فوائد المرض عند المسلم الصابر

يبدو العنوان غريب على البعض حيث من يقول أن للمرض فوائد فالأمر الظاهر أن للمرض أضرار وأوجاع وقلة راحة الجسد ولكن المسلم لا بد أن يفكر بالأمور بنظرة شمولية أوسع بها يقين وإيمان بالله فلا يخلق الله شيء بدون سبب حيث أن المرض نوع من أنواع الابتلاء للعبد المسلم والذي له فوائد عديدة في الدنيا والآخرة.

– رفع الدرجات يوم القيامة

المريض المسلم له منزلة عالية يوم القيامة عن غيره من المسلمين فتجد الشخص المسلم لا يوصله عمله في الدنيا إلى مراتب معينة يوم القيمة أو منازل أو درجات في الجنة لكثير من الأسباب فربما مثلاً تجده كثير الذنوب والمعاصي وأنه بعيد عن الله جل وعلى في الدنيا وظالم لنفسه ولغيره مثلاً ولكن الله جل وعلى يريد بهذا العبد المسلم خيراً ولكن كيف يرفع الله درجات هذا العبد المسلم ويدركه درجات عالية يوم القيامة رغم كثرة الذنوب والمعاصي وأن أعماله الدنيوية الصالحة قليلة؟

فهنا أول فائدة للمرض وهو أن الله ابتلاه في الدنيا بمرض شديد وأن الله يعوضه بهذا المرض والأوجاع والآلام بمنزلة عالية يوم القيامة حيث أن أهل الصحة والعافية يوم القيامة عندما يرون الخير الكثير والحسنات الكثيرة والدرجات العالية لأهل الابتلاء يتمنون لو كان أجسادهم قرضت بالمقاريض من الفضل العظيم الذي نزل على أهل الابتلاءات والأمراض.

فوائد المرض عند المسلم الصابر

فوائد المرض عند المسلم الصابر

الابتلاء علامة الأتقياء وحب الله للعبد

ففي الحديث الشريف للنبي صلى الله عليه وسلم (أشد بلاء الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل يبتلى الرجل على قدر دينه فإن كان في دينه قوة زيد له في البلاء وإن كان في دينه ضعف قل له في البلاء) أو كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، حيث أن الرجل القوي في الدين من علامات حب الله للعبد وأن الأنبياء هم أحب خلق الله إلى الله فكان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يوعك وعك شديداً حيث سأله أحد الصحابة عن هذا الأمر فقال له النبي أني أوعك كما يوعك الرجلان منكم أي زيادة في البلاء عن أي شخص وهذا الأمر يزيد رفعة ودرجات عند الله جل وعلى فضلاً عن أن النبي صلى الله عليه وسلم أحب خلق الله إلى الله الذي اصطفاه برسالته.

وأن نبي الله أيوب قد مرض مرضاً شديداً حتى قال لربه جل وعلى بصبر وحسن خلق “أني مسني الضر” وشفاه الله جل وعلى بعدها وكان الصحابة أيضاً من أشد الناس ابتلاء وهم أحب خلق الله إلى الله بعد الأنبياء والرسل وأن منهم من مات بالمرض مثل سيدنا معاذ بن جبل فقد مات بمرض الطاعون وأن سيدنا عمر بن الخطاب مات أيضاً مطعون عندما طعنه الملعون أبو لؤلؤة المجوسي عليه من الله ما يستحقه وظل حوالي 3 أيام يعاني من المرض قبل موته.

– العبد الصابر يزداد حلاوة إيمان

رغم أن ظاهر المرض أوجاع وآلام ولكن إذا صبر العبد المسلم على ابتلاء الله جل وعلى له فيقذف الله في قلبه حلاوة إيمان ولذة طاعة لما تقبله المرض بصدر رحب وصبر ورضا، حيث أن الرضا بقضاء الله من الأمور الهامة الذي يجب على العبد المسلم صاحب الابتلاء أن يتبعها، وأخيراً أسأل الله أن يشفي مرضانا ومرضى المسلمين.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *