قبل الدخول في غمار علاقة التكنولوجيا بالتعليم لا بد أن نعطي لمحة مفاهيمية للتكنولوجيا والتي أختلف الباحثين والخبراء في تعريفها فكل يعرفها حسب منهجه وتوجهه الفكري و العلمي.
في أحد التعاريف نجد كلمة التكنولوجيا تعني التطبيق النظامي للمعرفة العملية، أو بصيغة أخرى هي معرفة منظمة من أجل أغراض عملية. وفي تعريف آخر والذي يختلف تماما عن التعريف السابق، حيث تعرف التكنولوجيا بأنها تنظيم فعال لخبرة الإنسان من خلال وسائل منطقية ذات كفاءة عالية وتوجيه القوى الكامنة في البيئة المحيطة بنا للاستفادة منها في جميع المجالات وحتى في الربح المادي.
وهناك تعريف يصب في نفس اتجاه موضوعنا والذي يربط تعريف التكنولوجيا بالمنظومة التعليمية، حيث عرفت منظمة اليونسكو التكنولوجيا بالمنحى النظامي لتصميم العملية التعليمية وتنفيذها وتقويمها تبعا لأهداف محددة نابعة من نتائج الأبحاث في مجال التعليم و الاتصال البشري مستخدمة الموارد البشرية وغير البشرية من أجل إكساب التعليم مزيدا من الفعالية.
بعد تعريفنا للتكنولوجيا من جميع جوانبها سنركز على الجانب التعليمي في التكنولوجيا وكيفية مساهمتها في إثراء المنظومة التعليمية بمزيد من النتائج وتطويره بشكل أفضل.
إذا قارنا جودة التعليم في القرون الماضية مع جودته في العصور الحالية نجد هناك فرق شاسع سواء من ناحية سرعة انتقال المعلومات إلى الطالب و كذلك سرعة بحثه عنها حيث في الماضي لم يكن يتوفر شيء أسمه تكنولوجيا المعلومات حيث كان العلم مقتصرا فقط على الكتب و ما يتلقاه الطالب في المدرسة أو الجامعة. وكان الطلبة آنذاك إذا احتاجوا إلى بحث معين لابد لهم أن يعودوا إلى الكتب والتي كانت تعتبر المرجع الوحيد لهم، أو يلجئون إلى شخص يكون ذو خبرة في مجال أو تخصص معين وإن كان متواجدا بعيدا عن مكان تواجد الطالب فلم تكن تتوفر وسائل التواصل الحديثة آنذاك.
أما في عصورنا الحالية نجد هناك فرق شاسع حيث إذا أردت البحث عن معلومة معينة أو كان لديك بحث في مادة معينة ما يلزمك من وقتك سوى 5 دقائق أو أقل لتتوفر لديك جميع المعلومات التي تبحث عليها من أجل بحثك ومن ثم يمكنك صياغتها بطريقتك الخاصة.
وبالتالي يمكننا القول بأن التكنولوجيا الحديثة لعبت دورا جد مهما في المنظومة التعليمية حيث أضافت عليها السرعة و الجودة في المعلومات، ما تريد البحث عنه موجود أمامك.
إذا كنا نتحدث عن التكنولوجيا في ميدان التعليم فإننا نتحدث عن التطور العالي في المجال التربوي وكذلك تكوين العقول الإنسانية بسرعة جد فائقة. إذا استغل الإنسان هذا المجال في حياته التعليمية بشكل إيجابي فسوف يتوصل بنتائج جد رائعة. فالتعليم والتكنولوجيا مكملان أساسيان للتعلم واكتساب المعرفة.فتكنولوجية التعليم تتعدى أية وسيلة أو أداة أخرى, فبتنا نتجاوز الوسائل التقليدية كالطباشير والصبورة لنقل المعلومات.وأصبحنا نتجاوز أرقى الأجهزة التعليمية والحاسبات الالكترونية والأقمار الصناعية.
يمكننا القول بأن التكنولوجيا تستكمل النقص في قدرات الإنسان وقواه العقلية، التكنولوجيا وسيلة للتطور العلمي، التكنولوجيا وسيلة لسد حاجات المجتمع.
وبالتالي ما نستنتجه هو أن مصطلح التكنولوجيا عبارة عن تخطيط و إعداد وتطوير وتنفيذ وتقويم كامل للعملية التعليمية من مختلف جوانبها ومن خلال وسائل تقنية متنوعة، تعمل بموجبها وبشكل منسجم مع العناصر البشرية لتحقيق أهداف التعليم.