الناس لا يعلم كم نبي أرسل الله سبحانه وتعالى وإلى أي الأماكن نزلوا وفي أي أماكن حكموا وأين توفوا وكم أعمارهم والفترات التي أُرسلوا خلالها، أيضاً ما هو ترتيب نزول الأنبياء ومن زوجاتهم ومن أولادهم وما هي الديانة التي نزل بها كل نبي، تساؤلات كثيرة ولا يعرف الإجابة عنها كثير من الناس..
عدد الأنبياء:
جاء في القرآن الكريم أن عدد الأنبياء خمسة وعشرون نبياً فقط ولكن في الواقع أن عدد الأنبياء كثيراً جداً عن هذا العدد لأن الله سبحانه أرسل أنبياء كثيرين إلى معظم الشعوب والأمم وكان مصيرهم التكذيب والقتل كما كان الحال مثلاً في بني إسرائيل، ولكن الذي لا شك فيه أن سيدنا آدم عليه السلام هو أول الأنبياء الذين أرسلهم الله سبحانه وتعالى فهو أبو البشرية كلها ويُقال أنه عاش من الزمن ألف عام، جاء من بعد سيدنا آدم سيدنا إدريس ويُقال أنه عاش أكثر من ثمانمائة عام، ومن بعد سيدنا إدريس جاء سيدنا نوح عليه السلام وكلنا يعرف كم عاش سيدنا نوح حيث أنه تم ذكر ذلك صريحاً في القرآن الكريم فقد عاش ألف عاماً منها تسعمائة وخمسون عاماً في الدعوة إلى الله وصنع السفينة فقط، أما النبي الذي أرسله الله بعده هو سيدنا هود، ثم أرسل الله سيدنا صالح من بعده، ثم سيدنا إبراهيم عليه السلام ثم سيدنا لوط عليهم أجميعهم أفضل الصلاة والسلام.
نبي الله لوط:
ذكر القرآن الكريم أن سيدنا لوط كان من قوم سيدنا إبراهيم الذي هو أبا الأنبياء جميعهم وأبنائه هم [سيدنا إسماعيل وسيدنا إسحق] وباقي الأنبياء جميعهم من ذرية سيدنا إسحق فيما عدا سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فهو كان من ذرية سيدنا إسماعيل عليه السلام، وسيدنا إسحق كان من أبنائه يعقوب ومن ذريته سيدنا يوسف.
كتاب الله:
أما الأنبياء الذين ورد ذكرهم في كتاب الله هم سيدنا أيوب وسيدنا يونس وسيدنا ذو الكفل وسيدنا شعيب وهو كان في زمن سيدنا موسى عليهم جميعهم السلام ولكنه كان يكبره في العمر، وكلنا نعرف القصة الشهيرة لسيدنا موسى عندما أراد أن يهرب من فرعون وقومه بعد أن قتل منهم شخصاً فهو توجه إلى مدين وتزوج إحدى بنات سيدنا شعيب، وكان يعاصرهم في نفس التوقيت سيدنا هارون ثم الياس واليسع كما رُوى، وبعده سيدنا داود وسيدنا سليمان ولده الذي ورث عرشه وملكه، ثم سيدنا زكريا وولده يحيى الذي أتاه الله الملك وهو صبى صغير كما ذُكر ذلك في سورة مريم، ثم سيدنا عيسى ابن مريم سيدنا اختتم الله سبحانه وتعالى المرسلين والنبيين بسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.
قصص القرآن:
وعلى الرغم من أسماء الأنبياء الذين تم ذكرهم في القرآن الكريم إلا أن هناك أسماء وقصص لم يرد ذكرها في القرآن، فعن أبي ذر رضي الله عنه قال أنه عندما سأل رسول الله عن عدد الأنبياء، قال الرسول الكريم »مائة ألف وأربعة وعشرون ألف، قلت يا رسول الله كم الرسل منهم قال ثلاثمائة وثلاثة عشر جم غفير قلت يا رسول الله من كان أولهم قال آدم، قلت يا رسول الله نبي مرسل؟ قال الرسول: نعم خلقه الله بيده ثم نفخ فيه من روحه ثم سواه قبلا، ثم قال: يا أبا ذر أربعة سريانيون آدم وشيت ونوح وخنوخ وهو إدريس وهو أول من خط بالقلم وأربعة من العرب هود وصالح وشعيب ونبيك يا أبا ذر، وأول نبي من بني إسرائيل موسى وآخرهم عيسى وأول النبيين آدم وآخرهم نبيك«، صلى الله وسلم على سيدنا محمد.