أصبح العالم في الوقت الحاضر صغير ومتقارب لما أظهرته وأبدعته التكنولوجيا الحديثة والازدهار العلمي والنقلة الذي انتقلها العالم في الفترة الأخيرة، حيث ظهرت وسائل للاتصال بين الناس حديثة وسهلة وسريعة بل وغير مكلفة.
حيث اختلفت وسائل الاتصال في العصر الحديث عما كانت عليه في السابق فكان في السابق الهاتف الأرضي والذي كان وسيلة الاتصال الوحيدة بين الناس في نفس المنطقة أو حتى بين الدول ولكنها كانت في السابق مكلفة إلى حد ما، حيث كان الاتصال الدولي ليس سلساً ومكلفاً في نفس الوقت.
وظهرت وسيلة اتصال حديثة أخرى منذ سنوات طويلة ألا وهي الهاتف المحمول أو الجوال والذي قام بتسهيل الاتصال والتواصل بين الناس وبسرعة ولكن بتكلفة كانت في بادئ الأمر مرتفعة، فمع كثرة شركات المحمول ومزودي الخدمة التي توافرت أكثر من شركة لكل دولة وظهرت المنافسات بين الشركات خفضت إلى حد ما سعر المكالمات المحلية والدولية.
ولا ننسى “البيجر” الذي لم ينتشر ولم يصمد طويلاً وحل مكانه الهاتف المحمول وأثبت نجاحه أكثر وقد يستخدم قليلاً في بعض المناطق التي لا يصلها شبكة الهاتف المحمول، ويستخدمه أيضاً في الوقت الحاضر الأطباء لأن استخدام الهاتف المحمول يسبب ذبذبات تؤثر على الأجهزة الطبية.
واستمر الحال هكذا لسنوات طويلة والناس يستخدمون كلاً من الهاتف الأرضي والهاتف المحمول للاتصال والتواصل بينهم إما محلي أو دولي، حتى انتشر منذ عدة سنوات أيضاً “الإنترنت” وانتشر بين الناس وظهرت الشركات المزودة للخدمة والتي كان الناس يعتمد قبلها على خط الهاتف الأرضي والذي يسمى Dial up حيث كان بطيئاً للغاية وقتها ولكن صمد لفترة، وبعدها ظهرت تقنية جديدة وسريعة حلت محل الدايل أب ألا وهي تقنية ADSL والتي أثبتت نجاحها والتي تستخدم إلى وقتنا الحاضر مع سرعات عالية للغاية.
بالطبع هذه السرعات العالية لم تشعر ولم تتمتع بها “مصر” نظراً لسوء الخدمة وسوء مزودي خدمة الإنترنت في مصر، ومع ثبات كفاءة خطوط ADSL ظهرت حديثاً ومؤخراً تقنية حديثة خاصة بشركات المحمول ألا وهي خدمة الإنترنت USB والذي يتميز بأنه متنقل معك الإنترنت في أي مكان من خلال تغطية شبكة المحمول الخاصة بالشركة، ويتميز بسرعته أيضاً وكفاءته العالية ولكن يعيبه ارتفاع سعره وقلة باقة السعة التحميلية الخاصة به.
ومع انتشار الإنترنت بشكل كبير في الفترة الأخيرة ظهرت وسيلة اتصال جديدة ومميزة ومنخفضة التكلفة بل ومجانية في بعض الأوقات ألا وهي البرامج والتطبيقات الخاصة ببعض الشركات التي تتيح للمستخدم الاتصال بالصوت والصورة بأي شخص في أي مكان في العالم، حيث أثبتت هذه الوسيلة نجاحها الساحق خاصة مع ارتفاع تكلفة المكالمات الدولية الخاصة بالهاتف الأرضي والهاتف المحمول.
فظهر برنامج يسمى “سكايب” والذي يتيح الاتصال بالصوت والصورة بسهولة ويسر وبطريقة مجانية، والعديد من البرامج الأخرى المنافسة له ولكنه الأشهر على كل حال، جنباً إلى جنب مع ظهور موقع التواصل الاجتماعي الشهير “فيس بوك” والذي يتيح نفس الخاصية من خلال برنامج الماسنجر الخاص به على الهاتف المحمول من خلال تحميل التطبيق.
وأيضاً مع ظهور برنامج المحادثة الشهير “واتس آب” وبرنامج “فايبر” الشهيرين ولكن الأخير قل استخدامه في الفترة الأخيرة وفضل الناس الماسنجر الخاص بالفيس بوك وتطبيق الواتس آب.