– أسباب التفكك الأسري
– عواقب هذا التفكك على الأولاد
كثير من الأحيان نستمع عن حالات انفصال أسري وربما تحدث لأشخاص قريبون منا، ليست المشكلة في تأثير هذا الانفصال على الزوجين، فمهما كان الأثر عليـــهم كبير إلا أنهم ما زالوا بالغين يستطيعون أن يتدبروا أمورهم، وأحيانا يبني أحدهم أو كلاهم حياة جديدة، وعندها لا يبقى إلا ضحية واحدة فقط ألا وهي الأولاد، وهذا ما سنناقشه في هذا المقال.
أسباب التفكك الأسري:
كثيرة هي الأسباب هذه الأيام وخاصة بعد ارتفاع معدل الطلاق في البلاد العربية، ومن أول الأسباب التي شاعت هذه الأيام هي عدم الاختيار المناسب من البداية وعدم معرفة الزوجين لبعضهم جيدا من قبل الزواج، وبالتالي يصطدم كل منهم بالواقع بعد فترة من الزواج أو بعد أن يرزقهم الله بالأولاد، ليكتشف كل منهم أنه بعيد كل البعد عن الطرف الآخر، ولعل من الأسباب الواضحة للجميع هي المشاكل الاقتصادية والضغط اليومي الكبير والذي من شأنه أن يخلق بيئة غير متوافقة داخل البيت يشوبها الضجر والمشاكل.
عواقب هذا التفكك على الأولاد:
للتفكك الأسري شقان من العواقب، الشق الأول وهو عواقب التفكك نتيجة المشاكل التي يعاصرها الأولاد قبل الانفصال، وهذه العواقب من أشد الأمور التي تترك آثار سلبية داخل نفوس الأولاد، لما يراه الأولاد من عنف لفظي وأحيانا عنف جسدي بين الزوجين وربما يطولهم من هذا العنف بنصيب، عندها يصيب الأولاد خلل نفسي عميق لما عاصروه من عنف، هذا الخلل يترجم إلى أشكال كثيرة من العنف في السلوك وأحيانا يترجم إلى الانحراف السلوكي، فعقول الأولاد ليست ناضجة كفاية لتمتص ما تراه أعينهم من تفكك وعنف، وقليل هم هؤلاء الآباء الذين يراعوا ألا يظهروا أي نوع من أنواع المشاحنات والعنف الأسري أمام أولادهم، وأما عن الشق الآخر من التفكك فهو بعد الانفصال، وهو ما يشكل باقي مستقبل الأولاد، فكثير هم من الآباء الذين ينسون أولادهم بعد الانفصال، وما يدعو للعجب أننا نرى هذا التجاهل من الأمهات أحيانا، هذا التجاهل ليس بشرط أن يكون بإبعادهم عنهم وإنما هذا التجاهل له صور أخرى كعدم الاهتمام بالأولاد كسابق عهدهم، هذا التجاهل لهو عظيم الأثر السيئ على نفوس وتصرفات الأولاد، فيبدأ الأولاد بالبحث عن بديل يعطيهم ما قد حرموا منه نتيجة تفكك أسرتهم وانشغال أحد الطرفين أو كلاهما عنهم بصورة جزئية أو كاملة، المشكلة الأكبر في البديل أنه يكون أقرب من يصادفوا أولادنا، وبنسبة كبيرة يكون هذا البديل هو اختيار خاطيء ومتسرع، يبدأ الأولاد بانتهاج نهج أن هذا الصديق هو أهم من أبويه اللذان لم يولياه أهمية، وبالتالي فأي من الأمور السيئة يمكن أن يمارسها هؤلاء الأولاد، ليس هذا السيناريو هو مجرد ترتيب للأحداث، وإنما هو مبني على حقائق تحدث بالفعل وتسجلها منظمات مهتمة بهذه القضية، إن ما تسجله تلك المنظمات من حالات إدمان وسرقة وسجن للأحداث، وبمعرفة أن آباء هؤلاء الأولاد منفصلين ليترجم بشكل واضح ما يمكن أن يسببه التفكك الأسرى من عواقب على مستقبل أولادنا.