المقصود بمصطلح العولمة هو جعل الشيء منتشر بشكل واسع فهو نظام عالمي يعمل على التطوير العلمي والتكنولوجي عن طريق ثورة عالم الإتصالات التي شهدناها مؤخراً مما يساعد في إزالة الحدود المادية فيما بين الدول وبعضها حتى يصبح العالم مثل القرية الصغيرة ويرى الكثير من الباحثين أن العولمة ليست أمر جديد فهي ظاهرة منذ مئات السنوات ويرى البعض الآخر منهم أنها جديدة على العالم و ازدادت بشكل لافت للنظر في الفترة الأخيرة لذلك لجأ هؤلاء اللاعبين إلى تقسيمها إلى نوعين و هما العولمة القديمة و العولمة الحديثة فالأولى ظهرت في بداية فترة الثورة الصناعية التي حدثت في القارة الأوروبية في خلال القرن الثامن العشر بعدما اتجهت القارة العجوز إلى فتح أسواق جديدة لها في باقي الدول التي تنتمي للقارات الأخرى على رأسها القارتين الإفريقية والآسيوية كشعوب إستهلاكية من أجل ترويج المنتجات المصدرة من المصانع وبيعها عن طريق ضخها في الدول المحتلة والمستعمرة من الدول الأوروبية والإستفادة من المواد الخام الغنية بها الدول الإفريقية والآسيوية.
أما النوع الثاني وهو العولمة الحديثة وهي التي قامت القارة العجوز بها بدون حروب أو إحتلال عسكري ولكن عن طريق القنوات الاقتصادية والتجارية بالإضافة إلى الطفرة التكنولوجية التي شهدتها الدول الأوروبية و الولايات المتحدة الأمريكية في الفترة الأخيرة ونتيجة لذلك التطور أصبح هناك مؤسسات كبرى تمثل العولمة حول العالم مثل البنك الدولي وصندوق النقد الدولي اللذين يساعدان الدول الفقيرة في توفير قروض طويلة الأجل لها ويتم تسديدها على مراحل وفترات متباعدة إنتشالا لتلك الدول من الأزمات الاقتصادية الطاحنة التي يمر بها الكثير من إقتصادات الدول بالإضافة إلى منظمة التجارة الدولية التي تقوم بوضع الأسس والقوانين التي تعمل على تنظيم التصدير والاستيراد وأمور التجارة فيما بين الدول وبعضها البعض .
صور العولمة و أشكالها
أول تلك الصور هي العولمة الثقافية التي شهدت تدعيماً كبيراً بعد زيادة تبادل الثقافات فيما بين الشعوب و الدول وبعضها البعض نتيجة التطور الكبير في وسائل الإتصالات و المواصلات التي عملت على تسهيل عملية الربط بين الدول و تسهيل انتقال الأفراد حول العالم .
ثاني أنواع العولمة و أهمها على الإطلاق هي العولمة الاقتصادية التي ظهرت بعد زيادة التبادل التجاري فيما بين الدول وإعتماد بعضها على تصدير الخامات والبعض الآخر على تصدير المواد المصنعة بعد الحرية الاقتصادية التي شهدها العالم في الفترة الأخيرة نتيجة تسهيل وسائل نقل البضاعات الكبرى مثل السفن والبواخر والطائرات في مقابل مادي أقل بكثير من السنوات الماضية .
أما أسوأ أنواع العولمة هي العولمة السياسية التي زادت من قدرة الدول الكبرى والعظمى في التحكم في القرارات السياسية للدول الصغيرة بسبب فرض قوتها العسكرية عليها والتدخل في قرارات المؤسسات والوزارات السيادية بها .
إيجابيات العولمة و سلبياتها
من أهم إيجابيات العولمة أنها ساعدت في تسهيل الحصول على المعلومات في شتى بقاع الأرض والمساهمة في نشر الثقافة بسبب ثورة الإتصالات والمواصلات التي شهدها العالم في العقود القليلة الماضية وساعدت على التطوير العلمي في كافة المجالات الطبية والهندسية والتكنولوجية .
ومن سلبياتها أنها ساهمت في زيادة نسبة البطالة و نهب إقتصادات الدول الصغيرة لصالح الدول العظمى والقضاء على الهويات الثقافية والقومية والقضاء عليها وتشجيع الشعوب على الإستهلاك فتصبح الكثير من دول العالم الثالث ما هي إلا دول إستهلاكية مما يؤدي إلى القضاء على الطبقات المتوسطة في المجتمعات وزيادة الفقر فهناك فارق كبير بين العولمة و العالمية فالعالمية هي الإنفتاح على الدول الأخرى و لكن مع الإحتفاظ على الثقافة الوطنية و قومية الأمة دون التفريط فيهما .