أزل عن قلبك الحقد والضغينة

هل أنت من النوع الحاقد؟! والذي يكن الضغينة على أحدهم ويتمنى له السوء؟! هل أنت من النوع الذي يكبر المشاكل والأمور وتحقد على أي شخصٍ يسيء إليك؟! هل تحب افتعال المشاكل وهل أنت من النوع العجولي والمتهور الذي يغضب بسرعة؟! إذا كنت كذلك فاعلم بأنك في مشكلة! فالحقد والضغينة والغضب ليست من الأخلاق الحميدة وستسبب لك الكثير والكثير من المشاكل! لماذا؟! الأمر بسيط لأنك تملأ قلبك بالسواد ولن تستطيع الخروج منه إن استمررت بذلك؟! تابع معنا لتتعرف على الأمر أكثر…

ما هو الحقد؟!

الحقد هو الضغن وإمساك العداوة في القلب، وهو سوء ظن في القلب على أحدهم لأجل عداوة، يتربص الفرصة ويريد الانتقام، وهو غضب مكظوم رجع إلى الباطن واحتقن فيه ليصبح حقداً..

والحقد له نوعين حقد محرم وحقد غير مذموم شرعاً..

فأما الحقد المحرم فهو لحسد أو ضغن بغير حق أو لسبب لا يدعي الحقد والكره، ربما سوء ظن بدون تأكد وربما عدم المسامحة والعفو حتى ولو تأسف المتسبب وطلب السماح فبعض الحاقدين لا يسامحون على أبسط الأمور وهذا أمر سيء فالمؤمن عفو ومسامح ولا يجب أن يبقي الحقد في قلبه حتى لا تثار العداوة لديه والانتقام.

الحقد الغير مذموم هو على ظالم لا يمكن دفع ظلمه أو أخذ الحق منه، ولكن إن تمكن منه فيستطيع أخذ حقه منه أو أن يعفو عنه وذلك من الإحسان، قال تعالى في كتابه الكريم: (ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور).

الحقد يسبب الجرائم ويسبب المصائب في حياتنا، قد يصل الأمر إلى الجنون للانتقام فقط ولهذا فهو أمر فظيع ويجب التخلص منه، لا يفيد الحقد بشيء فهو لا يقوم إلا بتعكير مزاج الفرد ويبعد الناس عنه ويجعل حياته مضطربة، اعلم بأنك ستعيش بسعادة إن كنت عفواً ومتسامح واعلم بأنك ستعيش في عالمٍ مظلم إن كنت حاقداً.

تخلص من حقدك وارمي به بعيداً

أزل هذا السواد من قلبك فهو لن يفيدك! أعد إلى قلبك نقاءه ولا تكن حاقداً بلا سبب، لا تكبر الأمور ما لم تستحق وكن ذو قلبٍ مسامح وعفوٌ كريم، إن الله يسامحنا على أخطائنا عندما نستغفره فمن نحن حتى لا نسامح من يأتينا معتذراً؟! أليس هذا بتكبر؟! لنكن ذو قلوبٍ أوسع، لنحسن الظن ونعيش الحياة بجمالها وبقلوبٍ صافية، لا داعي للحقد والغل فجميعنا بشر ونهايتنا في القبر، إن كنت تريد إزالة كل حقد من قلبك فسامح وتهادوا فكما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تهادوا تحابوا.

وكن متواضعاً فهذا يزيل الحقد ويعطيك العفو ولا تكن متكبراً لا يقبل عذراً ولا يسامح، تعامل مع الجميع بالود يعاملونك بذلك وإن ظلمك أحد فسلم أمرك لله وهو سيأخذ حقك ولكن لا تدع للحقد مكاناً في قلبك، كن مع الله يكن الله معك.

كيف أتعامل مع الحاقدين؟

إن حقد عليك أحدهم بسبب ظلمك له لسببٍ ما فاطلب منه أن يسامحك واعتذر له مع هدية واستغفر الله، وإن لم يقبل اعتذارك فحاول وأخبره بأن الحقد لن يفيده وانصحه، واطلب المعونة من الله، ولكن إن حقد عليك أحدهم بلا سبب ربما حسد أو كره، فلا تلتفت له ولا تواجهه اطلب من الله فقط أن يهديه وأن يحميك منه ويزيل حقده عنك، الحاقد في قلبه سوادٌ وكل ما نرجوه أن يهديه الله ويزيل سواد قلبه، وإن كان لك قريب أو صديق حاقد على أحدٍ ما لسببٍ تافه فلا تشجعه على الانتقام بل حاول نصيحته بأن يعفو ويسامح وبذلك تناول ثوابه وتنقذه من الظلام الذي هو واقعٌ به.

 

أزل عن قلبك الحقد والضغينة
التعليقات (0)
اضف تعليق