مفهوم الصحة النفسية:
قبل أن نعرض مفهوم الصحة النفسية لابد من عرض مفهوم كلا من الصحة والمرض فالصحة والمرض مختلفين في الدوام والشدة، كما تختلف من فرد لآخر، كما أن الصحة من عوامل المتعة في الحياة أما المرض عامل من عوامل الشقاء في الحياة.
الصحة ليست مجرد خلو الجسم من الأمراض والاضطرابات بل هي حالة من التوافق بين كلا من الوظائف الجسمية والنفسية والقدرة على التعامل الجيد مع المشكلات والشعور الايجابي بالحيوية والنشاط.
أما الصحة النفسية فهي حالة من السلامة الكاملة في النواحي الجسمية والنفسية والتوافق بين الوظائف النفسية والجسمية والقدرة على مواجهة الصعوبات وحسن الأداء في الحياة.
مظاهر الشخصية السوية المتمتعة بالصحة النفسية:
هناك عدة مظاهر من خلالها يمكن الحكم على الشخصية بأنها سليمة نفسيا وهذه المظاهر هي:
الراحة النفسية:كثيرا ما يصادف الفرد العديد من العقبات التي تقف أمام تحقيق رغباته والشخص الذي يتمتع بالصحة النفسية هو الذي يستطيع الصمود أمام هذه العقبات ويزيلها من طريقه بما يتوافق مع ظروف المجتمع.
تحمل المسئولية ومواجهة الإحباط: من المظاهر الدالة على التمتع بالصحة النفسية هو القدرة على تحمل المسئولية وعدم التهرب منها، حيث أن التهرب من المسئولية وعدم القدرة على تحملها مظهر من مظاهر اعتلال الصحة النفسية.
كما أن القدرة على مواجهة الإحباط والقدرة على ضبط الانفعالات ومواجهة المشكلات الحياتية والظروف الضاغطة كلها من مظاهر الصحة النفسية.
الثبات الانفعالي: الثبات الانفعالي هو قدرة الفرد على الاستجابة المناسبة للمواقف الانفعالية المختلفة ولكن هذا لا يعني الجمود أو عدم القابلية للتعديل.
وضع الأهداف الواقعية ومحاولة تحقيقها: الأشخاص الأسوياء يضعون أهدافا يستطيعون تحقيقها وقريبة من أرض الواقع.
الكفاءة في العمل: إن الفرد القادر على الانجاز في العمل والابتكار والنجاح هو شخص يتمتع بالصحة النفسية أما الشخص الغير قادر على النجاح في عمله فهو شخص معتل نفسيا.
التضحية وخدمة الآخرين: من مظاهر الصحة النفسية التضحية والتنازل عن بعض الأشياء ومساعدة وخدمة الآخرين أما الشخص الأناني فهو لا يحب سوى نفسه ولا يقبل أن يساعد أحد.
أهمية الصحة النفسية:
إن الصحة النفسية للفرد تساعده على :
الشعور بالرضا عن الذات والتوافق الشخصي والاجتماعي .
فهم الذات ومعرفة الفرد لإمكانياته وقدراته.
تحقيق وحدة الشخصية بالتكامل بين النواحي الجسمية والنواحي الجسمية.
التسامح مع الآخرين والشعور بالتفاؤل وإشباع الحاجات الأساسية.
القدرة على مواجهة متطلبات الحياة والنظرة للحياة بكل موضوعية للحياة.
كيفية المحافظة على الصحة النفسية:
الالتزام بأداء الصلوات الخمس في أوقاتها، وأداء النوافل، والذكاة والصوم.
تنمية الثقة بالنفس والثقة بالله سبحانه وتعالى.
التوكل على الله سبحانه وتعالى والبعد عما نهى الله عنه.
اتخاذ نماذج جيدة كقدوة في الحياة.
البعد عن تقليد الآخرين والتفرد بشخصية سوية.
التفكير بايجابية والابتعاد عن الأفكار الهدامة الخاطئة.
احترام الفرد لذاته وللآخرين والحفاظ على حب الآخرين واحترامهم.
كل هذه الأمور تساعد الفرد على التمتع بصحة نفسية جيدة وعدم الإصابة بأي من الاضطرابات النفسية المعروفة مثل القلق والاكتئاب.