ما زالت شبكة الانترنت تستمر بالنمو وبالتطور ..ولكن إلى أي حدٍ قد تصل؟! أصبح بإمكاننا التواصل مع أي شخصٍ وفي أي مكانٍ كان.. وأصبحنا نضيع أوقاتنا على عدة مواقع اجتماعية فنضع صورةً لنا هناك ونخبر الناس بكل أحوالنا ومن ثم نتفلسف قليلاً وضع بعض الحكم من الحكماء وربما نضع حكماً ألفناها بنفسنا ..أطفالنا يجلسون على المواقع الاجتماعية ويكونون الصداقات ويتحدثون عن الألعاب ويتشاركون مع أصدقائهم بلعب الألعاب الإلكترونية على مجتمع النت.. حتى الأمهات نست أطفالها وأخذت تتابع صفحاتها الاجتماعية فقد وصلها إعجاب على منشور وتعليق على آخر وهكذا يستمر الحال للأسوأ ..ولكن إلى أين؟!
وهل هذا أمرٌ صحيح يجعلنا نفتخر بالأمر؟! أم لكل شيءٍ حدٌ لا يجب تجاوزه؟ ..لنتابع مخاطر إدمان هذه المواقع وفوائد التخفيف منها ..
مخاطر إدمان المواقع الاجتماعية
إن إدمان المواقع الاجتماعية يفصلنا عن واقعنا ويجعلنا في الخيال فقط! ومن مخاطره الكثيرة:
- تضييع الوقت الطويل بلا فائدة والهروب من الواقع.
- انشغال الطلاب عن الدراسة بسببها وتدني مستواهم الدراسي.
- تشتت تفكير الرجل أثناء عمله وقد يخطئ بسببها.
- انشغال الأم بها وقضاء الساعات الطويلة عليها ناسيةً أطفالها والاهتمام بهم وحتى زوجها.
- حدوث مشاكل كثيرة لأسباب تافهة.. مثل لو قام أحدهم بحظر الآخر أو لم يقم فلان بوضع إعجاب لصديقه وحتى أن البعض قد أصبح يضع المنشورات ويشير بها إلى أحدهم ليوصل له بعض الكلام السيئ!
- وجود أناسٍ من كل الأنواع على المواقع الاجتماعية ولذلك فيعد من الخطر الكبير تعرف الأطفال والمراهقين على أي شخصٍ لا يعرفونه.
- أصبحت المواقع الاجتماعية صلةً لكل أنواع الناس وحتى العصابات وحتى أسوء أنواع البشر مما يجعل من الخطر جلوس الطفل لوحده عليها!
- كتاباتٌ كثيرة ومنوعة ومن كل الأشكال تجدها في المواقع الاجتماعية وبعضها يؤثر على الأطفال والمراهقين ويوقعهم في المشاكل.
الفوائد الكثيرة عند تخفيف إدمان الجلوس على المواقع الاجتماعية
هناك الكثير من الفوائد عند تخفيف الجلوس على المواقع الاجتماعية والتي ستلاحظها فوراً وهي:
- أولاً تقرب العائلة من بعضها بعضاً ..فجلوس الجميع على هذه المواقع يفرق جلسات العائلة ويبعدهم عن بعضهم بعضاً.
- ثانياً عودة اهتمام الوالدين بأطفالهم وعدم تضييع الوقت وحتى عمل الوالدين سيتحسن بشكلٍ واضح.
- تحسن أداء الدراسة للطلاب وعدم تشتتهم وستلاحظ ارتفاع معدلاتهم الدراسية.
- ستلاحظ اكتسابك بعض الراحة النفسية والجسدية عند تخفيفك من إدمان هذه المواقع.
وهناك الكثير والكثير من الفوائد الأخرى!
ففي هذه الأيام وللأسف أصبحنا نادراً ما نرى أطفالاً يلعبون ألعاباً حركية بل أصبحوا متجمدين دائماً على هواتفهم أو حواسيبهم! ولكم نتمنى رؤية جلسةٍ عائلية ينظر كل شخصٍ إلى الآخر عوضاً من أن يمسك كل شخصٍ بهاتفه وكأنه في عالمٍ آخر..
أصبح من الواجب على الأهالي وضع قوانين خاصة في المنزل كأن يتم تحديد ساعات الجلوس على هذه المواقع ،وإيقافها عند الدراسة وعند العمل ..كما أنه يجب توعية الأطفال والمراهقين وحتى الكبار بمخاطرها ليعلموا بأنفسهم أن هذا خطر ويجب التقليل منه.
ما زالت المواقع الاجتماعية تتطور وتأخذ عقول الناس معها.. فإلى أي حدٍ ستصل؟ وهل سيندمج عالمنا معها حتى ننسى وجودنا في هذا العالم؟! لا نأمل حصول ذلك ونتمنى من الجميع أن يعود إلى وعيه ويستغل هذه المواقع فيما يفيده في عمله وحياته فقط ويترك البقية بدون أن تأخذ عقله بعيداً.. ونتمنى من كل أمٍ أن تعلم بأن مسؤولية تربية أطفالها أهم من رؤية الإعجابات والتعليقات فهي لن تفيدك بشيء ..ونتمنى من كل والدٍ أن يهتم بعمله أكثر حتى لا يُفصل منه بسبب سخافات هذه المواقع، كما نرجو من طلابنا أن يهتموا أكثر بدراستهم فهم أمل المستقبل وألا يجعلون عقولهم مشتتة مع هذه المواقع.