هو مرض يصيب الأعصاب، ويحدث من خلال قيام الخلايا العصبيّة بعمليّة تفريغ لا إراديّة نتيجة حدوث حالات ثوران مفرطة تتشكّل على هيئة نوبات صرعيّة تأتي من حين لآخر، ومن وقت إلى آخر، ويمكن أن يصاب بها الإنسان لمدة معيّنة، ومن ثمّ تنتهي فلا تعود، ويمكن أن تصبح ملازمة له وجزء من حياته مدى الحياة.
يحدث لمريض الصّرع نوبات صرعيّة تأتي على شكل حركات لا إراديّة؛ حيث يمكن أن يتحرّك المريض حركات جنونيّة، أو قد يضرب نفسه، أو يهتزّ جسمه بشكل سريع، ويمكن أن يقع على الأرض دون أن يشعر المريض بأيّ شيء حين يعود إلى وعيه بعد النوبة.
هناك فترات ما بين كلّ نوبة وأخرى لمريض الصّرع، وقد تصل إلى سنوات، وينشأ مرض الصرع بسبب إصابة مريض الصّرع بحادثٍ أثّر على دماغه، أو نتيجة لسقوطه على رأسه، أو نتيجة لإصابته بضربٍ مبرح على رأسه أدّى هذا الضرب إلى خلل في دماغه أو إصابته بورم، أو حدوث كسر في جمجمته.
أعراض مرض الصرع:
حدوث تشنج : وهو من أهمّ الأعراض.
فقدان المريض لوعيه: وهذا في حالات الصرع الكبرى.
خروج مادّة بيضاء من فم المريض.
ارتفاع في درجة حرارته.
يحدث انخفاض في نسبة السكّر في الدم.
أنواع الصّرع:
الصّرع العام (Generalized Epilepsy): ويُشكّل نسبة 30% من بين الأشخاص المُصابين بالصّرع، وفي هذا النوع يحدث للمُصاب فقدانِ وعي والقيام بحركاتٍ لا إراديّة بشكل مفاجئٍ دون أيِّة مُقدّمات.
الصّرع الجُزئيّ (Partial Epilepsy): ويُشكل نسبة 70% من بين الأشخاص المُصابين بالصّرع، وهذا النوع يتميز بزيادة الشّحنات الكهربائيّة بجزءٍ واحدٍ من المخ، مثل الإصابة بصرع الفصِّ الخلفيِّ للمخّ، أو صرع الفصّ الأماميّ.
أسباب مرض الصّرع:
إصابة الشخص بعيوبٍ خلقيّة في المخّ منذ الولادة.
العامل الوراثيّ: فهناك جينٌ للصّرع ينتقلُ عبر أجيالِ العائلة الواحدة، ويُعرف أنَّ الصّرع وراثيٌ في حال إصابةِ أكثر من فردٍ في العائلة به.
وجود خللٌ في أنزيمات الجسم وبعض الهرمونات.
تعرّضُ الأمّ خلال الولادة للتّعسر ممّا يؤثّر على مُخِّ الجنين ويسبّب له بالصّرع.
وجود خلايا سرطانيّة في المخّ ونموها.
تّعرض الشخص للجلطات الدّماغية أو النّزف الدّماغي.
الإصابة بالتهابُ أغشية السّحايا والتهاب المخّ نتيجةَ التّعرض لبعض الأنواع من الميكروبات.
طرق علاج مرض الصّرع:
العلاج بالأدوية: عن طريق إعطاء المُصاب مجموعةٍ من الأدوية التي تعمل على تنظيم الشّحنات الكهربائيّة في المخّ، كما أنّها تعمل أيضًا على ارتخاء العضلات ومنعِها من القيام بحركاتٍ لا إراديّة لتقليل الخسائر الجسديّة لمريض الصرع، ومن أهم تلك الأدوية دواء إبانوتين، فالبرويت، كاربامازيبين، لاموترجين، ونيورنتين.
وفي بعض الحالات يتم إعطاء الدواء من خلال الوريد أو على هيئة تحاميل بفتحة الشّرج خاصّة للأطفال المُصابين.
العلاج بالعمليّات الجراحيّة: ويتمّ ذلك على الغالب إذا كان الصّرع ناتجاً عن الأورام السّرطانية في المخّ، فيتمّ استئصالها ليعودَ المُريض لطبيعته ولا يتعرّض لأيّة نوبةٍ من نوبات الصّرع.
العلاج بالتّنبيه الكهربائيّ: وييتم استخدام هذا النوع عندما لا يتجاوب المخّ مع الأدوية والحُقن، وذلك من خلال وضع جهازٍ كهربائيٍّ طبّيٍ على منطقة الرّقبة لتنظيم الشّحنات الكهربائيّة.
العلاج بالطعام: من خلال تناول أغذيةٍ معيّنةٍ تُقلّل من النّوبات الكهربائيّة، ومن أهمّها الأغذية الغنية بالدّهون الثلاثية، لذلك يُفضّل تناول طبقٍ من البطاطا المقليّة بصورة يومية كونه يحتوي على تلك الدّهنيات بكثرة.
نصائح للتّعامل مع المصاب بالصّرع:
إذا حدث وأن صادفت مريض الصّرع قم بإبعاد أيّ شيء من حوله قد يعرض حياته للخطر.
لا تقترب من المصاب أثناء نوبته، لأنّك مهما حاولت لن تقدر على إيقافه.
إذا زاد وقت النّوبة عن فترة عشر دقائق قم بإسعاف المريض إلى أقرب مستشفى.
بعد انتهاء نوبة الصرع قم بترك المريض يرتاح ويخلد إلى النوم؛ لأنّه يكون في حالة إرهاق شديد.
اجعل مريض الصّرع يتمدّد على جنبه في فراشه؛ حتى يستطيع إخراج المادة البيضاء من فمه.
يجب الاعتناء به جيّداً وإعطائه الدّواء، وبالأخص عند حدوث النّوبة؛ إذ إنّ إهماله لمدّة تتجاوز الثلاثين دقيقة تجعله عرضةً لفقدان الحياة .
ينبغي على مريض الصّرع أن يراعي العمل الّذي يمارسه؛ فعليه ألّا يعمل في أعمال كقيادة السيّارات أو الحافلات، أو الأماكن العالية كالبناء وغيرها؛ لأنّ كل هذ يمكن أن يؤدّي به إلى الخطر عند حدوث النّوبة له.