تفرض علينا الحياة التعامل مع الناس، فلا يوجد من يستطيع أن ينصرف عن الناس ولا يوجد من يستطيع أن يعيش وحده، فمن مسلمات الحياة تعاون الناس مع بعضها والتعامل معهم يجب أن يكون مثل التعامل في الإسلام.
ولكننا في أزمنة عزت فيها الأسوة الحسنة، وأقفزت منها بعض بيوت المسلمين، واستبدل بكثير منها بآداب وأذواق مستوردة من بلاد الغرب، كنتيجة طبيعية لانتشار التلفاز، والانترنت وأجهزة البث المباشر واستغلالهم استغلال سيئ.
فيجب على كل مسلم إحياء الفضائل والآداب الإسلامية ونشرها، والاهتمام بتدريسها، لكي تعود الآداب كما تعلمناه ووصانا بها ديننا الحنيف. فيجب علينا التعامل مع الناس بالخير والخلق وهي من صفات المؤمنين المتقين الذين يرجون رحمة ربهم والفوز بالجنة.
بعض آداب التعامل في الإسلام
1- آداب بر الوالدين
قال الله تعالى ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلَّا تَعْبُدُوا إِلَّا إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا﴾[الإسراء:23]
* والبر اسم جامع للخير، ومعناه الصلة وفعل الخير، ومن برهما النفقة عليهما إذا احتاجا، وتوقيرهما واحترامهما.
* ومن برهما: دعوتهما إلى الله عز وجل والدعاء لهما، والصلاة عليهما، والاستغفار لهما. والتودد إليهما وقضاء أكبر الأوقات معهم فغير لائق أن يزور الفرد والدية في الأعياد والمناسبات فقط.
* توقيرهم واحترامهم أمام الناس وتربية أبنائنا على ضرورة احترام أجدادهم وطاعتهم.
2- آداب صلة الرحم
* آداب صلة الرحم من أهم آداب التعامل في الإسلام، قال الله تعالى ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالًا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ ﴾[النساء:1] أي اتقوا الله بطاعتكم له، واتقوا الأرحام أن تقطعوها.
* الأرحام هم الأقارب، وصلة الرحم واجبة وقطع الأرحام تعتبر ذنباً ومعصية لله عز وجل، وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من سره أن يبسط له في رزقه وينسأ له في أثره، فليصل رحمة). فلكي نكون واصلين في أرحامنا يجب إيصال الخير لهم والسؤال عنهم والتقرب منهم وتبادل الزيارات معهم ومشاركتهم أفراحهم وأحزانهم. كما قال رسول الله (الرحم معلقة بالعرش من وصلني وصله الله، ومن قطعني قطعه الله)
3- آداب الجوار
* قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (من كان يؤمن بالله واليوم الأخر فليحسن إلى جاره) الإحسان هو أن يعينه على ما يحتاج إليه ويدفع عنه السوء ولا يؤذيه ورد السلام عليه وتحمل الأذى منه ومشاركته أفراحه وأحزانه وستره وصيانة عرضه.
5- آداب الطريق
وهو التعامل بالطريقة التي حثنا عليها الرسول في آداب التعامل في الإسلام في كل مكان وزمان.
* الالتزام والاحترام عند سلوكه الطريق لأنه ملك عام لكل الناس فيجب عليه احترام الآخرين وعدم التعرض لهم والمقصود السب والتحرش وأيضا غض النظر.
قال الله تعالى ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللَّهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾[النور:30]
* إزالة الأذى عن الطريق لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم (إماطة الأذى عن الطريق صدقة)
* إعانة كبار السن والمحتاجين ومساعدتهم.
7- آداب اللسان
قال الله تعالى ﴿مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ﴾[ق:18]
* فينبغي على الإنسان إن أراد أن ينطق فيتدبر ما يقول قبل أن ينطق، وإذا ظهرت فيه مصلحة تكلم، وإلا ليصمت.
* ومن آفات اللسان الفضول، والغيبة والنميمة وكلام ذي الوجهين، وشهادة الزور والقذف ومن أهون آفات اللسان الكلام فيما لا يعني قال صلى الله عليه وسلم (من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه) فكيف بكل آفات اللسان هذه نسال الله السلامة والعافية.
8- ومن آداب التعامل في الإسلام آداب الطعام وآداب النوم
* فآداب الطعام يجب أن يختار الحلال الطيب من المطاعم والمشارب وغسل اليدين والتسمية والأكل مما يليه.
* وآداب النوم أن ينام مبكراً حتى يستطيع قيام الليل، والنوم على الجانب الأيمن، وقول أذكار المساء وأذكار الصباح.