أسباب الفشل
الأسباب الصحية للإخفاق:
تعتبر الأسباب الصحية المحور الأول وأحد أسباب الفشل الدراسي الشائعة الذي يتعرض له الطالب، فقد يكون الطالب مصاب بمرض الأنيميا والتي تقوم بدورها في تشتت تركيز الطالب وانتباهه، وأيضاً تصيبه بالخمول والضعف وكذلك عدم القدرة على التحصيل الدراسي، وهناك أيضاً بعض الأمراض الأخرى مثل ضعف النظر وهذا سواء كان قصر النظر أو طول النظر أو ضعف عام، وفي حالة عدم التوجه للفحص وعمل اللازم كما يقول الطبيب وما ينصح به، سواء كان عمل نظارة طبية لكي يرى الطالب بوضوح، وبالتالي لن يستطيع الرؤية بوضوح بدون عمل اللازم وأخذ العلاج المناسب، كما أنه قد لا يستوعب المواد الدراسية المختلفة نتيجة الإحساس الدائم بالتعب والإرهاق والصداع والرغبة في النوم، ويعتبر هذان سببان من أسباب الفشل الناتج عن ظروف صحية، فهذان سببان واضحان ومتكرران فهناك الكثير من الأمراض التي قد تصيب الطلاب، وكذلك تعمل على التأثير عليهم بشكل سلبي، وتؤثر على تحصيلهم الدراسي وهم ليس لديهم أي قدرة على التعامل مع الأمر، وذلك لأنه ببساطة مجهول وسيظل مجهول حتى ينتبه الأب أو الأم ويقومون بالفحوصات اللازمة للأبناء.
الأسباب النفسية للإخفاق:
ينسى البعض أن هذا الطالب ما هو إلا إنسان، فهو ليس آلة كما نعده، ونعتبره آلة للعمل والاستذكار وهمه الوحيد هو الحصول على الدرجات النهائية في الفرقة الدراسية التي ينتمي إليها.
فالطالب في الحقيقة ليس كذلك، فهو إنسان مكون من روح وجسد إلى جانب العقل، فكما يصاب الجسم بالأمراض كذلك يصاب الروح والعقل أيضاً مما يجعل أمامه أسباب الفشل، فربما نجد أن الطالب قد يعاني من مرض نفسي، وهذا المرض يعمل على عرقلته عن دراسته، وهذا مثل الوسواس القهري، وهو مرض شائع ويصيب الطالب بالاضطراب والقلق المستمر، الذي يصل به إلى مرحلة العجز والخنوع وغيره الكثير من الأمراض الأخرى، لذلك ينبغي أن نضع في الاعتبار عند دراسة الإخفاق الدراسي هذان الأمران، مما يجعلنا لا نلقي باللوم على الطالب فقط، ونتهمهم بالكسل وعدم قدرتهم على تحمل المسؤولية، فلكي يصبح اتهام الطلاب بمثل هذا صحيح لابد أن يكون قد قمنا بالتأكد أن هذا الطالب مؤهل نفسياً وبدنياً لهذا، وبعد ذلك يحق لنا توجيه الاتهامات له، أما غير ذلك فهو ليس من المنطق أبداً.
أسباب أخرى ومتنوعة للإخفاق:
الطالب يتم تشكيله من خلال الظروف المحيطة به، سواء كانت ظروف اجتماعية أو بيئية أو اقتصادية، وقد يرجع الإخفاق الدراسي إلى عوامل أخرى متعددة، ولكل من هذه العوالم تأثيره، أما الجانب الأكثر شيوعاً هو الجانب الاجتماعي، فإذا كان الطالب يعيش بين أفراد العلاقة بينهم يسودها القلق والتوتر وعدم استقرار فهذا يؤدي بشكل طبيعي إلى فشله، وكذلك فهو يتأثر بجميع الظروف المحيطة التي تجعله في جو غير ملائم للاستذكار، مثل مكان ضيق أو صوت مرتفع أو غيره، فهذا يجعله يشعر بالنوم وكذلك الكسل والخمول مما يؤدي إلى فشله.
علاج الإخفاق الدراسي:
بعد تحليل أسباب الإخفاق الدراسي والنظر في كافة جوانبه، نجد أن أهم ما يمكن قوله أن العلاقة بين الآباء والأبناء التي تقوم على الحب والتفاهم هي المحور الأساسي لحل هذه المشكلة والتخلص من جميع أسباب الفشل، فيجب أن تقوم بينهم علاقة صداقة واحترام متبادل، وذلك ما يجعل الأبناء يعبرون عن ما يشعرون به ومن ثم يكتشفون أسباب إخفاقهم، ونجد أيضاً أن تقبل الأمر والتعامل معه عنصر مهم، فلا يوجد ما يدعي العصبية إطلاقاً، وكذلك ضرورة التعامل مع الأمور بحكمة، واللجوء إلى الحديث مع الأبناء والتفاهم معهم وفهم طبيعة ما يمرون به، والعمل على تهدئة الابن، توضيح له أن هناك دائماً حل لما نمر به، وكذلك إجراء الفحوصات الطبية المستمرة على الأبناء، سواء كانت فحوصات بدنية أو نفسية، والأهم في كل هذا هو بناء علاقة من الثقة المتبادلة مع الأبناء، حيث يتم بناء هذه الثقة على العلاقة الودودة التي تربط الآباء والأبناء وتجعلهم يبحثون معاً على العلاج المناسب لأسباب الفشل التي يتعرض لها الأبناء.